المطلوب جلسة تشريعية استثنائية لإدراج قانون الانتخابات: "لم يعد لدينا ترف الوقت"
بيروت – مجلس النواب – منى حسن – بيروت تايمز
النائب ياسين ياسين هو أحد النواب التغييريين الذين برزوا بعد انتفاضة 17 تشرين في لبنان، وقد فاز في الانتخابات النيابية عام 2022 عن دائرة البقاع الغربي وراشيا، على لائحة "سهلنا والجبل" التي انبثقت عن الحراك الشعبي.
يجمع بين خلفيتين متناقضتين: عالم المال والأعمال من جهة، والنشاط السياسي والاجتماعي من جهة أخرى، حيث كان ناشطًا بارزًا في ساحات الثورة.
يُعتبر من الأصوات المعارضة للمنظومة التقليدية، وقد ساهم بفوزه في إسقاط شخصيات سياسية بارزة مثل إيلي الفرزلي ومحمد قرعاوي. ورغم انتمائه إلى كتلة التغيير، أثار بعض الجدل بسبب مواقفه المحافظة في بعض القضايا الاجتماعية، مثل رفضه للزواج المدني وعبّر عن رفضه لأي تسوية رئاسية تأتي بمرشح من المنظومة، مثل سليمان فرنجية، وأكد أنه لن يوفّر النصاب لجلسة انتخابه، ويرى أن بعض التغييريين وقعوا في فخ الاصطفافات السياسية، لكنه يدعو إلى رئيس "صناعة لبنانية" من خارج المحاور التقليدية.
أكد النائب التغييري ياسين ياسين، في حديث خاص إلى "بيروت تايمز"، أن المغترب اللبناني لم يعد أسير الانقسامات الطائفية، بل بات يبحث عن وطن يتسع لطموحاته ويشبه بيئته الجديدة في بلدان الاغتراب، داعيًا إلى ضرورة إدراج قانون الانتخابات النيابية في جلسة تشريعية استثنائية بأسرع وقت ممكن، محذرًا من أن الوقت المتبقي قصير، والمماطلة لم تعد مقبولة.
"خسرت العيش في بلدي... ولكن كسبت المواطنة"
ياسين، الذي يمثل شريحة واسعة من اللبنانيين في الخارج، اعتبر أن تجربة الاغتراب كانت بالنسبة له نقطة تحول شخصية ووطنية. وقال:
"صحيح أني خسرت العيش في بلدي، ولكن كسبت مواطنة حقيقية ربطتني بلبنان أكثر فأكثر." وأوضح أن المغترب اللبناني الذي عاش في بيئة ديمقراطية مدنية خارج لبنان يتوق إلى نقل تلك التجربة إلى وطنه الأم، ويسعى لأن يكون جزءًا فاعلًا في صناعة القرار السياسي، لا مجرد مرسل حوالات أو مشارك موسمي في الانتخابات.
عن قانون الانتخابات: "حان وقت القرار"
وحول غياب قانون الانتخابات عن جدول أعمال جلسة مجلس النواب، عبّر ياسين عن استيائه قائلاً: "لم يعد لدينا ترف الوقت، وعلى المجلس النيابي إدراج قانون الانتخابات في جلسة تشريعية استثنائية في أقرب وقت ممكن، فالمماطلة تهدد العملية الديمقراطية برمتها."
وأضاف ياسين أن القانون الحالي رقم 44/2017، رغم أنه شكّل نقلة نوعية بضم المغتربين إلى العملية الانتخابية، إلا أن آلية تمثيلهم عبر ستة نواب مقترحين بنظام طائفي لم تكن منصفة أو واقعية. ولذلك، فإن التعديل الذي سمح لهم بالاقتراع من الخارج في الدورات الماضية، يعكس اعترافاً واضحاً من المشرع بأهمية دورهم.
"المغترب شريك في الوطن... وفي القرار"
وذكّر النائب ياسين بأن المغترب اللبناني لطالما اعتُبر عنصرًا حيويًا في الاقتصاد الوطني، حيث يساهم في الدخل القومي من دون أن يشكّل عبئاً على الدولة.
"أنا، كواحد من هؤلاء المغتربين، أقول إننا نحتاج أن نكون شركاء حقيقيين في القرار السياسي، لا أن نُستخدم فقط كورقة انتخابية."
انسحاب احتجاجي... واستنسابية في إدارة الجلسات
وفي سياق متصل، أعلن ياسين أنه انسحب من الجلسة الأخيرة لمجلس النواب، اعتراضًا على ما وصفه بـ"الاستنسابية" في التعاطي مع مشروع زيادة رواتب القطاع العام، معتبرًا أن القرارات المالية يجب أن تُناقش بروح من العدالة والتوازن.
وعن إمكانية عودته إلى الجلسات، أوضح: "انسحابي ليس دائمًا، ولكنه تعبير عن موقف واضح بأن الأولويات يجب أن تُعاد صياغتها، وفي طليعتها قانون الانتخابات."
كلام النائب ياسين ياسين يعكس بوضوح تجذّر الوعي المدني لدى فئة واسعة من اللبنانيين في الخارج، الذين باتوا يطالبون بدور سياسي فعلي، يتجاوز البعد الرمزي أو العاطفي للعلاقة مع الوطن الأم.
وفي ظل التجاذبات المستمرة داخل مجلس النواب، وغياب رؤية موحّدة حول تعديل قانون الانتخابات، تُطرح تساؤلات حول مدى استعداد المنظومة السياسية لاستيعاب التحول الذي يمثله صوت الاغتراب، ليس فقط في صناديق الاقتراع، بل في بنية القرار السياسي اللبناني.
Comments