07/17/2025 - 02:35 AM
بكركي - بيروت تايمز - اعداد الاعلامي جورج ديب
أعلن السينودس المقدّس لأساقفة الكنيسة المارونية، المنعقد في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عن انتخاب المطران الياس نصّار نائبًا بطريركيًا في الكرسي البطريركي، وذلك في إطار سلسلة التعيينات الإدارية والتنظيمية التي يشهدها المجمع الكنسي في لبنان، والتي تهدف إلى إعادة ضخّ دم جديد في العمل البطريركي، وتعزيز الحضور الكنسي في هذه المرحلة المفصلية.
يُعدّ المطران نصّار واحد من أبرز الشخصيات الروحية في الكنيسة المارونية، وهو من أبناء بلدة صربا الجنوبية في قضاء النبطية. وُلِد في الأشرفية – بيروت عام 1960، وحمل في بداياته شهادة الهندسة المدنية من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1983، قبل أن يتّجه إلى الدرس اللاهوتي ويلتحق بالإكليريكية البطريركية في غزير، حيث رُسّم كاهنًا في 18 آب 1990.
برز اسم المطران نصّار راعيًا لأبرشية صيدا ودير القمر المارونية منذ عام 2006، حيث ترك خلالها بصمة واضحة في العمل الرعوي، الاجتماعي، والتربوي، وشكّل خلال سنوات خدمته الصوت المدافع عن هموم الناس، داعيًا إلى تعزيز الحضور المسيحي في الجبل رغم التحديات السياسية والاجتماعية.
المطران نصّار تميّز بمواقفه الجريئة والصريحة في الشأنين الوطني والكنسي، حيث دعا في أكثر من مناسبة إلى اعتماد قوانين انتخابية عادلة على أساس النسبية، وإلى إصلاح الحياة السياسية في لبنان، وهو ما أثار ردود فعل متباينة، لا سيّما في بيئة سياسية شديدة الحساسية. كما عُرف عنه انتقاد بعض الشخصيات الحزبية، ودعوته إلى قيام "ثورة أخلاقية حقيقية"، معتبرًا أن سقوط الأقنعة عن السياسيين بات أمرًا واقعًا لا مفرّ منه.
البطريرك الراعي يجدّد ثقته بمطران صاحب خبرة طويلة
مصادر كنسية أكدت لـ"بيروت تايمز" أن تعيين المطران نصّار نائبًا بطريركيًا أتى بقرار مباشر من السينودس وبمباركة واضحة من غبطة البطريرك بشارة الراعي، الذي شدّد في مداولات المجمع على ضرورة الاستفادة من الخبرات الروحية والراعوية التي يمتلكها المطران نصّار، والتي يُعوَّل عليها في المرحلة المقبلة لتفعيل دور البطريركية في الملفات الكنسية والوطنية على حدّ سواء.
ويُنظر إلى هذا التعيين كتجديد ثقة بمسيرة المطران نصّار، الذي رغم التحديات التي مرّ بها، بقي وجهًا راعويًا حاضرًا في بكركي، صاحب باع طويل في الشأنين الكنسي والاجتماعي، وداعمًا لقضايا الناس وحقوقهم، وهو ما يتقاطع مع توجّهات البطريرك الراعي في هذه المرحلة الحسّاسة من عمر الكنيسة والوطن.
رسالة المرحلة
في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها الكنيسة في لبنان، يُعوَّل على المطران نصّار في موقعه الجديد لتعزيز الحضور البطريركي على امتداد الأبرشيات، لا سيّما في القضايا التربوية والرعوية والإنسانية، بما يتماشى مع توجّه بكركي إلى لعب دور أكثر فعالية في الدفاع عن الكيان الوطني المسيحي في لبنان، ورسالة الكنيسة في هذا الشرق.
Comments