bah ترامب يُنهي "حرب الـ 12 يوماً" بين إسرائيل وإيران: هدنة على وقع الصواريخ... ولبنان في عين العاصفة - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

ترامب يُنهي "حرب الـ 12 يوماً" بين إسرائيل وإيران: هدنة على وقع الصواريخ... ولبنان في عين العاصفة

06/24/2025 - 10:55 AM

Prestige Jewelry

 

 

 

 

مصادر عسكرية مراقبة أكدت لـ "بيروت تايمز" ان الرد الايراني كان بمثابة حفظ ماء الوجه وطي لصفحة المِلَفّ النووي الإيراني

 

التعاطي الرسمي مع التطورات في المنطقة سليم لاسيما ان المواقف الصادرة عن رئيسي الجمهورية والحكومة تصب في سياق الموقف المتخذ من موضوع الحياد

 

سلسلة اجتماعات ستعقد من اجل مواكبة التطورات العسكرية واتصالات الرئيس جوزاف عون الديبلوماسية لم تتوقف

 

بيروت - منى حسن - بيروت تايمز 

 

كما فاجأ العالم قبل أقل من أسبوعين بشنّ هجوم جوي على منشآت نووية إيرانية، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليُحدث مفاجأة جديدة، مُعلِنًا انتهاء الحرب بين إسرائيل وإيران بعد 12 يومًا على اندلاعها، في خطوة بدت للكثيرين أقرب إلى "المستحيل السياسي"، وسط تسارع الردود والتصعيدات.

 

وقف نار مفاجئ: الإعلان من منصة "تروث سوشال"

في ساعة متأخرة من ليل الاثنين - الثلاثاء، وعبر منشور رسمي على منصته "Truth Social"، قال ترامب: "ستبدأ إيران رسميًا وقف إطلاق النار، وعند حلول الساعة الثانية عشرة، تبدأ إسرائيل وقف إطلاق النار. وعند استكمال 24 ساعة، سيُعلَن رسميًا انتهاء حرب الأيام الـ 12، وسيتلقى ذلك تحية من العالم".

وأضاف ترامب، موجهًا تحية للأطراف المتحاربة: "أهنئ إيران وإسرائيل على الصبر، والشجاعة، والذكاء. ليبارك الله إسرائيل، ليبارك الله إيران، ليبارك الله الشرق الأوسط، ليبارك الله الولايات المتحدة، وليبارك الله العالم".

 

الرد الإيراني وحفظ ماء الوجه

جاء هذا التطور بعد رد إيراني محدود ومدروس على الهجوم الأميركي-الإسرائيلي، من خلال إطلاق رشقة صاروخية باتجاه قاعدتين أميركيتين في الشرق الأوسط: قاعدة العديد في قطر، وقاعدة عين الأسد في العراق.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد نسّقت إيران الهجمات مع مسؤولين قطريين، وأعطت إشعارًا مسبقًا لتقليل حجم الأضرار البشرية، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها رسالة عسكرية سياسية محسوبة تُنهي الرد دون الانزلاق إلى حرب شاملة.

 

إنهاء الحرب مقابل وقف البرنامَج النووي؟

حَسَبَ مصادر عسكرية تحدثت إلى "بيروت تايمز"، فإن الرد الإيراني كان بمنزلة حفظ ماء الوجه و "طيّ صفحة" المِلَفّ النووي، بعدما قُصفت مواقع نووية أساسية في نطنز، فوردو، وأصفهان، ضمن عملية نوعية أقرّت إيران لاحقًا بأنها ألقت بثقل مشروعها النووي سنوات إلى الوراء.

من جهتها، أكدت إسرائيل استعدادها لوقف العمليات العسكرية، شريطة موافقة طِهران على ذلك، بعدما أعلنت أنها أتمّت بنك أهدافها بالكامل، و "قوّضت جزءًا كبيرًا من القدرة النووية والصاروخية الإيرانية".

 

الشرق الأوسط أمام مرحلة جديدة؟

الإعلان المفاجئ عن انتهاء الحرب يفتح الباب أمام تساؤلات عدّة: هل تم فعليًا الاتفاق على صيغة جديدة تضمن ضبط البرنامَج النووي الإيراني؟ هل نجح ترامب في استثمار الحرب سياسيًا لإنجاز "صفقة كبرى" تذكّر بصفقات عهد ولايته الأولى؟ وما مدى استدامة هذا الهدوء في ظل وجود قوى إقليمية أخرى لا تزال خارج دائرة التفاهم؟

الأكيد أن حرب الأيام الـ 12، وإن انتهت بسرعة، فقد أعادت خلط الأوراق في المنطقة، ورسّخت مشهدًا جديدًا قد يكون أكثر احتقانًا لكنه مؤقت الهدوء.

 

التطورات العسكرية طغت على الملفات اللبنانية

طغت التطورات العسكرية المتسارعة في منطقة الخليج، ولا سيما الضربة الإيرانية التي استهدفت قاعدة العديد الأميركية في قطر، على المشهد اللبناني، مجمّدةً مؤقتًا معظم الملفات السياسية والاقتصادية الداخلية، ومثيرةً في الوقت ذاته قلقًا واسعًا حيال أوضاع اللبنانيين في دول الخليج، وكذلك مسار العلاقات الرسمية مع دول مجلس التعاون الخليجي.

 

الحياد اللبناني ثابت رغم العاصفة

وفي هذا السياق، أكدت مصادر سياسية مطّلعة لمراسلة "بيروت تايمز" أن التعاطي الرسمي اللبناني مع التصعيد الإقليمي اتسم بالحكمة والتوازن، خصوصًا أن المواقف الصادرة عن رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، تصبّ في سياق الالتزام بمبدأ الحياد الإيجابي، والنأي بالنفس عن الصراعات المباشرة، تماشيًا مع الموقف اللبناني التقليدي في مثل هذه الأزمات.

 

حَراك داخلي استباقي وديبلوماسية ناشطة

أفادت مصادر وزارية ونيابية بأن سلسلة اجتماعات تنسيقية ستُعقد خلال الأيام المقبلة لمواكبة التطورات الإقليمية، خصوصًا ما يتعلّق بسلامة الجاليات اللبنانية في دول الخليج، وتأثيرات التصعيد العسكري على المصالح اللبنانية الاقتصادية. وفي هذا الإطار، لفتت المصادر إلى أن الاتصالات الديبلوماسية التي يُجريها الرئيس جوزاف عون لم تتوقف، وتشمل عدة عواصم عربية وغربية، بهدف تأمين مظلّة حماية سياسية للبنان في هذه المرحلة الحساسة.

 

الضربة الإيرانية على قطر... استياء عربي ولبناني

الحدث المفصلي تمثّل في إطلاق إيران صواريخ باليستية على قاعدة العديد الأميركية في قطر، ما تسبب بموجة إدانات عربية واسعة، انضمت إليها وزارة الخارجية اللبنانية، التي دانت عبر بيان رسمي "الخرق الصارخ لسيادة دولة قطر".

وفي تصريحات خاصة لـ"بيروت تايمز"، عبّرت مصادر دبلوماسية قطرية عن صدمتها من الضربة الإيرانية، معتبرة أن "ما حصل هو تصعيد خطير وخرق لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، لا سيما وأن قطر كانت ولا تزال الوسيط الأبرز بين طهران وواشنطن، وسعت منذ البداية إلى تجنيب المنطقة هذا النوع من الانفجار".

 

بين الانتصارات المعلنة ووقائع الأرض

ورغم الادعاءات المتبادلة بالنصر بين أطراف النزاع، تتفق معظم التحليلات العسكرية والسياسية على أن الحسم في نزاع بهذه الضخامة لا يُقاس بالتصريحات ولا بالضربات المحدودة، بل بما يُترجم على الأرض من تغييرات في موازين القوى، وهو ما لا يزال غير محسوم في ظل دُخَان المعارك الكثيف.

فالحرب التي بدأت بهجوم أميركي – إسرائيلي على منشآت إيران النووية، ثم ردّت عليها طهران بضربات دقيقة، تبقى مرشحة للتقلب في أي لحظة، ما يُبقي المنطقة، ولبنان في صلبها، في دائرة الخطر السياسي والاقتصادي والعسكري.

 

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment