بيروت - بيروت تايمز - تحقيق الاعلامي جورج ديب
في ظلّ التحوّلات التي تشهدها المنطقة، تبرز الحاجة الماسّة إلى توسيع جسور التواصل بين الكنائس الشرقية والكرسي الرسولي، لا سيّما في ضوء الثقل التاريخي والروحي الذي تحمله الكنيسة المارونية في لبنان والشرق. وإذ شهدنا مؤخراً لقاءات لافتة، منها زيارة البطريرك الأرمني الكاثوليكي رافائيل ميناسيان إلى البابا لاوون الرابع عشر، تبدو دعوة البطريرك بشارة الراعي للقيام بخطوة مماثلة أكثر من ضرورة، بل واجبة كنسيًّا ووطنياً.
إنّ اللقاء بين البطريرك الراعي والبابا لاوون الرابع عشر لن يكون مجرّد زيارة بروتوكولية، بل يحمل في طياته بعداً روحيًّا ورسالة رجاء حقيقيّة إلى اللبنانيين والمشرقيين. فالبابا، الذي أكد في عظته الأخيرة أن “الكنائس الشرقية تحمل عبق القداسة وسط الألم”، يُدرك حجم معاناة الشعوب المشرقية، ويدعو إلى مرافقة دائمة لهم في محنتهم.
من هنا، يُمكن للبطريرك الراعي، الذي حمل لواء الدفاع عن التعددية والحرية والسيادة اللبنانية، أن ينقل إلى قداسة البابا نبض اللبنانيين وقلق المسيحيين، ويُجدّد أمامه التزام الكنيسة المارونية بالرسالة الوطنية الجامعة. كما تتيح الزيارة فرصة لبحث تعزيز الحضور البابوي في لبنان، وإعادة فتح الملف المُجمّد منذ سنوات حول إمكانية زيارة البابا شخصياً إلى أرض الأرز.
Comments