bah السياسة والمسيحيون في لبنان: رؤية من الداخل مع الدكتور بول الحامض - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

السياسة والمسيحيون في لبنان: رؤية من الداخل مع الدكتور بول الحامض

06/27/2025 - 14:41 PM

Atlas New

 

 

 

غالبًا ما تكون الكلمة أبلغ من السيف، خاصةً عندما تكون الإجابات أكثر أضائة وأشد تأثيرًا من أي حركة إعتراضية. هناك الكثير من الأحداث تتحوّل إلى فعل وردّة فعل لذلك قررت أسرة تحرير موقع "Today News France" الإتصال بالدكتور بول الحامض للوقوف على رأيه في سياق الأحداث القائمة في المنطقة وتأثيرها على لبنان، كما على واقع الحالة السياسية اللبنانية عامة والمسيحية خاصةً، علمًا أنّ مواقف الدكتور بول الحامض هي إلى حدٍ ما الشرارة الحقيقية لمعرفة الحقيقة ولصوابية المواقف.

 

حاوره طوني الياس

            

سؤال: أين الجمهورية اللبنانية من الأحداث في المنطقة؟

جواب: أولاً سلامي لكم وللموقع وللجالية اللبنانية في فرنسا وأوروبا، ثانيًا على الجمهورية اللبنانية بشخص المسؤولين الرسميين والفعاليات الإنتباه للتحوّل الكبير في الجوار وعليهم ألاّ يستخفّوا بالتطورات الحاصلة في المنطقة والموضوع دقيق وجدّي والمنطق السياسي التحليلي يفترض مقاربته بكثير من الإهتمام والصدق والإنتباه نظرًا لأبعاده ومراميه. على المستوى السوري هناك على ما يبدو رسالة مزدوجة أميركية – سعودية تحمل العنوان التالي: رفع العقوبات عن الجمهورية العربية السورية – البدء بحـوار جدّي سوري / إسرائيلي. من المؤسف أنّ الجمهورية اللبنانية مغيّبة عن الآليات التي تحمل أي قرار، والموقف اللبناني الرسمي على ما يبدو ما نلمسه كل يوم هو الناي بالنفس وعمليًا مطلوب أن تتحرك الدولة بشخص مسؤوليها الكبار في عواصم القرار حول ما هو عليه لبنان وما يصبو إليه سعيًا لحصد نتائج ملموسة من الدعم لكن هناك ضعف في التواصل أمام حجم التحديات وكل هذه الأمور ستنعكس سلبًا على الوضع العام في البلاد.

 

سؤال: يُحكى الكثير هنا في أوروبا عن محاولة التعايش مع الدولة ودويلة الأمر الواقع ما هو رأيكم؟

جواب: منطقيًا ودستوريًا وقانونيًا التعايش ما بين الدولة والدويلة أمر غير مقبول وغير ممكن وغير متاح، بالنسبة إليَّ إنه من سابع المستحيلات، إما دولة بكل ما للكلمة من معنى، وإمّا دويلة على طريقة ما مضى وهنا الويلات والكوارث والمشاكل السياسية والأمنية والإجتماعية والمالية... على المسؤولين اللبنانيين أن يقتنعوا أنّ الجمهورية بالواقع الإقليمي – الدولي المستجد إنتقلت من ملعب التبعية مع ما يُعرف ب"محور الممانعة" إلى الظل العربي – الدولي ( الخليجي – الأميركي – أو الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن )، ويجب أن يُدرك المسؤولون أنّ التجارب أثبتت أن الشعبويّة والمزايدات والبطولات الوهمية المموهة بالشعارات قد أوصلت لبنان وشعبه إلى ما هم عليه. إنّ الوضع العام أمام واقع جديد تبلوره منظومة سياسية عربية دولية ويبقى على الحكام في لبنان أن يعرفوا كيف سيتعاطون مع هذا الواقع.

 

سؤال: لبنان أمام فرصة تغيير جذرية في الممارسة السياسية أعني نحن على عتبة إستحقاق إنتخابي يرسم ملامح المرحلة الجديدة، ما هو إنطباعكم عن هذا الموضوع الحيوي، وكيف تتحضّرون ؟

جواب: بالنسبة إليّ أفهم أنّ الإنتخابات إجراء مركزي في النظام الديمقراطي وهو شرط ضروري وحيوي لوجود الديمقراطية من حيث المبدأ يتم التعبير في إجراء الإنتخابات عن مبادىء الديمقراطية بمعنى أنّ الشعب له السلطة المطلقة لتجديد الحياة السياسية وللتعبير عن حقوقه كإنسان ناخب وكمواطن له حقوق وعليه واجبات، وهذه شروط ضرورية وحيوية لوجود الديمقراطية.

من حقنا كمواطنين في الإنتخابات الديمقراطية ممارسة حقوقنا الأساسية في الانتخاب والترشح وهذه الأمور جزء من الحقوق الطبيعية للإنسان وكمواطنين لبنانيين. اهتمامي بالاستحقاق الانتخابي مهم ونحن مستعدون للمشاركة وهدفنا مجلس نيابي مُشرِّع يخالف الواقع المأساوي وحالات الكساد والركود العام الذي أصاب الوطن ومؤسساته الرسمية في الصميم.

إننا في كل لقاء واجتماع نسعى لإجراء انتخابات جديدة انتخابات جديدة عنوانها " التغيير الجذري وليس الجزئي".

ليس غريبًا وخصوصًا في خضم هذه الأوضاع أن نهتم بشؤون الناس عندما هجرها أرباب التشريع تحت حجج واهية كالأوضاع السياسية التي هي نتاج سياسة هؤلاء الحكام وفي طليعتهم بعض النواب.

لا أخفي سرًا وأقولها للعلن لدينا رغبة صادقة في عقولنا تبحث في جـد وصبر حثيث عن التغيير والإستبدال الدافىء والسلس. نأمل من الناخبات والناخبين إنتخاب الأوادم الذين يحملون همومهم ضمن معايير النزاهة والشفافية وبمشاركة شعبية واسعة وازنة والتي تتفاعل بنبل مع مشاكلهم ومعاناتهم والتي تحمل البرامج الإنمائية. لأنتهي طالبًا من الناخبات والناخبين إنتخبوا التغيير والحق لأنكم والحق والتغيير أكثرية.

 

سؤال: هناك عتب على الدولة في موضوع إهمال المغتربين، كثُر أتوا إلى عالم الإغتراب من أجل التجارة في الأصوات لا من أجل تحفيز المغترب للعودة أو للحصول على جنسية أو التملّك في الوطن الأم، ما هو موقفكم من هذا الموضوع الحيوي؟

جواب: نعم موضوع الإغتراب مهمل لا بل مُسيّس والبعض يُقاربه من زاوية تجارية بحتة، والمؤسف أنّ المسؤولين اللبنانيين لم يقيموا أي روابط وصلات تواصل وتفاعل معهم، إلى درجة أن الدولة تستكثر عليهم حق الإقتراع والإنتخابات، فكيف بإكتسابهم الجنسية وإعطائها لمستحقيها والمثبتة حقوقهم في طلبات مكدسة تحتاج إلى قرار سياسي ينفض عنه الغبار؟! إنها مشكلة كبيرة ومستفحلة ومسيّسة وبالتالي يجب معالجتها بطرق موضوعية قانونية بعيدة كل البعد عن التجاذبات السياسية القائمة في البلاد. كثر ذهبوا إلى بلاد الإغتراب من أجل تضليل المغترب نحو منظومة سياسية تهمه وتجيير أصواتهم لصالحهم وهذا أمر مرفوض ويجب عدم تكراره. لا أخفي سرًا في موضوع الإصلاحات التي نعمل لها هناك بند " المغترب اللبناني " والآلية القانونية التي تعطيه حق إكتساب الجنسية وحق الإستثمار وحق التملك وحق ممارسة حقوقه السياسية دونما أي تدخل من أحد. إنه مشروع قيد الإنجاز وسيبصر النور في غضون أيام وسنتكلم عنه في وقت قريب إن شاء الله.

 

سؤال: كمرشح كيف تخاطب الرأي العام اللبناني عامة والمسيحي خاصة ؟

جواب: أخاطبهم معتمدًا لغة التعاطف والتضامن معهم وأشدد على ضرورة خروجهم جميعا من عقدة الخوف والإرتهان والتبعية لزعامات فارغة أغرقتهم في الفوضى والعبث السياسي والخلل الأمني. إنني أسلط الضوء على مسألة وجودهم في لبنان وعدم الهجرة للخارج ومن الطبيعي هذا الأمر يتطلب إستقرار أمني سياسي إقتصادي مالي إجتماعي ومن الطبيعي أن يكون هدفنا هذا الإستقرار وأن نؤمن للشعب كل هذه الأمور والمستلزمات.

كما إنني أشدد على اللبنانيين عامة وعلى المسيحيين خاصة وهي مسألة حيوية وجوهرية ألا وهي عدم بيع أراضيهم لأنّ هذه القضية في حال إستمراريتها على هذا المنوال فإنها تشكل ضربًا لأسس الدولة وقد يكون من المفيد أن نكون كلبنانيين مهتمين في أمور شعبنا عن إيجاد آلية البحث عن متمولين مغتربين في إنشاء مركز إنمائي إستثماري يهتم بالإستثمار في مشاريع منتجة منها تجارية زراعية سياحية لأنّ هذه الأمور تثبت الشعب اللبناني في أرضه.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment