bah نهوض لبنان من أزماته - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

نهوض لبنان من أزماته

07/09/2025 - 18:34 PM

absolute collision

 

 

 

 

marayasal@hotmail.com

الدكتور بول حامض *

 

 

في العام 1961 ذكر الخبير العالمي Louis Joseph Lebret اللبنانيين ما حرفيته: " ما يفتقر إليه لبنان قبل المياه والكهرباء والإتصالات، هـو النقص في جماعات العمـل التي تكرِّسْ نفسها للمصلحة المشتركة، التي تعمل بروحية التعاون على مختلف الأصعدة، بغية حلّ كل المشكلات على المستويين الاقتصادي والإنساني.

في حال لم يُجرِ تحوّل في ذهنية النُخبة الشّابة اللبنانية، وما لم تقم ثورة فكرية ومعنوية، فسيبقى التطوّرْ هشًا ولن يتمكن لبنان من القيام بدوره في الداخل كعامل تماسك ولا في الخارج كقطب حضارة عالمية ". هذه المقولة تنطبق على واقعنا التشريعي الحالي إن أحسن الناخب اللبناني خياره في الاستحقاق الانتخابي تسلم الأمور وإلاّ هناك البكاء وصرير الأسنان.

أمام زحمة الأحداث المحلية والإقليمية والدولية، ونظرًا لاقتراب الاستحقاق النيابي الذي من المفترض أن يرسم مستقبل الحياة السياسية اللبنانية، المطلوب اليوم نوّابًا مؤهّلين لتصدير الفكر البنّاء التشريعي إلى الأنتليجسيا اللبنانية.

نوّاب يُقاومون الذل والارتهان والعمالة، ويُثبتُّون الوجود السياسي الحر التشريعي بالفكر والمنطق والعقلانية والحضور المميّز الراقي، وليس بإدعاء التقيّة والإنهزام والتقوقع والهروب من الحقائق. السياسة والتشريع هما تخطيط وتطوير. الحضور البرلماني التشريعي عدل ومساواة، الوكالة التمثيلية المعطاة للنائب أفعال صدق وحرية وخدمة دون مقابل وسياسة صارمة.

في عمق هذه الأزمة المستفحلة من الطبيعي أن يكون لدى مجلس النوّاب شخصيات تتميّز بموضعيتها وبإمتلاكها الحكمة والمقدرة على فهم وإستيعاب نبض السياسة المحلية – الإقليمية – الدولية من جهة، والحنكة السياسية والدبلوماسية في مخاطبة وإقناع الرأي العام اللبناني والإدارات السياسية عربية أكانتْ أو غربية، بالأسلوب المرن المتمدِّن في إعتماد نهج سياسي وطني بإمتياز سقفه الدستور والقرارات الدولية.

نوّاب واقعيّون متميّزون في أدائهم السياسي سلوكيتهم البرلمانية التشريعية تنبع من نضج سياسي أصيل مؤمن بالجمهورية اللبنانية السيّدة الحرّة، سياسة لبنانية متأصلة وثابتة وإنتهاج أسلوب سياسي مرن في مقاربة المواضيع المطروحة تدفع نحـو تحسين واقع الحياة داخل المجتمع اللبناني.

نوّاب يرفضون المس بالدستور ولا يجدون أي مبرِّرْ ظرفي لإجراء أي تعديل دستوري مهما كان اختصاصه، على النائب أن يكون مسؤولاً أمام الشعب وعليه أن يمتلك المعطيات الفكرية والتشريعية التي تؤهله شرح أي خيار يتخذ صحيحًا كان أم خطاْ.

نوّاب يتصدّون لأي تعديل دستوري لمصلحة أشخاص أو مراجع سياسية تأتمر بالخارج، نوّاب يُطالبون بإصلاحات دستورية تؤمن التوازن سواء على صعيد الممارسة ضمن السلطة التنفيذية أو بين السلطتين التشريعية أو التنفيذية، وكل هذه الإصلاحات يجب أن تصب في الصالح العام وأيضًا لصالح إعادة المسيحيين إلى موقعهم الطبيعي داخل إدارات الدولة. المطالبة بحقوق مهدورة شرف وليس منّة من أحـد أو سوق إتهامات.

نوّاب يعملون على تيّسير أمور اللبنانيين في مرحلة دقيقة وحسّاسة تزداد الأمور فيها تعقيدًا يومًا بعد يوم وترتفع حدّتها في وقت يزداد الخناق على أعناق اللبنانيين في لقمة عيشهم وضبابية مستقبلهم. كل هذه الأمور يجب أن يتوّلاها نائب الأمة بالانتفاض على الواقع القائم وإنتهاج سياسة إصلاحية تشريعية بعيدًا عن الممارسات السياسية العشوائية المعمول بها منذ العام 1990.

لماذا المطالبة بنوّاب للتشريع لا للفلكلور؟ الجواب بسيط فمهما سادت الاختلافات وتنوّعت الآراء السياسية، إنّ الأمـر مصدر حيوية وتنوّع، فإنّ المسألة واضحة وكل المجتمع اللبناني يتمنى أن ينعم البرلمان اللبناني في المستقبل القريب بأشخاض يحملون الكفاءة التشريعية والذهنية الفكرية ومحبة الوطن للمحافظة على الجمهورية اللبنانية من خلال مؤسساتها الدستورية الشرعية.

 

* ناشط سياسي

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment