bah لبنان في لحظة مفصلية: سلاح حزب الله بين نزع القرار أو انفجار المواجهة - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

لبنان في لحظة مفصلية: سلاح حزب الله بين نزع القرار أو انفجار المواجهة

07/07/2025 - 15:42 PM

Prestige Jewelry

 

 

السفارة الأميركية تحذر رعاياها من السفر إلى لبنان 

 

مصادر امنية لـ "بيروت تايمز "

الأجهزة الأمنيّة رفعت درجة التأهب وإجراءات مناطقية لمنع الثُغر 

 

بيروت - تحقيق منى حسن - بيروت تايمز

 

بيروت تقف عند مفترق مصيري… فالمدينة التي اعتادت أن تكون مرآة للتقلبات الإقليمية، باتت اليوم في قلب معادلة دولية لا تعرف هوادة. بوصول السفير الأميركي لدى تركيا توماس براك، إلى العاصمة اللبنانية، تتجاوز الزيارة مجرّد بروتوكول دبلوماسي، لتتحوّل إلى رسالة واضحة بأن واشنطن تراقب وتوجّه، خصوصاً في ظل اشتداد التوترات على أكثر من جبهة.

براك، الذي يتولى الملفين اللبناني والسوري، يأتي في لحظة تلهث فيها الأطراف السياسية خلف تسويات متعثّرة، وتطفو معها المخاوف من انفجار محتمل تعجز المبادرات التقليدية عن احتوائه. كل تسريب حول الموقف اللبناني من المقترحات الأميركية يُحاط بهالة من التأويل والترقّب، في مشهد إعلامي يغلي بالشائعات والتكهنات، فيما تنتصب أمام الجميع علامة استفهام كبرى: هل نحن أمام بداية انفراجة أم على أعتاب الانفجار الكبير؟

بين خطوط الدبلوماسية وخلف كواليس الردود المرتقبة، تُكتب الآن فصول جديدة في صراع الإرادات، وما سيخرج من بيروت هذه الأيام قد يكون مفتاح تهدئة إقليمية أو شرارة تصعيد لا يُحمد عقباه.

 

السِّفَارة الأميركية تحذر رعاياها 

أصدرت السِّفَارة الأميركية في بيروت بيانًا حذرت فيه المواطنين الأميركيين من السفر إلى لبنان، بسبب ما وصفته بـ "الجريمة، والإرهاب، والاضطرابات المدنية، والاختطاف، والألغام الأرضية غير المنفجرة، وخطر النزاع المسلح"، وفق ما نقلت "روسيا اليوم".

وأشار البيان إلى أن "بعض المناطق، خاصة القريبة من الحدود، تواجه مخاطر متزايدة"، موضحًا أن موظفي السِّفَارة الأميركية في بيروت ممنوعون من السفر لأغراض شخصية من دون إذن مسبق، وقد تفرض عليهم قيود إضافية على التنقل في أي وقت، مع إشعار قصير أو حتى من دونه، نتيجة التهديدات والمشكلات الأمنية المتصاعدة".

وأضاف البيان أن "المواطنين الأميركيين المقيمين في لبنان يجب أن يدركوا أن الموظفين القنصليين قد لا يتمكنون دائمًا من الوصول إليهم لتقديم المساعدة"، مؤكدا أن "التهديدات الأمنية التي يتعرض لها موظفو الحكومة الأميركية في بيروت جسيمة إلى حد أنهم مضطرون للعمل والعيش في ظل إجراءات أمنية مشددة، ويمكن تعديل هذه الإجراءات في أي وقت ومن دون إنذار مسبق".

 

إنجاز الرد اللبناني 

 يتقاطع المسار الدبلوماسي مع شبكة التوترات اللبنانية الداخلية، في لحظة مشحونة بالتوازنات الدقيقة والرهانات الكبرى. ومع إنجاز الردّ الرسمي اللبناني على الورقة الأميركية، وتتكثف التساؤلات حول المضمون الفعلي لهذا الرد، في ضوء تسريبات أشارت إلى أن مسؤولين في حزب الله وصفوه بـ "الاستسلامي"، معتبرين أنه ينطوي على تنازلات تمسّ جوهر معادلة المقاومة.

بحسب مصادر مطلعة، فقد تولّت لجنة سياسية – أمنية برئاسة الرؤساء الثلاثة إعداد الرد، الذي صيغ بعبارات متأنّية تستبعد المواجهة المباشرة مع واشنطن، وتعتمد بدلاً منها مقاربة "تقنية تفكيكية" تطرح استفهامات وشروطًا واضحة تتصل بالضمانات لجهة الانسحاب الإسرائيلي، وتوازي المسارات الأمنية مع ملفات الإعمار والنازحين. غير أن مضمون الرد، وفقاً لما تسرّب لبعض الأوساط الإعلامية، لم يلقَ ترحيباً من جانب "حزب الله"، الذي اعتبر أنه يتجاهل جوهر معادلة الردع، ويُقدّم الورقة الأميركية على أنها أرضية تفاوض قابلة للتنازل، لا ورقة شروط مسبقة.

