bah وليد جنبلاط: إسرائيل لا تحمي الدروز بل تؤجّج النزاعات... والحلّ بالحوار مع الدولة السورية - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

وليد جنبلاط: إسرائيل لا تحمي الدروز بل تؤجّج النزاعات... والحلّ بالحوار مع الدولة السورية

07/17/2025 - 01:55 AM

بيروت

 

 

 

بيروت تايمز - تحليل سياسي خاص من اعداد الاعلامي جورج ديب

 

في ظلّ الزلازل السياسية والأمنية التي تضرب سوريا، يتردّد صدى التطوّرات الدراماتيكية في بيروت، حيث ارتسمت ملامح حدثٍ يتجاوز الإطار التقليدي، ويعيد رسم المشهد الإقليمي وفق منطق "الأوعية المتصلة" الجيوسياسية، فحرب لبنان الثالثة، التي وضعت أوزارها باتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، لم تقتصر على دمار مادي تجاوز 8.5 مليار دولار، بل أحدثت زلزالاً في المعادلة السورية الداخلية، وأسهمت في صعود قيادة جديدة في دمشق برئاسة أحمد الشرع، فاتحة الباب لتحولات عميقة في العِلاقة بين لبنان وسوريا.

 

من دمشق إلى السويداء... النار تمتد

الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت دمشق والسويداء، وصولًا إلى محيط وزارة الدفاع والقصر الرئاسي، جاءت تحت ذريعة "حماية الدروز"، لكنها عمليًا أعادت خلط الأوراق، ونقلت الأنظار عن المِلَفّ اللبناني نحو الملعب السوري. في هذا السياق، كثّفت واشنطن جهودها عبر موفدها الخاص توماس براك، في محاولة لتبريد "برميل البارود" السوري قبل أن ينفجر على نحوٍ شامل. هذه الهبّة في الداخل السوري بدت كمرآة استباقية لما قد ينتظر لبنان إذا استمرّ في إدارة ظهره للضغوط الأميركية والإسرائيلية، خصوصًا ما يتعلّق بمطلب نزع سلاح حزب الله ووقف ما تعتبره تل أبيب «التهديد الدائم» من جنوب لبنان.

 

الانقسام الدرزي... والتدخل الخارجي

في قلب هذه العاصفة، برز موقف الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، الذي شدّد في تصريحات نقلتها بيروت تايمز على أن إسرائيل لا تحمي الدروز بل تستغل بعض ضعفاء العقول لترويج هذه الرواية. وحذّر جنبلاط من تكرار تجربة الحرب الأهلية اللبنانية التي غذّتها آنذاك مزاعم الحماية الطائفية، وانتهت بكوارث وطنية يصعب محوها من الذاكرة.

"الإسرائيليون، بتدخلهم، يؤجّجون نار الفتنة، ويسعون إلى دفع الدروز نحو مواجهة مفتوحة مع باقي مكونات المجتمع السوري في حرب عبثية لا نهاية لها. إسرائيل لا تحمي أحدًا، بل تستخدم الجميع لخدمة مصالحها الخاصة وحدها".

وفي السياق ذاته، رفض جنبلاط دعوات البعض المطالبة بـ "حماية دولية"، مشدّدًا على أن أمن السويداء هو شأن داخلي سوري، ويجب أن يُعالج من خلال التعاون البنّاء بين أبناء الجبل والدولة، لا عبر التدخلات الخارجية التي أثبتت مرارًا أنها لا تخلّف سوى المزيد من الأزمات والتعقيدات. وحدّد ملامح خارطة طريق للحل في السويداء، ترتكز على:

- تثبيت وقف إطلاق النار فوراً.

إطلاق حوار شامل يضمّ القوى الدينية والسياسية والنقابية بالتنسيق مع الدولة السورية.

وضع خطة إنمائية وأمنية واضحة لإدارة شؤون الجبل بمشاركة حقيقية من أبناء المنطقة.

• دمج العناصر المسلحة ضمن الجيش السوري بقرار مشترك يضمن الاستقرار الدائم.

 

لبنان أمام اختبار السيادة... هل يتعلّم من الدرس السوري؟

في ضوء هذه التطورات، يبدو أن لبنان يقف أمام اختبار سياديّ حاسم، فالمشهد السوري، من معارك السويداء إلى الغارات الإسرائيلية، يُشكّل مرآة تُنذر بما قد يطال الداخل اللبناني إذا لم يبادر سريعاً إلى إعادة تموضعه السياسي والأمني. ومن بين أبرز التحديات المطروحة على بيروت، وفق قراءة تحليلية لـ بيروت تايمز:

- الضغط الأميركي المتزايد لسحب سلاح حزب الله.

- التحذير من تكرار سيناريو السويداء جنوباً إذا لم تُضبط الجبهات.

- مخاطر تحوّل سوريا إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية تنعكس على لبنان.

السؤال المُلِحّ اليوم، كما طرحه محررو بيروت تايمز: هل يستوعب لبنان هذه الرسائل قبل أن تتحوّل كرة النار السورية إلى حريقٍ لبناني؟ أم أنّ لعبة شراء الوقت ستدفعه حتماً إلى مواجهةٍ غير محسوبة مع شروط المرحلة الإقليمية الجديدة؟

لبنان أمام لحظة مفصلية، حيث لم يعُد ممكنًا تجاهل أن موازين ما بعد حرب 2024، من دمشق إلى بيروت، تُرسم تحت سقف النار لا التفاوض

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment