bah "جائزة فيليب سالم" لطبيب متفوق في جامعة القديس يوسف - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

"جائزة فيليب سالم" لطبيب متفوق في جامعة القديس يوسف

07/14/2025 - 13:12 PM

Atlas New

 

 

المركزية - بمناسبة تسليم جائزة البروفسور فيليب سالم السنوية لأحد الأطباء الجدد في كلية الطبّ بجامعة القديس يوسف عن العام 2025، أقيم في حرم العلوم الطبيّة بالجامعة، احتفال تمّ فيه تسليم جائزة البروفسور فيليب سالم الى الطبيب المستحِق.

وألقى كل من رئيس الجامعة الأب البروفسور سليم دكاش اليسوعي كلمة بالمناسبة كما القى البروفسور سالم كلمة نوّه فيها بدور لبنان على صعيد الجامعة والفكر والثقافة.

وأكد سالم ان الهدف من المشاركة في حفل توزيع جوائز التميّز لطلاب جامعة القديس يوسف (كليّة الطب) هو "عربون لإستعدادنا دعم الجامعة ولبنان". ورأى أن "أهمية لبنان تكمن في جامعاته وتقدّمه العلمي والأكاديمي رغم كل ما حدث ويحدث".

وقال الدكتور سالم أن الجائزة التي قدّمها (جائزة فيليب سالم) هي دعم للقيادة الحكيمة لرئيس جامعة القديس يوسف الأب البروفسور سليم دكاش. كما أن (مركز فيليب سالم للدراسات السياسية اللبنانية) يصبّ كذلك في نفس الاتجاه. وهما يمثّلان دعمًا، ولو متواضعًا، للقيادة الحكيمة للأب الرئيس.

أضاف: ان القيادة أمر مهم للغاية، لأنه بدون قيادة لا يمكن أن نصل الى ما نريد، وأنا لي ملء الثقة بقدرة البروفسور دكاش في هذا الإطار. القيادة قادرة ان توصلنا الى ما نريد ونبغي. وإذا كانت جذورنا تمتد عميقة في الأرض والتاريخ، فإن مستقبل الجامعة سيبقى مضيئًا وساطعًا وسيغوص أكثر في تاريخ لبنان، هذا البلد الذي يقوم على المعرفة والثقافة والرؤية الحكيمة، التي تؤمّنها الجامعة ومراكز العلم والأبحاث.

وقال: أهم ما للجامعة أن تُؤمّنه وتُؤمن به هو "الإنجاز". وأنا أعطي مثالاً على ذلك. أحد "بطاركة الشرق" تعرّض لموتٍ محتّم وأجريت له عملية جراحية على يد (د. كولي) في أهم مستشفى بالولايات المتحدة الأميركية على يد أشهر أطباء القلب في أميركا. جاءني الطبيب بعد ذلك ليشير لي "بأنه قام بأقصى ما يمكنه لإنقاذ مريضه، لكن النتائج ليست مرضية"!

أكدت لمعالج البطريرك (الدكتور كولي) بأن "رسالة الطبّ هي انقاد المريض، الذي كان بين الحياة والموت". 

وسأل سالم (د. كولي) أن يضع "البطريرك" على اسمه (رغم أن د. سالم ليس طبيب قلب). فوافق د. كولي. 

واستطاع سالم، بما أمّن من وسائل طبيّة وجراحية أن ينقذ حياة البطريرك. 

انها (المثابرة) يقول دكتور سالم، أي بذل أقصى ما يمكن عمله لإنقاذ المريض. ويضيف سالم: الفرق بين ما هو ممكن والعمل الى أبعد من الممكن، بل أقصى الممكن، هو المطلوب من الطبيب.

بعد 27 سنة جاء "البطريرك" الى عيادة الدكتور سالم في الولايات المتحدة ووصل (د. كولي) على كرسي متحرّك. كان ذلك بعد 27 سنة من عملية القلب للبطريرك الذي كان متعافيًا تمامًا. 

لماذا؟ يجيب سالم: لأن رسالة الطبيب هي (المثابرة). لأنه بين الموت والحياة تصبح المثابرة لإنقاذ المريض واجبًا إنسانيًا وطبيّا وأخلاقيًا.

ونقطة مهمة، اضافها الدكتور سالم، ان "المعرفة مهمّة جدًا لكنها وحدها لا تكفي". المطلوب أن تعالج المريض بالمحبة والقلب. لأن قضية المحبة تقتضي معانقة المريض من قِبَل طبيبه.

يضيف سالم: هذا العالم مظلم دون القلب. في لبنان يجب أن نحبّ بعضنا لننقذ الإنسان ولبنان. هذا البلد يمتلك المياه وكافة القضايا المهمة، وعنده الإنسان المتمرد على الصعاب، وعنده الانتشار في العالم. لبنان الذي نحبّه يجب أن ندعمه، لأنه بدون دعم ومحبة يموت. 

وأنهى البروفسور سالم قائلاً: سندافع عن لبنان حتى الثمالة، ونحبّه حتى الثمالة.

كلمة رئيس جامعة القديس يوسف: أما رئيس جامعة القديس يوسف الأب البروفسور سليم دكاس اليسوعي، فألقى كلمة مسهبة تطرّق فيها الى "محطات الأمل والتميّز" عبر تسليم جائزة البروفسور سالم السنوية لأحد أطبائنا الجدد المتفوقين. كما نوّه بتأسيس "مركز فيليب سالم للدراسات السياسية اللبنانية".

هنا أبرز ما قاله البروفسور دكاش:

نجتمع اليوم في هذا الصرح الأكاديمي الجديد، في مدرج كلية الطب الحديثة في جامعة القديس يوسف في بيروت، لنحتفل معاً بمحطة مشرقة من محطات الأمل والتميز، عبر تسليم جائزة البروفيسور فيليب سالم السنوية لأحد أطبائنا الجدد المتفوقين، ممن برهنوا عن التزامٍ علميٍّ وإنسانيٍّ قلّ نظيره.

هذا التكريم لا يقتصر على الإنجاز الفردي، بل يحمل في طيّاته رسالة عميقة: رسالة العلم في خدمة الإنسان، ورسالة الطبيب كفاعلٍ في المجتمع، خصوصًا في زمن الأزمات والانهيارات.

إننا نكرّم اليوم اسمًا كبيرًا في عالم الطب والأبحاث: البروفيسور فيليب سالم، الطبيب والمفكر اللبناني المقيم في الولايات المتحدة، الذي لا يزال مرتبطًا بجذوره الوطنية، مؤمنًا بأن للعلم وظيفة اجتماعية وسياسية وأخلاقية، تتجاوز المختبر والمستشفى.

فيليب سالم ليس فقط طبيبًا عالمًا، وقد تمكن بصفته، رئيس مركز سالم للسرطان في مدينة هيوستن الأميركية، مؤخراً من التوصل الى استراتيجية جديدة لمعالجة الأمراض السرطانية تعرف باسم ICTriplex treatment بل هو أيضًا صاحب رؤية وطنية وشاهد حقّ على وجع وطنه. وهو الذي قال:

"أنا مؤمن أن لبنان لا يمكن أن يُبنى إلا بالعلم. وحده العلم يُنتج الحقيقة، والحقيقة تصنع العدالة، والعدالة تُؤسس لوطنٍ سليم."

وهذا التصريح اللافت حوله البروفيسور سالم الى خطوةٍ رائدة، حين أسّس في جامعتنا، في قلب معهد العلوم السياسية التابع لكلية الحقوق والعلوم السياسية، "مركز فيليب سالم للدراسات السياسية اللبنانية".

هذا المركز ليس مساحةً أكاديمية فحسب، بل هو، كما أراده مؤسِّسه، مشروعٌ علميٌّ ووطنيٌّ من أجل مساعدة لبنان على أن يتحوّل إلى وطنٍ حقيقي، وإلى مختبرٍ للسلام والعلم في قلب الشرق الأوسط.

هكذا تتقاطع الرؤية العلمية مع الرسالة الوطنية، وتلتقي السياسة النبيلة مع الفكر النقدي والمصلحة العامة، في فضاء جامعٍ بين الطب والعلم والسياسة، بين الخدمة والالتزام، بين الوطن والإنسان.

وهو الذي شدّد في أكثر من مناسبة على أن:

"المعركة التي نخوضها كأطباء وعلماء ليست فقط ضد المرض، بل ضد الجهل والفساد وضياع المعايير."

هكذا تتجلى وطنيته في بعدٍ علمي ورسالي، لا في شعارات فضفاضة. ولهذا السبب، خصّص هذه الجائزة المستقلة عن مركزه السياسي والفكري، كي تكون دعماً سنويًا للطبيب اللبناني الشاب، تحفيزًا له على البقاء، والعطاء، والتألّق داخل الوطن لا خارجه.

حضرة الطبيب المُكرَّم اليوم، نهنّئك باسم البروفيسور سالم، باسم الجامعة والكلية،  وباسم كل من يؤمن بأن الطب هو أسمى وجوه الخدمة الإنسانية. إنّ فوزك اليوم هو اعترافٌ بجهدك وتفانيك، ودعوةٌ لكي تحمل هذه الشعلة من العلم والأخلاق في كل ما تقوم به. ان هذه الجائزة، التي نحتفل بها اليوم، تأخذ مكانها بين جوائز أخرى تمنح باسم  أطباء لامعين وفاضلين، من خرّيجي كليّتنا المرموقة، ممّن رفعوا اسم لبنان عاليًا ، وكرّسوا جزءًا من مسيرتهم لأعلاء شأن العلوم الطبية كرسالة وطنبة واجتماعية كالبرفسور جوزف حجار والعميد الفخري بيار فرح والرائد في الجراحة الدقيقة البرفسور كارل شتورتز,

إلا أن ما يميز جائزة البروفيسور فيليب سالم أنها تأتي من طبيب لم يكن يومًا من طلاب جامعتنا، بل اختار طوعًا أن يرتبط بها، ويغرس فيها بذور عطائه الوطني والعلمي. 

لماذا؟ لانها تكريمٌ من لبنان العالم إلى لبنان الوطن ولأن جامعة القديس يوسف، في نظره، تمثل المهد الفكري، بل المصدر العميق للقومية اللبنانية، التي يؤمن بها كإطار جامع، وإنقاذي، لحاضر لبنان ومستقبله.

ففي زمنٍ يتراجع فيه الحضور الطبي في لبنان، نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية القاسية، تأتي هذه الجائزة كتذكيرٍ بأن هناك من يؤمن بلبنان الطبيب، لا لبنان المريض؛ لبنان المعطي، لا لبنان المستنزف؛ لبنان الذي يُخرّج أطباءً لا يقلّون علمًا وكرامة عن نظرائهم في أرقى الجامعات العالمية.

"مركز فيليب سالم للدراسات السياسية اللبنانية "، هو مركز مستقلّ في رسالته الفكرية، لكنه يتكامل في الرؤية مع جائزة اليوم. كلاهما يسعيان إلى تحفيز الفكر والتميّز والكرامة الوطنية.

أيها الأصدقاء، في هذا الاحتفال، نكرّم ليس فقط شخصًا، بل فكرةً، ومسارًا، وأملاً.

شكرًا للبروفيسور سالم على عطائه الوطني والإنساني شكرًا لطبيبنا المُكرَّم، لأنه يُجسّد ما نطمح إليه. وشكرًا لكل من يؤمن أن لبنان لا يزال قادرًا على ولادة النور من قلب الأزمات.

فلنعمل معًا لكي يبقى الطب في لبنان علمًا ورسالة، ولبنان وطنًا للمعرفة والكرامة والإنسان.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment