06/20/2025 - 19:28 PM
واشنطن - بيروت تايمز - تحقيق ليلى ابو حيدر
في خطوة تعكس رغبة لبنان في تعزيز حضوره الدبلوماسي على الساحة الدولية في خضمّ مرحلة دقيقة، أعلن مجلس الوزراء اللبناني برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وضمن التشكيلات الدبلوماسية التي أُقرت في شهر يونيو 2025، تعيين السيدة ندى حمادة معوّض سفيرةً للبنان لدى الولايات المتحدة الأميركية.
وقد عبّرت معوّض عن اعتزازها بهذا التكليف الوطني، مؤكدةً التزامها الكامل بخدمة الوطن الأم وتعزيز العلاقات الثنائية مع واشنطن، فضلاً عن دعم الجالية اللبنانية المنتشرة في الولايات الأميركية، والتي تشكّل ركيزة أساسية في صون صورة لبنان في الخارج.
وفي بيان رسمي نشرته على صفحتها في "فيسبوك"، وجّهت السفيرة الجديدة شكرها إلى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون على ثقته، وإلى رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام، ووزير الخارجية والمغتربين الأستاذ يوسف رجي، إضافة إلى كافة أعضاء الحكومة، مشيدةً بالدعم الذي لقيته خلال عملية التعيين.
من المجتمع المدني إلى السلك الدبلوماسي
جاء تعيين معوّض من خارج ملاك السلك الدبلوماسي، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة إلى إيمان الدولة بكفاءات المجتمع المدني وقدرته على لعب أدوار مفصلية في مرحلة حساسة. وتتمتّع السفيرة بخلفية مهنية غنيّة، إذ تشغل عضوية مجلس إدارة مؤسسة رينه معوّض – أميركا، حيث انخرطت لسنوات في تنفيذ وإدارة مشاريع إنمائية وإنسانية في لبنان، خصوصًا في قطاعات التعليم، والصحة، والتنمية الريفية.
وصفها مقربون بأنها "صوتٌ صادق للبنان في المحافل الدولية"، و"سفيرةٌ بالأداء قبل اللقب"، وهي مشهود لها بالهدوء الفعّال، الجدية، والمهنية العالية.
وأكدت معوّض في تصريحاتها التزامها بالتواصل المباشر والدائم مع الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة، معتبرةً أن "خدمة اللبنانيين في الخارج ليست تفصيلًا، بل هي محور من محاور الرسالة الدبلوماسية"، ومشيرةً إلى تطلعها للعمل مع مختلف مكونات المجتمع الأميركي – اللبناني بما يخدم مصالح لبنان وقضاياه الحيوية.
ويحمل هذا التعيين أكثر من بُعد رمزي وسياسي، لا سيّما أنه يأتي في توقيت يشهد فيه لبنان تحديات اقتصادية غير مسبوقة، وتغيرات متسارعة في التوازنات الإقليمية والدولية، ما يضع السفيرة الجديدة أمام مهمة دقيقة تتطلب توازنًا بين الجهد الدبلوماسي التقليدي والعمل على المستوى الأهلي والشعبي.
ويرى محللون أن وجود امرأة من خلفية مدنية في سفارة لبنان بواشنطن قد يفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع الإدارة الأميركية، ومراكز القرار، ومؤسسات التمويل الدولية، وخصوصًا أن معوّض تحمل إرثًا عائليًا وسياسيًا وإنسانيًا له صداه داخل الأوساط اللبنانية – الأميركية.
Comments