06/26/2025 - 21:52 PM
بيروت – بيروت تايمز - متابعة جورج ديب
حذّر النائب اللبناني الدكتور قاسم هاشم من خطورة الطروحات السياسية المتداولة في بعض الأوساط المحلية والإقليمية، والتي توحي بإمكانية التخلي عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، في سياق تفاهمات أو تسويات سياسية إقليمية. ووصف هاشم مثل هذه الطروحات بـ"الخيانة الوطنية"، مؤكدًا أن السيادة لا تتجزأ، ولا يمكن المقايضة على أي شبر من الأرض اللبنانية.
وفي تصريح صحفي أدلى به اليوم، قال هاشم: "يطلّ علينا البعض مجددًا بأفكارٍ بعيدة عن الحقيقة، في محاولةٍ للتخلي عمّا لا يملكونه، لمن لا يستحق. وهذا يُعدّ خدمة مجانية للعدو الإسرائيلي، ترفع عن الاحتلال عبء المقاومة، وتبرر بقاءه على أرضٍ لبنانية محتلة".
وأضاف: "إذا كانت بعض القوى تدرس في كواليس السياسة الداخلية أو في غرف التفاهمات الإقليمية والدولية أفكارًا لربط لبنان بسلسلة اتفاقات استسلامية، فإننا نرفض ذلك رفضًا قاطعًا. فمزارع شبعا وتلال كفرشوبا ليست ورقة تفاوض أو مقايضة، بل هي قضية وطنية تمس الكرامة والسيادة".
خلفية النزاع على مزارع شبعا
تقع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا على الحدود الجنوبية الشرقية للبنان مع الجولان السوري المحتل. وقد احتلتها إسرائيل عام 1967 مع الجولان، ويطالب بها لبنان منذ انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب عام 2000. وتعتبر الدولة اللبنانية أن المزارع أراضٍ لبنانية احتلتها إسرائيل بعد ضم الجولان من سوريا.
في المقابل، تعتبر الأمم المتحدة أن المنطقة "متنازع عليها"، بانتظار تسوية نهائية ترسم الحدود بين لبنان وسوريا بشكل رسمي. وقد استُخدمت هذه المسألة مرارًا لتبرير استمرار المقاومة المسلحة، وعلى رأسها "حزب الله"، في الجنوب اللبناني.
تحذير من طمس الهوية الوطنية
وأكد هاشم أن لبنانية المزارع لا تحتاج إلى أدلة جديدة أو مستندات، بل إنّ العلّة – على حد تعبيره – تكمن في بعض اللبنانيين الذين "يُقزّمون مفهوم السيادة ويقبلون بحدود مرسومة على أساس اتفاقات دولية غير عادلة".
وختم قائلًا: "ننبّه المعنيين إلى خطورة ما يجري تداوله. وأي سكوت على محاولات التنازل عن هُوِيَّة مزارع شبعا سيُعدّ خيانة وطنية واضحة وصريحة، وسنتعامل معها ونحاسب على هذا الأساس".
المواقف الرسمية... والتطورات المرتقبة
في ظل التصعيد الإقليمي بين إسرائيل ومحور المقاومة، يُخشى أن تكون بعض القوى الدولية تضغط باتجاه تسويات شاملة تشمل الحدود والوجود المسلح لحزب الله، ما يفتح الباب أمام مقايضات على الأرض، ومنها مزارع شبعا.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة اللبنانية أو من قيادة "حزب الله" حول ما أشار إليه هاشم، إلا أن مصادر مطلعة تشير إلى أن مِلَفّ شبعا قد أُعيد فتحه ضمن مفاوضات غير معلنة تُعقد بعيدًا عن الأضواء، في ظل تغيرات إقليمية كبرى تشهدها المنطقة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على إيران.
Comments