مصادر سياسية قالت لـ "بيروت تايمز " أن الرد اللبناني على الورقة الأميركية بشأن السلاح وترسيم الحدود والإصلاحات، انجز وسلم الى براك، وأنه في الشق المتعلق بموضوع نزع سلاح حزب الله، أكد على الإلتزام بمندرجات القرار 1701، لكن من دون تعهد صريح وواضح بنزع السلاح شمال الليطاني.

وحسب المصادر نفسها، فإن الرد اللبناني سيعيد الأمور من جديد لدائرة الإلتباس الحاصل في فهم أو اعتراف كل من الجانبين بصيغة لاتفاق وقف إطلاق النار، مختلفة عن تلك التي يعترف بها الآخر، فيما يتعلق بموضوع نزع السلاح جنوب الليطاني وشماله.

ووفق هذه المصادر، فإن الحزب يقبل فقط بإعلان منطقة جنوب الليطاني منزوعة السلاح، كون القرار 1701 من وجهة نظره لا يلحظ منطقة شمال الليطاني. لكن من وجهة نظر الأميركي والإسرائيلي لم يحدد القرار لا شمال ولا جنوب الليطاني. أي أنه يعني كل لبنان. وعلم أن رد حزب الله الرسمي للدولة اللبنانية لم يتغير. وهو: فلينسحب الإسرائيلي أولاً من النقاط الخمس. ولكل حادث حديث. وتفيد المصادر أن اهتمام الحزب ينصب على حماية وحفظ سلاحه شمال الليطاني، وعدم التخلي عن السلاح. 

وتوقع مراقبون لمسار تعاطي الإدارة الأميركية الجديدة مع لبنان في ملف سلاح حزب الله، أن يكون رد فعل الجانب الأميركي بحال لم يحصل على التزام كامل وواضح من الدولة اللبنانية بنزع سلاح الحزب، سحب يده كوسيط -كنوع من الضغط- وعدم السماح بتأمين أموال إعادة الإعمار، وترك الأمور لرد فعل إسرائيلي عسكري، قد يكون أقسى من المرات السابقة، التي كان الأميركي يستخدم العصا الاسرائيلية في الضغط على لبنان لتنفيذ ما يريد.

وبطبيعة الحال، سيكون لبنان بحال ذهبنا الى هذا السيناريو، أمام جولة جديدة من التصعيد والاستهدافات الاسرائيلية والتي ستكون بمعظمها هذه المرة في منطقة شمال الليطاني وصولاً إلى الضاحية. وقد نشهد ضمن هذه الاستهدافات عمليات قصف جوي لمقرات أو مواقع أو مستودعات مفترضة للحزب، في مناطق ذات طابع صناعي أو زراعي أو حتى تجاري أو في أعماق أودية أو قرب مجاري أنهر، كما جرى سابقاً في أكثر من منطقة، وحيث تتوافر معلومات عن وجود سلاح، إلى جانب توقع استمرار وتصاعد في وتيرة عمليات اغتيال المزيد من قياديي وكوادر وعناصر الحزب، وربما مسؤولين سياسيين فيه. 

 

الرئيس عون والمنطق الواقعي 

مصادر سياسية مطّلعة اوضحت الى مراسلة "بيروت تايمز" أن رئيس الجمهورية جوزاف عون يتعامل مع المبادرة الأميركية بمنطق واقعي، إذ يوازن بين ضرورات الحفاظ على الاستقرار الداخلي وبين الضغوط الخارجية المتصاعدة. هذا التوازن ينعكس في الدور المحوري الذي يتولاه رئيس مجلس النواب نبيه بري ، والذي يعمل كضامن للتواصل المفتوح بين الدولة و"الحزب"، ويسعى إلى منع الانزلاق نحو قطيعة تُفقد المعادلة الداخلية تماسكها. 

 

اختبار النوايا 

في المقابل، تتعامل واشنطن مع الرد اللبناني المرتقب كاختبار للنوايا. فالمبعوث الأميركي توماس براك، لن يكتفي بتسلّم الوثيقة، بل سيتولى تقييم المناخ السياسي العام ومدى قابلية الفرقاء اللبنانيين للسير في خارطة الطريق التي تقترحها واشنطن، والتي تشمل نزعاً تدريجياً للسلاح في مقابل انسحاب إسرائيلي ودعم اقتصادي وإقليمي.

لكن خلف هذه الدينامية الدبلوماسية، برز ما وصفته مصادر شديدة الاطّلاع بأنه إحدى أوراق "التهويل السياسي" المستخدمة أميركياً في الكواليس، ويتمثل في التلويح بإحالة ملف سلاح "حزب الله" على مجلس الأمن الدولي، ووضعه تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة؛ وهو بند يتيح للمجتمع الدولي التدخل عبر إجراءات ضاغطة قد تصل إلى الطابع العسكري، في حال اعتُبر أن سلاح "الحزب" يشكّل تهديداً للأمن والسلم الدوليين.

 

باراك سيعود إلى واشنطن مع الرد اللبناني

مصادر دبلوماسية أبلغت مراسلة "بيروت تايمز" ان براك سيعود إلى واشنطن مع الرد اللبناني في موعد الاجتماع بين ترامب ونتنياهو ما يعني أن أي قرار قد يتخذ سيكون باجتماع ثنائي يعقده ترامب مع نتنياهو وهذا أمر خطر جدا وقد يؤدي ذلك إلى تصعيد باتجاه بيروت.

 

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment