صُنّاع مجد لبنان – بيروت تايمز تكرّم العظماء حول العالم
القنصل المهندس وديع فارس نال باسم جلالة الملكة اليزابيت الثانية وسام الأشرف والأعلى لدولة كندا. الذي أنشأته وسام الإستحقاق الكنديّOrder of Canada، وهو أرفع وسام تمنحه الدّولة الكنديّة
رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قلدّه "وسام الاستحقاق اللبناني" تقديرًا لخدماته الجاليوية في مدينة هاليفاكس والمقاطعات الأطلسية لكندا على مدى ما يقارب السبع وعشرون سنة.
رفع اسم لبنان واضعًا كل مهاراته المهنية وامكانياته المادية في خدمة جالية توحدت حول ظاهرة جبارة كأرز لبنان ووديعة كسنابل الحقول الذهبية!
هاليفاكس - منى حسن - بيروت تايمز
من قلب الحنين إلى الوطن، ومن عمق الانتماء الصادق، وكعادتها بتقديم كل جديد ومهم للبنانيين في اصقاع الارض أطلقت "بيروت تايمز" سلسلة تكريمية تعريفية بعنوان "صُنّاع مجد لبنان". هي ليست مجرد مقالات، بل صفحات مضيئة من تاريخ لبناني مجيد يكتبه أبناؤه في الاغتراب، حيثما حلّوا، بجهودهم، وبإصرارهم، وبوطنيتهم التي لا تعرف حدودًا.
في هذه السلسلة، نُلقي الضوء على نخبة من اللبنانيين واللبنانيات الذين أضاءوا دروب التميّز، وخلّدوا أسماءهم في ذاكرة الوطن والعالم. بشغفهم وعزمهم، رسموا ملامح لبنان الحلم، لبنان الأمل، والمعرفة، والإبداع اللامحدود
نكرّم في هذه المسيرة العظمة المسؤولة، تلك التي لا تكتفي بالتألق الفردي، بل تسعى لتغيير الواقع، وبث روح النهضة في مجتمعاتنا، أينما كانت. نؤمن أن كل إنجاز خارجي يُضيء شمعةً في ظلمة وطنٍ متعطّش للعدالة والكرامة والسلام.
العظماء هم من لا يكتفون بالكلام، بل يزرعون أفعالهم في أرض الزمن، ويتركون أثرًا لا يُمحى. وهم من يحملون لبنان في قلوبهم كما في إنجازاتهم.
من هنا، تبدأ رحلتنا معًا… مع كل حلقة، نكتب سطرًا جديدًا في دفتر اعتزازنا بهؤلاء الكبار.
القنصل المهندس وديع فارس والاعلامية منى حسن
الحلقة الثالثة من سلسلة "صُنّاع مجد لبنان"
في هذه الحلقة من سلسلة "صُنّاع مجد لبنان"، نسلّط " بيروت تايمز" الضوء على شخصية استثنائية طبعت تاريخ الاغتراب اللبناني في كندا، ورفعت اسم الوطن عاليًا عبر أكثر من ربع قرن من العمل الدبلوماسي والوطني: القنصل الفخري للجمهورية اللبنانية في هاليفاكس – المهندس وديع فارس.
منذ تسلّم مهامه القنصلية عام 1995، جعل فارس من مهمته رسالة حياة. لم يكتفِ بتمثيل لبنان بروتوكوليًا، بل سخر كل خبرته المهنية ومهاراته وعلاقاته وعطائه لخدمة الجالية اللبنانية، موحّدًا أبناءها حول ظاهرة وطنية نادرة—صلبة كأرز لبنان، ورقيقة كحقول سنابل ذهبية.
مسيرة من التميز والمحبّة
في موازاة عمله القنصلي، يقود فارس WMFARES GROUP، وهو مكتبً هندسي عريق أسّسه عام 1981، وراكم عبره إنجازات مشهودة في مجالات الإعمار والدراسات الهندسية. ورغم النجاحات المتتالية، بقي اسمه مرادفًا للثقة والتواضع والصدق، فحوّل عمله إلى خدمة وطنية بلا حدود.
نال فارس أوسمة وشهادات من أرفع الهيئات السياسية الكندية، وكلما صعد إلى منصة تكريم، يردد عبارته المأثورة: "أهدي هذا الوسام إلى كل لبناني يعشق وطنه ويعمل من أجل رفع اسم لبنان عاليًا.".
وسام الاستحقاق... وعرس وطني في هاليفاكس
تعددت انجازات القنصل فارس، تعددت الاوسمة وشهادات التقدير، جميعها تسلّمها بتواضع وقدمها الى وطنه الأم لبنان والى كل من آمن به، ايمانه بلبنان صلب كصخور الوطن، والجالية اللبنانية التي يخدمها صنفها خطا أحمرا فأصبح الحارس الأمين لمصلحة اللبنانيين، كل اللبنانيين.
وفي احتفال أشبه بالعرس اللبناني، قلدّ فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلًا بسعادة سفير لبنان في كندا فادي زيادة "وسام الاستحقاق اللبناني" للقنصل اللبناني الفخري وديع فارس تقديرا لخدماته الجاليوية في مدينة هاليفاكس والمقاطعات الأطلسية لكندا على مدى ما يقارب السبع وعشرون سنة.
غصت صالة الاحتفال في هاليفاكس بالوافدين للتهنئة فترجم الحضور الرسمي والشعبي كل ما يمثله القنصل وديع فارس للبنان، لأبناء لبنان، ولكندا البلد الذي احتضنه ووفر له أرضا مضياف بنى فيها وطنه الصغير لبنان الذي يعتز ويفاخر به! وقبل التقليد الرسمي للوسام، لخص السفير فادي زيادة مسيرة ابن الديمان المشرفة وجمعها بأبعاد ثلاثة:
بعد روحي، تُوّج بوسام القديس مارون.
بعد عملي، استحق عليه وسام Order of Canada.
بعد وطني، تكلّل بوسام الاستحقاق اللبناني الأعلى.
الكنيسة، الجذور، والهوية
في عام 2025، تم تكريس كنيسة القديس أنطونيوس الأنطاكية الأرثوذكسية في هاليفاكس – حدث تاريخي رافقه القنصل فارس قلبًا وروحًا، وساهم في بنائها ودعمها، وقدّم مجسمًا هندسيًا يدويًا رائعًا من تصميم وتنفيذ شركته، بقيادة المعماري ريمون سليمان.
وقال فارس في المناسبة: الكنيسة ليست حجارة فقط، بل مذبح إيمان ووحدة وانتماء للبنانيي كندا على اختلاف طوائفهم.
وديع فارس والديمان
شرف كبير أن يكون وديع فارس لبنانياً، وفخر واعتزاز للديمان أن يكون وديعها من ارض القداسة والأيمان، وشرف للمقاطعة الكندية هاليفاكس أن يكون وديع فارس أحد أهم أعمدتها الصلبة العاشقة للتحديات في الأزمنة الصعبة..
وديع فارس اسطورة بكل ما لهذه الكلمة من معنى، أبدع على الصعد كافة دبلوماسياً واعمارياً واجتماعيا، نجح، بجمع كل أطياف الجالية اللبنانية في كل المقاطعات الكندية تحت جناحيه، عطاءاته كبيرة ومهمة إنجازاته كتب عنها تاريخ الاغتراب اللبناني نظراً الى بصماته الكبيرة والفاعلة اسمه ارتفع عاليا في كل المنابر والمناسبات، وفي المتحف الوطني في هاليفاكس، وفي تشييد الصروح في اهم المناطق.
آمن بالمغترب اللبناني وفتح له ابواب العمل من اجل أن يعيش بكرامة وعنفوان. ونال باسم جلالة الملكة اليزابيت الثانية وسام الأشرف والأعلى لدولة كندا الذي أنشأته وسام الاستحقاق الكنديّ Order of Canada، وهو أرفع وسام تمنحه الدّولة الكنديّة.
أرفع الأوسمة والشهادات التقديرية
تميّز القنصل الفخري وديع فارس في هاليفاكس بحصوله على أرفع الأوسمة والشهادات التقديرية من جهات سياسية ومؤسسات كندية مرموقة، تقديرًا لعطائه وجهوده الدؤوبة في خدمة المجتمع والجالية اللبنانية.
لكن الأجمل من الأوسمة هو تواضعه اللافت، إذ يردّد في كل مناسبة تكريم: "أُهدي هذا الوسام إلى كل لبناني يعشق وطنه ويعمل من أجل رفع اسم لبنان عاليًا".
كلمات تختصر فلسفته في الحياة والعمل—النجاح ليس مجدًا شخصيًا، بل رسالة وطنية، ومسؤولية جماعية.
وسام الملكة اليزابيت
يذكر ان وسام اليزابيت الثانية هو الأشرف والأعلى لدولة كندا وقد أنشأت وسام الاستحقاق الكنديّ Order of Canada، عام 1967 الملكة اليزابيت الثّانية. هو أساس نظام الأوسمة في كندا وأرفع وسام تمنحه الدّولة الكنديّة، يكرّم هذا الوسام مواطنين من كافّة قطاعات المجتمع الكنديّ ذوي مساهمات متنوّعة، معترفًا بإنجازاتهم البارزة وتفانيهم في خدمة المجتمع والأمّة.
شعار هذا الوسام هو: يتوقون الى وطن أفضلThey desire a better country!".
تكريم وديع فارس بوسام الملكة اليزابيت في Rideau Hall أوتاوا
بين هؤلاء الرجال العظام الذي كرمتهم الملكة اليزابيت، أرزة لبنانيّة انتصبت في مبنى الـ Rideau Hall في أوتاوا، لتؤكّد للعالم، مرّة جديدة، أنّ "لبنان أكثر من وطن، إنّه رسالة"...
المهندس وديع موريس فارس…
هو الآتي من بلاد الأرز حاملاً معه همّ الوطن! هو الباحث عن حلم في زمن اندثرت فيه الأحلام ودفنت الحرب ابتسامة أبناء أرضه! وقبل أن يعتلي صدره وسام الاستحقاق الكنديّ، يزيّن صدره وحياته بعلم لبنانه الأبيّ الذي يحمل اسمه كقنصل فخري في هاليفاكس وفي المقاطعات البحريّة منذ نحو 20عامًا. وقد اجتمعت نخبة من نساء ورجال كندا، مجموعة من " أكثر المواطنين الكنديين موهبة وذكاءً" على حدّ تعبير حاكم كندا العام، ليقلّده، وباسم جلالة الملكة، الوسام الأشرف والأعلى لدولة كندا وسام الاستحقاق الكنديّ".
وهناك، وفي لحظة دمعت فيها عيونه وعيون محبّيه، في لحظة خشعت لها عزّة نفسه وارتسمت على ملامحه كلّ معاني الفخر، قُلّد المهندس وديع فارس أرفع الأوسمة الكنديّة على الإطلاق!
فارس: لبنان يحتاج الى التضامن الاغترابي
كل عام في ذكرى الاستقلال يجتمع حشد من أبناء الجالية اللّبنانيّة للإحتفال برفعِ العلم اللبنانيّ في الذكرى الاستقلال وشهر التراث اللبنانيّ، بدعوةٍ من قنصل لبنان في هاليفاكس – نوفا سكوشا (كندا) المهندس وديع فارس وعقيلته كاثي، في حضور أعضاء السلك القنصليّ المُعتمد في ولاية نوفا سكوشا، فعاليّات دينيّة، ممثلين لبلديّة هاليفاكس، جمعيّات مدنيّة، إجتماعيّة، ثقافيّة وتربويّة كنديّة ولبنانيّة، وحشدٌ من أبناء الجالية.
العلم الّلبنانيّ والنشيدين الكنديّ واللّبناني
بعد رفع العلم الّلبنانيّ والنشيدين الكنديّ واللّبناني، تحدث القنصل فارس شاكرًا الجميع على "حضورهم على رغم البرد القارس" وقال: " إنّ رفع العلم اللبنانيّ، في هذا المكان والزمان، ملائمٌ جدًا، فهو يعكس الروابط القويّة بين مجتمعنا وهذه المدينة والمقاطعة العظيمة التي نسمّيها موطننا منذ أكثر من 125 عامًا، كما هو تذكار للجميع بأنّ ما يجمعنا أكثر بكثير ممّا يفرّقنا. كذلك نجتمع أيضًا خلال شهر التراث اللبنانيّ الذي بدأته مقاطعتنا في عام 2018 تقديرًا للمساهمات العديدة لجاليتنا في تحسين المشهد الثقافي والاقتصادي والدينيّ والسياسيّ في "نوفا سكوشا".
وختم: "انا فخورٌ بكم وأدعوكم الى الوقوف متّحدين تحت العلم الّلبنانيّ لأني كلّي ثقة بأنّه من خلال هذا الدعم سيعود لبنان الى مجده، فلبناننا لا يموت. عاش لبنان!"
درع تكريمي عربونَ شكر لفارس من الدولة اللبنانية
وفي اليوم عينه، تُوّج هذا التكريم، بتكريم آخر هو الأعزّ على قلب المهندس فارس، إذ أنّه يأتي من قلب وطنه الأم لبنان، فخلال زيارة قام بها لدارة القائم بأعمال السّفارة اللبنانيّة في أوتاوا سعادة القنصل العام الأستاذ سامي حدّاد لشكره على دعمه لمكتب القنصليّة الفخريّة في هاليفاكس، فوجئ القنصل فارس بجميع العاملين في السّفارة الذين حضروا لتقديم التّهاني له.
وبعد كلمة مؤثّرة ألقاها سعادة القنصل العام أعرب فيها عن فخر لبنان بأبنائه، قدّم له وباسم الدّولة اللبنانية، درعًا تكريميًّا عربونَ شكر وامتنان للدّور الإيجابي والجامع الذي يلعبه القنصل وديع فارس في الاغتراب، بعدها، ألقى القنصل فارس كلمة شكر فيها هذه الّلفتة المميّزة محيّيًا وطنه لبنان، شاكرًا سعادة القنصل العام وجميع العاملين في السّفارة اللبنانيّة في أوتاوا لما يظهرونه من تفانٍ في خدمة مواطنيهم اللبنانيين، مجدّدًا شكره للمساعدة الدّائمة التي يوفّرونها لمكتب القنصليّة في هاليفاكس.
وإثر تلقّي الدّولة اللبنانيّة خبر تقليده وسام الاستحقاق الكنديّ، وجّه مدير عام المغتربين أنذاك الأستاذ هيثم جمعة، كتاب تهنئة للقنصل فارس، أَمِلَ فيه بأن يكون هذا التّقدير الجديد، حافزًا إضافيًّا لتعزيز العلاقات المميّزة بين الشعبين اللبنانيّ والكنديّ، ولإغناء المجتمع الكنديّ بالمميّزات اللبنانيّة القائمة على التّفاني والعطاء والبحث الداّئم عن العلم والمعرفة والحريّة، على حدّ تعبير الأستاذ جمعة، متمنيًّا للقنصل فارس التّوفيق في مسيرته، آملاً له السّعي الدّائم لتحقيق التّضامن والألفة بين أبناء الجالية لما فيه خير لبنان وكندا!
المؤسسة المارونية تكرم فارس
في وقت سابق، وفي الرّابع من شهر تشرين الثّاني ألفين واثني عشر، كانت المؤسّسة المارونيّة للانتشار في مونتريال، قد دعت للإحتفال بذكرى استقلال لبنان حيث قامت بدورها بتكريم قنصل لبنان المهندس وديع فارس لتلقّيه وسام الاستحقاق الكنديّ، وقدّمت له درعًا تكريميًّا في حضور المسؤولين عن المؤسّسة، وممثّلين عن الدّولة الكنديّة بالإضافة الى قناصل لبنان في كندا ووجوه سياسيّة ودينيّة واجتماعيّة وعدد كبير من أبناء الجالية اللبنانيّة.
وإثر عودته من أوتاوا، اكتملت فرحة المهندس وديع فارس، حيث اجتمعت العائلة مع عدد من الأهل والأصدقاء وأبناء جالية هاليفاكس، في منزل شقيق قرينته فيليب عرب وزوجته ماري، الّلذين نظّما سهرة مميّزة للإحتفال على طريقتهم الخاصّة وتقديم التّهاني.
تميّزت السّهرة بجوّ من الدّفء العائليّ الذي وصفه وديع فارس الأب والصّديق بأنّه أساس نجاحه مؤكّدًا أنّه " لولا وجود القلوب المحبّة لما كان للأوسمة قيمة، ولولا دعم عائلته وأبناء جاليته، لما كان باستطاعته تحويل حلمه الى حقيقة واعتلاء ارفع المناصب…".
لبنان… وطن العِظام العِظام!.
من كلّ قلبٍ ينبض باسمك، نعاهدُكَ بأن نزرعك في العالم سلامًا وعزّةً وكرامة!
فهاك شكرنا نعطّره بريحان وزيزفون وإكليل من جبال الأرز !!!!….
وهاك شكرنا نلفّه بنسائم قمَمِكَ الشّامخة وتواضع أوديتك المقدّسة!
ماذا يقول فارس للمغترب اللبناني؟
في مقابلة شخصية أجريتها مع فارس في هاليفاكس، تحدّث بحزن عن أزمة الانتماء لدى اللبنانيين، قائلاً: "مشكلتنا أننا لا ننتمي إلى الوطن، بل إلى الكنيسة أو الحزب أو الجامع. الحزب يدعونا فنلبّي، الكنيسة تنادينا فنصلي، الجامع يدعونا فنشارك. أما حين ينادينا لبنان... نتباطأ، ونتقاعس، وكأن النداء لا يعنينا."
فأين هو حبّنا المزعوم للبنان حين يحتاج إلينا؟ كم مواطنًا لبنانيًا في جاليتنا بادر بتسجيل أحواله الشخصية من تلقاء نفسه؟ كم واحدًا سعى لتحديث ملفه أو فتح ملف جديد؟ لماذا نرى بيننا من يتعصّب لحزبه أو طائفته، ولا نجد من يتعصّب لوطنه؟ فأين هو يا ترى "حزب لبنان"؟.
هذا الوطن لم يبخل علينا يومًا: أعطانا أجدادًا غامروا، وآباءً ناضلوا، وتاريخًا نفاخر به بين الأمم. ولولا تلك التضحيات، لما كنّا نحن اليوم حيث نحن.
تعالوا نفتخر بأصلنا... نتباهى بهويتنا... نلبّي النداء بقلوب مؤمنة، وأيادٍ متحدة. تعالوا نجعل من أبناء الانتشار شريانًا حيًا يضخ الحياة في جسد لبنان، لنبني معًا وطنًا لطالما حلمنا به—وطنًا للكرامة، للسلام، وللمحبة.
نحن، أبناء الجالية اللبنانية حول العالم، من أرقى الجاليات وأشدّها تماسكًا. نلمس في كل مناسبة عمق المحبة والحنين الذي نحمله لوطننا الأم. نفتخر بهذا الشعور النبيل... ولكن، هل تكفي رعشة الحنين حين نذكر لبنان؟ هل يكفينا التغنّي باسم وطنٍ ينادي أبناءه ولا يسمع جوابًا؟
أين نحن حين ينادي ترابه؟ أين نحن حين يقول لنا: "أريد أفعالكم لا أشعاركم"؟ فلنُثبت أن انتماءنا ليس حنينًا فقط، بل التزامٌ، وعمل، وتجديد للعهد.
القنصلية اللبنانية في هاليفاكس
يقول فارس انه منذ العام 1995، قامت الجالية اللبنانية بنهضة من اجل فتح هذه القنصلية، وطلبوا مني أن اترشح لأني مؤهل لهذا المنصب نظراً الى الخدمات التي كنت أقدمها.
أفتخر بأن أمثل لبنان من موقعي، وهذا الأمر لا مساومة عليه، نحن كل عام في عيد الاستقلال، نجمع كل سفراء دول العالم في هاليفاكس، لكي يشاركوننا في هذه المناسبة القيمة وعيد الاستقلال في هاليفاكس له نكهة خاصة لدى أبناء الجالية اللبنانية كافة.
ما هو عملكم إلى جانب القنصلية؟
إلى جانب دوري كقنصل فخري للبنان في هاليفاكس، أنا المؤسس والمدير العام لمكتب الهندسة WMFARES GROUP، وهو مكتب متخصص في الدراسات والأعمار، ويضم كافة الفروع الهندسية. تأسست هذه الشركة عام 1981 بعد أن قررت أن أضع خبرتي – التي اكتسبتها من خلال عملي الطويل مع شركة هندسية كبرى – في مشروع شخصي خاص. كانت البداية مليئة بالتحديات، خاصة أنني أنتمي إلى عائلة متوسطة الدخل، لكن إصراري وإيماني بالعمل الجاد قاداني إلى النجاح.
اعتمدنا في شركتنا على أسس متينة من الاحترافية والمصداقية، واستطعنا أن نكسب ثقة زبائننا، الذين رأوا فينا شريكًا يمكن الاعتماد عليه. والدي رحمه الله، بذل الكثير من أجل تعليمنا، وأنا لم أنسَ يومًا أن نجاحي هو رسالة متواصلة لخدمة الناس، حيث أتعامل مع كل مشروع وكأنه مشروع شخصي من حيث الدقة والاهتمام والعطاء.
نجاحات الجالية اللبنانية في كندا
القنصل وديع فارس يتحدث بفرح كبير عن إنجازات الجالية في هاليفاكس حيث قال: منذ أن وطأت اقدامهم بلاد الاغتراب يحملون لبنانيهم اينما ذهبوا، وكان لهم ما ارادوا.. فقد استطاع ابناؤنا أن ينقلوا ما تربوا عليه من قيم وأخلاق، نقلوا تقاليدهم وتواضعهم ومحبتهم ومساعدتهم للغريب قبل القريب.. نقلوا ايمانهم بلبنان المحبة، لبنان الخير والسلام تاركين وراءهم مؤامرات اولئك الذين دأبوا على تحطيم كياننا اللبناني وتلطيخ شرف الأرز المقدس رافضين التبعية والأستزلام، أسسوا مع عائلاتهم جالية اصبحت مثالا يحتذى به وبنوا بعيدًا عن المصالح الرخيصة لبنانًا نفتخر بالانتماء اليه، نحن جالية متماسكة متحدة بعضها مع بعض.
اضاف فارس: نظرة الدولة الكندية الى الجالية اللبنانية في هاليفاكس كلها تقدير واحترام. لأنهم ثابتين في إيمانهم محافظين على كرامة وطنهم في غربتهم.
تكريم وعطاء مستمر
مُنحت شرف وسام القديس رافائيل الأبرشي تقديرًا لجهودي المستمرة في خدمة الجالية اللبنانية ولدعمي المتواصل للأنشطة الاجتماعية والروحية.
تحت عنوان "وقفة تضامن وصمود مع وطننا"، نظّمنا، أنا وعقيلتي كاثي، احتفالًا وطنيًا في ساحة بلدية هاليفاكس، حيث رفع العلم اللبناني على وقع الأناشيد الوطنية، بمشاركة أبناء الجالية، وفاعليات كندية، ورجال دين وممثلين عن الأحزاب اللبنانية.
في كلمتي، شددت على أن لبنان ليس مجرد مساحة جغرافية، بل رمز للصلابة والأمل والعنفوان. دعوت المسؤولين إلى التخلي عن المحسوبيات وتغليب مصلحة الوطن، كما ناشدت المجتمع الدولي للقيام بواجبه تجاه لبنان، البلد الذي لطالما كان منارة ديمقراطية في الشرق.
الكنيسة والهوية والذاكرة
كان لي شرف المشاركة في تكريس كنيسة القديس أنطونيوس الأرثوذكسية – لحظة مقدسة سطّرت فصلًا مشرقًا في تاريخ الجالية اللبنانية في هاليفاكس. هذا الصرح، المزيَّن بأيقونات من اليونان وخشب أرز من لبنان، يعكس تراثنا الروحي العريق، وقد أصبح اليوم مذبحًا حيًا للأمل.
وتم خلال المناسبة تقديم مجسم معماري دقيق للكنيسة، صُمم ونُفّذ بحرفية فائقة من قبل فريق WMFARES GROUP بقيادة المهندس ريمون سليمان.
زيارة البطريرك الراعي إلى كندا
عن زيارة البطريرك الراعي رأس الكنيسة المارونية الى كندا، قال القنصل فارس انها مهمة جداً، هناك انتماء قوي عند اللبنانيين ربما هذا الأمر لحسن الحظ او لسوء الحظ هذه الزيارة مميزة وتنعش فينا الروح الوطنية والكنسية، إن بكركي مرجعية اساسية سياسية ودينية للبنان والعالم.
-كنتم السباقون في إرسال طائرة خاصة للبطريرك الراعي في كندا، هل له مكانته الخاصة لديكم؟
الديمان هو المركز الصيفي للبطريركية المارونية والبطريرك الراعي يصّيف عندنا شهرين نحن اهل الديمان لدينا خصوصية للبطريرك الراعي ونتمنى أن تكون رحلته ناجحة وموفقه. اما عن الطائرة الخاصة فأنت تعلمين أن كندا لديها مسافات شاسعة بين المقاطعات فكانت التفاتة مني من اجل تقديم طائرة خاصة داخل كندا للبطريرك الراعي، وهذه هدية من ابن الكنيسة الى راعي الكنيسة اشكر ربي اننا نجحنا في ذلك، وأمنا الراحة قدر المستطاع لرأس الكنيسة.
نصب المغترب اللبناني
برعاية غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، أزحنا الستار عن نصب المغترب اللبناني، في موقع رمزي على الواجهة البحرية لـ هاليفاكس. وهو تكريم مؤثر لتضحيات أجدادنا الذين حملوا لبنان في قلوبهم وزرعوه في أرواح أبنائهم من بعدهم.
في كلمتي بهذه المناسبة، قلت: "هذا اللقاء هو يوم وطني بامتياز، نحتفي فيه بجاليتنا المشرّفة، وبذكرى هجرة الأجداد الذين بنوا بالصخر وصبرهم، أساس هذا الوجود الفخور". ها هو النصب شاهد على من حفر الصخر وزرع الحلم – هذا للبنان، ولأجيالنا كي لا تنسى.
خلاصة وطن في رجل
ليس من المبالغة القول إن وديع فارس اختصر في مسيرته قصة اغتراب لبناني فاعل، وعكس في عمله جوهر الانتماء الحقيقي: أن تَحبّ وطنك بالفعل، لا بالقول، وأن تخدمه في الغياب كما في الحضور.
ختامًا، نقولها بكل فخر:
وديع فارس ليس مجرد قنصل فخري للبنان، بل هو وطن حيّ في قلب الانتشار. وإذا كان للبنان أن يتباهى، فليقف شامخًا أمام من يشبهونه. أنتم حقًا... عظماء من بلادي. وبنهاية هذه الرحلة، يمكن القول إن وديع فارس لم يكن مجرّد شاهد على قصة اغترابية ناجحة، بل مهندس لوطن بديل في حضن الانتشار.
وديع فارس هو أسطورة تمتدّ، لا تنتهي، بل تتجدد مع كل حلم وطني جديد.
وأنا بدوري أقول له: أنتم حقًا واحد من عظماء بلادي.
Comments