بيت الدين – بيروت تايمز | منى حسن
في مشهدٍ يليق بتاريخها العريق وروحها الثقافية المتجددة، افتُتحت فعاليات مهرجان بيت الدين الدولي وسط حضور رسمي وشعبي لافت، جسّد التقاء الفن بالهوية، والجمال بالأمل، في زمن يشتد فيه الحنين إلى الفرح. وتخلّل الأمسيّة التي أحيتها كلّ من جاهدة وهبة ولبانة القنطار وريهام عبد الحكيم، وفرقة موسيقية بقيادة المايسترو أحمد طه.
السيدة نعمت عون ورئيسة مهرجانات بيت الدين نورا جنبلاط
تقدّم الحضور الرسمي عقيلة رئيس الجمهورية السيدة نعمت عون، ورئيس الحكومة القاضي نواف سلام إلى جانب عقيلته السيدة سحر، والسيدة منى الهراوي، والرئيس فؤاد السنيورة وزوجته، والوزير طارق متري، والدكتور غسان سلامة، والمهندس فايز رسامني وزوجته لورا لحود، ووزيرة الشؤون الإجتماعية حنين السيد، والزعيم السياسي وليد جنبلاط وعقيلته رئيسة مهرجانات بيت الدين نورا جنبلاط، إلى جانب وجوه دبلوماسية وثقافية وفنية مرموقة وكذلك شاركت مراسلة بيروت تايمز منى حسن بالمناسبة السعيدة.
بيت الدين... وفاء للموسيقى وانتصار للفرح
لم تكن السهرة مجرد حفل افتتاح، بل كانت بمثابة تحية وفاء للثقافة اللبنانية وللموسيقى كلغة مشتركة تتجاوز الانقسام والوجع. وبين أحجار القصر العتيق، تعانقت الأنغام مع عبق التاريخ، وامتلأت المدرجات بمحبي الفن الراقي، في مشهد أعاد للذاكرة مجد المهرجانات اللبنانية في أبهى حللها.
على خشبة المسرح، ساد التناغم بين الفنانين والجمهور، وارتفعت التصفيقات في لحظات تماهٍ صادق، حيث اختلطت الموسيقى بالمشاعر، والكلمات بالنور، وارتسمت في العيون لمعة الأمل الذي يُعنّد اليأس.
الفن... مقاومة بصوتٍ ناعم
اختارت بيت الدين أن تكون مساحة للمصالحة مع الذات اللبنانية، وأن تعيد التذكير بأن الثقافة فعل مقاومة، والفرح موقف وطني. الحضور الرسمي كان بمثابة دعم رمزي واضح للفن كقوة ناعمة، بينما شكّل الحضور الشعبي أصدق تعبير عن حاجة اللبنانيين للانتماء إلى لحظة حقيقية من الجمال والاتزان.
من قلب الجبل... لبنان يُنشد الحياة
رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تطبع يوميات اللبنانيين، جاءت ليلة بيت الدين كاستراحة روح، وكأن الجبل قال كلمته: لبنان لا يزال يختار الحياة، ويجيد النهوض من الركام بأغانٍ تنبع من صخر الوجدان.
وما بين تصفيقات الجمهور وهمسات القصر، كُتبت ليلة جديدة في تاريخ مهرجانات لبنان. ليلة تؤكد أن الفرح، حين يولد من الفن، يصير مقاومة راقية وصوتًا لا يُكسر.
تصوير نبيل اسماعيل
Comments