بيروت - بيروت تايمز - تحقيق جورج ديب
في خطوة تعكس إدراكًا مبكرًا لحجم التحديات المقبلة، بدأ "التيار الوطني الحر" بإعادة هيكلة لوائحه الانتخابية استعدادًا للانتخابات النيابية المقررة في ربيع 2026. ووفق مصادر مطلعة، أطلقت قيادة التيار عملية تقييم داخلي شاملة لأداء مرشحيها السابقين، وشرعت في الدفع بوجوه جديدة تتمتع بخلفيات مستقلة نسبيًا، في محاولة واضحة لتجاوز الإرث السياسي لبعض الرموز التقليدية التي تراجعت شعبيتها في السنوات الأخيرة.
ويأتي هذا التحرك في ظل تراجع ملحوظ في شعبية التيار منذ نهاية عهد الرئيس ميشال عون، وتفكك عدد من التحالفات التي كان يرتكز عليها سابقًا. لذلك، يسعى التيار إلى تجديد خطابه السياسي بما يتماشى مع المزاج الشعبي العام، خصوصًا في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي أضعفت ثقة المواطنين بجميع القوى التقليدية.
تحليل سياسي:
يرى مراقبون أن التيار الوطني الحر يواجه تحديين أساسيين في المرحلة المقبلة: الأول يتمثل في استعادة تحالفاته السياسية التي تراجعت بفعل التباينات الداخلية والإقليمية، والثاني في ترميم قاعدته الشعبية التي تأثرت سلبًا بالأداء الحكومي السابق والانهيار الاقتصادي.
في هذا السياق، يُقرأ الدفع بوجوه جديدة على أنه محاولة لإعادة تقديم التيار كقوة سياسية متجددة، قادرة على التفاعل مع تطلعات الجيل الجديد من الناخبين. كما أن التركيز على شخصيات مستقلة نسبيًا قد يكون محاولة للتمايز عن خصومه التقليديين، لا سيما "القوات اللبنانية"، التي حققت تقدمًا ملحوظًا في الانتخابات البلدية الأخيرة.
لكن نجاح هذه الاستراتيجية سيبقى مرهونًا بقدرة التيار على صياغة تحالفات انتخابية فعالة، خصوصًا في ظل الحديث عن تغييرات محتملة في قانون الانتخاب، ومحاولات بعض القوى لتعديل قواعد اللعبة بما يخدم مصالحها.
في المحصلة، يبدو أن "التيار الوطني الحر" يخوض معركة بقاء سياسي، يسعى من خلالها إلى استعادة موقعه كلاعب أساسي في المشهد اللبناني، وسط بيئة انتخابية متقلبة وتحالفات غير مستقرة.
Comments