bah قلب القديس شربل… لا يزال ينبض في قلب لبنان - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

قلب القديس شربل… لا يزال ينبض في قلب لبنان

07/14/2025 - 14:47 PM

Bt adv

 

 

Image result for عجائب مار شربل

 

الاب الدكتور نبيل مونس *

 

في زمن الضياع، وسط الأسى والمحن التي تعصف بلبنان، تتوالى الوفود وتكثر المساعي، وتتكثف الضغوط بحثًا عن خلاص لوطن جريح، فيما عيون أبنائه في الداخل والانتشار شاخصة نحو الرجاء.

وحده قلب القديس شربل لا يزال ينبض من أعماق هذا الوطن، لا لشيء سوى من أجل خلاص الإنسان، من قلب لبنان إلى أقاصي الأرض.

إن عجائب مار شربل لم تتوقف يومًا، ولا حضوره. فهو الشفيع الصامت، الحاضر قرب كل مريض وسقيم، إلى جانب المسكين والمقهور والمظلوم. لم يتراجع عن مواقفه السماوية لحظة، منذ ولادته في ٨ أيار ١٨٢٨ وحتى رقاده في ٢٤ كانون الأول ١٨٩٨، وصولًا إلى أعجوبته الكبرى: بقاؤه حيًّا في القلوب والأرواح، في وطن بات بأمسّ الحاجة إلى رجاء خارق يبدّد ظلام اليأس.

في كل مرة يئس فيها الناس، تدخّل شربل. في كل مرة أُقفلت فيها أبواب الأرض، فتح أبواب السماء.

لهذا، يبقى الأمل كبيرًا بأعاجيبه غير المنظورة — الروحية منها والإنسانية، النفسية كما السياسية.

لقد كان، ولا يزال، شفيع الرجاء. يداوي الأجساد، يقيم النفوس، ويحطّم خلايا الألم في الجسد والوطن معًا.

يا أبناء لبنان في الوطن والاغتراب، يا عائلة مار شربل الكبرى:

ما عجز عنه أطباء الأرض، أنجزه القديس شربل. وما عجزت عنه مؤسسات السياسة، أنجزته صلوات الطاهرين.

لبنان جريح، نعم. سقيم، مخطوف، تفتك به خلايا الفساد والانهيار. لكنه أيضًا وطن الأعاجيب، وطن الرجاء العنيد، وطن مار شربل.

فلنعد إليه، بكل إيمان وبساطة. لنجعل صوته مسموعًا في كل بيت وكل قلب. إنه حاضر، قادر، ناظر، مستعدّ لأن يصنع العجائب حيث يعجز البشر.

أليس هو الذي حفظ جسده حيًّا من ١٨٩٨ إلى ١٩٦٥؟

أليس الرب الذي أقام الشهداء والأنبياء، قادرًا أن يقيم هذا الوطن من الرماد، ليُعيد إليه البياض الناصع كثلج جباله؟

قوّوا الرجاء… لا تستسلموا.

لا تنجرّوا إلى تجارب السلاح، لا تُغذّوا الحقد، لا تصغوا إلى أصوات اليأس. وحّدوا القلوب والنوايا، كما علّمنا القديسون والأولياء.

ارفعوا الصلاة بلا كلل، اصرخوا حتى تبلغ السماء.

القيامة قريبة. الصبر طريقها. الصوم سلاحها. الصلاة جسرها.

توحّدوا في الدفاع عن الوطن حتى عبر أسمى الفضائل الروحية، فصراعنا، كما قال بولس الرسول، ليس فقط ضد لحم ودم، بل ضد قوى هذا الدهر غير المنظورة.

وهكذا عاش شربل، وهكذا ننتصر معه.

 

* الأبُّ الدكتور نبيل مونس - راعي ابرشية سيدة لبنان المارونية في ولاية اوكلاهوما الأميركية

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment