تحليل سياسي اخباري
.................................................
مرجع رسمي لـ "بيروت تايمز " إن لم يتوحد ّ اللبنانيون في هذه المرحلة في ظل هذه المخاطر التي تطوقنا، ّ فمتى سيتوحدون، هل بعد سقوط الهيكل على رؤوس الجميع
واشنطن تشيد بخطوات لبنان وتدعو إلى تفاهم شامل... وبري يرد على التعنت الإسرائيلي
مصادر سياسية معنية بالمفاوضات الجارية لـ "بيروت تايمز" لبنان ملتزم بالقرار 1701 ولم يخرج عنه ويطالب بوقف الأعمال العدائية
بيروت - منى حسن - بيروت تايمز
في موقف وطني حاسم، أكّد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون أن "لبنان واحد، وقرار السلم والحرب بيد الدولة حصراً"، واضعًا بذلك حدًا لمحاولات التشكيك في وحدة القرار السيادي أو الترويج لمشاريع مشبوهة تهدد الكيان اللبناني.
جاء ذلك خلال كلمة رئاسية حملت أبعادًا دستورية وسياسية، أبرز فيها الرئيس عون تمسّكه بقسمه الوطني، معتبرًا أن التأكيد عليه لا يأتي من باب العاطفة، بل من باب الالتزام الصارم بمقتضيات الدستور والدفاع عن وحدة البلاد، في مواجهة أي محاولة لتفتيت أو تدويل الملف اللبناني.
وقد اعتُبر هذا الخطاب بمثابة رسالة مزدوجة للداخل والخارج، مفادها أن لبنان ليس ورقة تفاوض إقليمية أو دولية، بل دولة مستقلة ذات قرار سيادي غير قابل للتنازل. كما بعث الرئيس بإشارات قوية إلى القوى الإقليمية والدولية، مفادها أن زمن الاستباحة قد ولّى، وأن مؤسسة الرئاسة ستلعب دورًا فاعلًا في صون وحدة البلاد وضمان استقرارها.
ويُقرأ خطاب العماد عون أيضًا على أنه تأكيد لرفض أي تساهل تجاه المبادرات الدولية التي لا تراعي التركيبة اللبنانية أو تُشجّع على الحلول الجزئية. فهو بذلك يضع خطوطًا حمراء حول ما يمكن قبوله ضمن أي حوار سياسي، ويعيد ترسيخ مبدأ السيادة الوطنية كمرتكز أول لأي مسار داخلي أو خارجي.
وأكد مصدر سياسي الى مراسلة بيروت تايمز أن الرئاسة تعمل على بلورة سياسة واضحة تحمي هيبة الدولة وتوحّد القرار الأمني والسياسي، في ظل مرحلة دقيقة يشهد فيها لبنان تغيّرات إقليمية متسارعة.
ويأتي هذا التوجّه في وقت يُطرح فيه مستقبل العلاقة بين الدولة والجهات غير الرسمية على بساط البحث، ما يستدعي وضوحًا في الموقف، وحزمًا في تحديد من يُقرر مصير الوطن في السلم والحرب، بعيدًا عن التداخلات والمساومات.
الاتصالات الأميركية
تتواصل الاتصالات الأميركية المكثفة مع لبنان في سياق الجهود الرامية إلى تثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، والذي يشكل الإطار القائم منذ الحرب الأخيرة بموجب القرار 1701.
وبينما لايزال لبنان ملتزما ببنود هذا الاتفاق ويحرص على احترامه، فإن إسرائيل تواصل خرقه بشكل شبه يومي من خلال الغارات الجوية والقصف المدفعي والاستهدافات المباشرة والمسيرات الإسرائيلية التي تجول فوق جميع المناطق اللبنانية واليوم جالت المسيرات الإسرائيلية فوق العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية وعلى علو منخفض واستمرت لساعات طويلة مما ارعب سكان اهل بيروت والضاحية الجنوبية، وهذا ما يهدد بتوسيع رقعة التصعيد في أي لحظة ويقوض أسس الاستقرار في الجنوب وحتى في الضاحية الجنوبية لبيروت .
واشنطن تشيد بخطوات لبنان وتدعو إلى تفاهم شامل... وبري يرد على التعنت الإسرائيلي
أشادت وزارة الخارجية الأميركية بالخطوات التي يتخذها لبنان في عدد من الملفات الحساسة، مثنية على تعميم مصرف لبنان الأخير بشأن حظر التعامل مع مؤسسة "القرض الحسن"، التي تُتهم بتمويل حزب الله. واعتبرت المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، أن هذه الإجراءات تعكس جدية لبنان في ضبط القطاع المالي، فيما عبّر المبعوث الأميركي توماس براك عن ارتياحه لنتائج محادثاته في بيروت، معتبرًا أن التعميم خطوة في الاتجاه الصحيح.
وفي هذا السياق، تسعى واشنطن إلى بلورة تفاهم يضمن التهدئة والاستقرار المستدام على الحدود الجنوبية، لكنها تصطدم بموقف إسرائيلي متعنت يرفض وقف الاعتداءات، ما يعرقل أي تقدم نحو وقف إطلاق النار. هذا التعنت دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى التشديد على أن أي بحث في الترتيبات أو الآليات يجب أن ينطلق أولًا من وقف إسرائيل لانتهاكاتها المتكررة، والتزامها الكامل بوقف إطلاق النار.
من جهتها، أكدت مصادر سياسية مطلعة على المفاوضات الجارية لـ بيروت تايمز أن لبنان ملتزم بالقرار الدولي 1701 ولم يخرج عنه، ويطالب بوقف الأعمال العدائية، في حين أن إسرائيل تتصرف خارج أي التزام دولي. وشددت المصادر على أن "لا معنى لأي نقاش حول التهدئة بينما إسرائيل تواصل عدوانها، وأن لبنان لا يمكن أن يقبل منطق التهدئة من طرف واحد".
وأوضحت المصادر أن الموقف الأميركي يركّز على ضرورة مباشرة لبنان إجراءات عملية تتصل بحصرية السلاح بيد الدولة، لكنه لا يتضمن حتى الآن ضمانات واضحة تلزم إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية. واعتبر الجانب اللبناني أن هذا الطرح منقوص، لأن أي تفاهم لا يقوم على التوازن في الالتزامات سيفشل في تحقيق التهدئة المطلوبة.
كما شددت المصادر لـ بيروت تايمز على أن مفتاح الحل يبدأ بالضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها للقرار 1701، وبعدها يمكن الانتقال إلى البحث في مسائل أخرى تتعلق بتثبيت الاستقرار وتطوير آليات تنفيذ القرار بكامل مندرجاته.
وختم المصدر بالقول إن "موقف لبنان ليس من باب التحدي، بل هو دفاع عن السيادة الوطنية ومنطق العدالة، إذ لا يمكن القبول بأن يُطلب من لبنان ضبط النفس بينما تُستهدف أراضيه وشعبه يوميًا. وأي مبادرة لا تضمن وقفًا كاملًا ومتبادلًا لإطلاق النار ستبقى غير جدية وغير قابلة للحياة".
لبنان لا يمانع النقاش
من ناحية ثانية اكدت مصادر وزارية لـ "بيروت تايمز "أن لبنان لا يمانع النقاش في كل الملفات بعد وقف العدوان، وهو منفتح على التفاوض في ترتيبات التهدئة المستدامة والتنفيذ الدقيق للقرار 1701، لكنه يرفض أي مقاربة تنطلق من فرض الوقائع الإسرائيلية بالقوة أو عبر الإملاء السياسي". خصوصا وان الموقف اللبناني يجسد تمسكا واضحًا بالشرعية الدولية وبالقرار 1701، الذي لم ينقض إلا من الجانب الإسرائيلي. وبالتالي، فإن المطلوب اليوم من واشنطن والمجتمع الدُّوَليّ ليس مطالبة لبنان بالمزيد من الالتزام، بل إلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها، لأن أي حل عادل يبدأ من هنا، وكل ما عداه قابل للبحث بعد تثبيت التزام الطرفين .
الدعوات السياسية
في الأيام الأخيرة، تكرّرت الدعوات السياسية في لبنان التي تتحدّث صراحة عن "اغتنام الفرصة" الإقليمية، في توقيت لا يخلو من الدلالات. إذ ترافقت هذه المواقف، الصادرة بمعظمها عن جهات طالما شكّلت رأس حربة في مواجهة المقاومة، مع تصعيد خارجي في اللهجة ضد سلاح حزب الله، وكأن ثمّة من يتهيّأ لاستثمار المناخ الدولي لفرض تحوّلات داخلية كبرى، من دون أي ضمانات، ومن دون حتى التطرّق إلى الاعتداءات الإسرائيلية المستمرّة على لبنان
انطلاقاً من ذلك، تتخوّف أوساط سياسية من أن يتحوّل الانهيار الداخلي إلى أداة ضغط تُستخدم لدفع لبنان نحو اصطفاف جديد، من دون خوض أي نقاش سيادي حقيقي، ومن دون تحديد واضح للثمن الذي قد يترتّب على هذا التموضع لاحقاً، فيما يتعلق بالمعادلات الوطنية الحساسة.
مسح أمني شامل من الجيش اللبناني
نفذت وحدات من الجيش اللبناني، عمليات مسح شاملة في مناطق متفرقة، تخللتها مداهمات لمبانٍ يسكنها نازحون سوريون، أسفرت عن توقيف عدد من الأشخاص دخلوا البلاد بصورة غير شرعية، وتقول مصادر سياسية بارزة لـ "بيروت تايمز" ان ثمة مخطط “اسرائيلي” واضح بالتواطؤ مع الادارة الاميركية لاعادة رسم النفوذ الحغرافي والسياسي في المنطقة بقيادة “إسرائيل”… وسألت المصادر فهل من يصدق ان حزب الله سيسلم سلاحه في ظل هذه المخططات الخطرة المهددة لمصير لبنان، لا مصير الشيعة فقط؟.
الرئيس نجيب ميقاتي
كتب رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي عبر حسابه على منصة " إكس " نحن في مرحلة شديدة الحساسية والتعقيد، وتتطلب تعاوناً بين جميع المسؤولين والقيادات لبلورة موقف واضح واتفاق على خطوات تنفيذية اساسية تبعد الشرور عن وطننا. نشدد على أهمية تعزيز الوحدة والتعاون بين مختلف المكوّنات اللبنانية للحفاظ على رسالة هذا الوطن ودوره، لا سيما في ظل ما نشهده حولنا من احداث طائفية بغيضة، لا سبيل لدرء تداعياتها سوى بالتضامن الداخلي".
Comments