براك يعود الاسبوع المقبل ومراوحة لبنانية أميركية في الأولويات.
مصادر دبلوماسية عربية لـ "بيروت تايمز" اجتماعاً أمنياً ثلاثياً عقد على مستوى عال في الرياض ضمن متابعة مستجدات تنفيذ الاتفاق السابق بين سوريا ولبنان والذي لم تنفذ بنوده كافة
بيروت - منى حسن - بيروت تايمز
ينشغل الداخل اللبناني في سباق مع الوقت لصياغة رد واضح وحاسم على ملاحظات المبعوث الأميركي توم براك الذي من المتوقع أن يعود الثلاثاء المقبل حاملًا اصرار الإدارة الأميركية على ترجمة الالتزامات السياسية إلى خطوات تنفيذية فعلية وعلى وضع جدول زمني واضح لتسليم السلاح غير الشرعي.
وفي انتظار زيارة برّاك الثالثة فإنّ الحكومة اللبنانية تبدو في مواجهة استحقاق يفوق قدرتها، وينذر بدخول مأزق مزدوج: إما داخلي مع " حزب الله "، وإما خارجي مع الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي، وفي الحالين، تواصل إسرائيل عدوانها على لبنان .
لقاء دوري في بعبدا بين الرئيسين عون وبري
استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في قصر بعبدا، رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، في إطار اللقاءات الدورية التي تجمع الرئيسين للتشاور في الملفات الوطنية. وتناول البحث خلال اللقاء الأوضاع العامة في البلاد من مختلف جوانبها، إضافة إلى التطورات الإقليمية الراهنة وانعكاساتها على الساحة اللبنانية.
وغادر الرئيس بري قصر بعبدا من دون الإدلاء بأي تصريح، في خطوة تعكس الطابع التشاوري المغلق للقاء، وسط ترقّب سياسي لما قد ينتج عنه من مواقف أو تفاهمات في المرحلة المقبلة.
تحولات استراتيجية
تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولات استراتيجية عميقة تكشف عن مسار جديد يستهدف البنى السياسية والديموغرافية لدولها. وفي ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل في غزة، وامتداده إلى جنوب لبنان وسوريا، تبرز ملامح مشروع بعيد المدى يستند إلى أدوات الحرب والتفتيت الداخلي، ويهدف إلى إعادة رسم خرائط النفوذ بما يخدم المصالح الإسرائيلية .
من أدوات هذا المشروع إعادة التفاوض حول الحدود، سواء البرية أو البحرية، تحت شعارات الأمن أو التنمية الاقتصادية. لكن التوقيت والأسلوب يشيران إلى محاولة فرض واقع جديد في لبنان وسوريا يخدم مصالح الاحتلال، خصوصًا فيما يتعلق بالموارد الطبيعية من مياه ونفط وغاز. فما يقدم كحلول تقنية أو حقوقية، يخفي خلفه رغبة واضحة في السيطرة على مقدرات المنطقة.
المنطقة ترسم بخرائط وحروب متنقلة
تمرّ المنطقة اليوم بمرحلة إعادة تشكّل قسري، لا تقل خطورة عن تلك التي رافقت اتفاقية سايكس-بيكو قبل قرن من الزمن. لكن هذه المرة، ترسم الخرائط بالحروب المتنقلة، والضغط الاقتصادي، والتفتيت المجتمعي.
الاستقرار الهش
في هذ التوقيت المفصلي داخلياً وإقليمياً، يعيش لبنان حالة من الاستقرار الهش، في وقت يشهد فيه الإقليم إعادة تشكل للخرائط السياسية والجغرافية. وفي الوقت الذي يوجه فيه " حزب الله " إشارات انفتاح محسوبة على الداخل اللبناني، فإن الضغوط الأميركية تتزايد، حيث أبلغت واشنطن لبنان بضرورة نزح السلاح الثقيل من شمالي الليطاني وبيروت والبقاع قبل نهاية العام الحالي، مشددة على أن الحكومة مطالبة بحل المشكلات بدل الاستمرار في إضاعة الوقت.
اقتراح أميركي لإعادة ترسيم الحدود ونزع سلاح حزب الله… كيف سيردّ لبنان؟
علمت بيروت تايمز من مصادر سياسية أن الموفد الأميركي توم بارّاك سيطرح خلال زيارته المرتقبة إلى بيروت اقتراحًا لإعادة ترسيم الحدود اللبنانية، في إطار تصور أميركي يشمل ملفات التهدئة، السيادة، والطاقة.
وتواصل اللجنة الرئاسية دراسة الورقة الأميركية التي تشدد على ضرورة نزع سلاح حزب الله كشرط أساسي لاستعادة سيادة الدولة، محذّرة من أن لبنان قد يجد نفسه خارج المعادلات الإقليمية الجديدة في حال عدم التجاوب.
لكن المصادر نفسها تشير إلى أن الواقع لا يوحي بإمكانية تنفيذ هذا الشرط بسهولة، في ظل رفض حزب الله لما بات يُعرف بـ"الاقتراحات الأميركية"، سواء في ما يتعلق بالحدود أو السلاح أو التهدئة.
اليونيفيل
اليونيفيل تواصل إجراءاتها الميدانيّة: ندعم القوات المسلحة اللبنانية ونواصل العمل في القطاع الشرقي بالتعاون مع الجيش اللبناني، تنفيذ سلسلة من الإجراءات الميدانية الهادفة إلى تحسين سبل التنقل وتعزيز الأمان في جنوب لبنان وذلك في إطار القرار 1701.…
غوتيريش يحذر
خلال جلسة الإحاطة في مجلس الامن في شأن تنفيذ القرار الدولي الرقم 1701 ، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من عواقب عدم انسحاب إسرائيل من التلال والمناطق التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة مع "حزب الله"، مؤكداً أن ذلك "ينطوي على خطر تأجيج خطاب من شأنه أن يزيد من تعقيد المناقشات السياسية الداخلية اللبنانية حيال التزامات احتكار الدولة للسلاح". وأمل "أن تنعكس التطورات في سوريا إيجاباً على لبنان، بما يشمل تهيئة الظروف اللازمة لإتاحة العودة المستدامة والآمنة والكريمة والطوعية للاجئين السوريين".
المنسقة الخاصة للأمم المتحدة
أبلغت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس - بلاسخارت مجلس الأمن ، أنّ "الفرصة المتاحة حالياً لتحقيق تغيير ملموس في لبنان لن تبقى متاحة إلى الأبد"، وأشادت "بالخطوات التي اتّخذتها السلطات اللّبنانيّة خلال الأشهر الماضية، وبالتقدّم الكبير الذي أحرزته القوّات المسلّحة اللّبنانية". وأكّدت في المقابل، "أنّ لبنان يواجه مساراً شائكاً على صعيد الإصلاحات، مشيرة إلى الحاجة الملحّة لمعالجة الفساد المتجذر والزبائنية وكذلك مسألة السلاح الخارج عن سيطرة الدولة". وشدّدت على أنّ "لا مجال للعودة إلى الوراء. هذا العمل يجب أن يُنجَز لاستعادة ثقة الناس، والمستثمرين والمودعين، والحفاظ على الاستقرار، وبالتأكيد لتحفيز عجلة التمويل لمسار التعافي وإعادة الإعمار".
في سياق آخر، اكدت مصادر سياسية لـ بيروت تايمز ان الاتصالات الرسمية والسياسية والدينية تتكثف لمنع انزلاق لبنان إلى أتون اقتتال داخلي يشكل امتداداً للاقتتال الذي اندلع في محافظة السويداء السورية.
مصدر أمني
قال مصدر أمني "إن ردة الفعل السريعة من قبل الجيش والأجهزة الأمنية والقوى السياسية المعنية أدت للسيطرة على أي محاولة لانسحاب ما يحصل في السويداء إلى لبنان"، لافتاً إلى "أن الجيش منع قطع الطرقات، وتم اتخاذ تدابير استثنائية على الأرض، وتسيير دوريات واستحداث نقاط مراقبة لمنع تفلت الأمور وأشار إلى "أنه ما دام الاتفاق ساري المفعول في السويداء، فالأمور تتجه للتهدئة في لبنان".
وفي السياق نفسه، لفتت مصادر في "الحزب التقدمي الإشتراكي" إلى أنّ النائب السابق وليد جنبلاط يبذل جهداً استثنائياً لضبط الشارع الدرزي، وهناك تعاون كبير مع الأجهزة الأمنية لتحييد المناطق الدرزية عن أي انعكاسات أو تداعيات. ويبدو أنّ تلك الجهود نجحت حتى الآن، إذ لم تسجّل إلا حادثة وحيدة على أوتوستراد صوفر - عاليه، حيث تجّمع عشرات الشبّان وأقفلوا الطريق هاتفين: "بالروح بالدم نفديكِ يا سويداء، قبل أن يتدخّل الجيش لفتح الطريق".
لبنان تجاوز التوتر السوري
نستطيع القول ان لبنان تجاوز تمدد التوتر السوري الى مناطقه بعد ان كانت الارض على حافة الغليان.ونجحت الاجراءات والاتصالات لمنع انعكاسات فتنة السويداء عبر اجتماع لبناني- سوري عقد في الرياض لاستكمال التنسيق .
اجتماع في السعودية - وبيان مشترك
علمت بيروت تايمز من مصادر دبلوماسية عربية أن اجتماعًا أمنيًا رفيع المستوى عُقد في العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة مسؤولين من لبنان وسوريا، وبحضور ممثلين عن السعودية، الإمارات، البحرين، تركيا، الأردن، العراق، عُمان، قطر، الكويت، ومصر، وذلك في إطار متابعة تنفيذ اتفاق جدة الأمني الذي لم تُنفذ بنوده كافة حتى الآن.
ووصفت المصادر الاجتماع بأنه "مطوّل وناجح جدًا"، حيث ناقش الطرفان هواجس أمنية مشتركة، لا سيما ملف الحدود ومكافحة التهريب، وسط تأكيد على ضرورة تسريع تنفيذ ما تبقى من بنود الاتفاق السابق. وصدر عن الاجتماع بيان مشترك شدّد على دعم أمن سوريا ووحدتها واستقرارها وسيادتها، ورفض كل أشكال التدخل الخارجي في شؤونها، في موقف عربي موحّد يعكس تحوّلًا في التعاطي الإقليمي مع الملف السوري.
استنفار أمني وسياسي في لبنان: محاولات للنأي بالنفس وسط مؤشرات تصعيد إسرائيلي
أفادت مصادر أمنية لــ بيروت تايمز أن لبنان يشهد استنفارًا أمنيًا وسياسيًا متزايدًا، في ظل محاولات رسمية للنأي بالنفس عن تداعيات الفتنة السورية المتجددة، وسط قلق متصاعد من التبريرات الإسرائيلية الأخيرة لعدوانها على الأراضي السورية، التي اعتبرها مراقبون "تمهيدًا محتملًا لتصعيد إقليمي".
وأشارت المصادر إلى أن الأجهزة اللبنانية رفعت من مستوى التنسيق الداخلي تحسبًا لأي انعكاسات أمنية أو سياسية قد تطال الداخل اللبناني، لا سيما في المناطق الحدودية والشريط الجنوبي، حيث تتداخل الاعتبارات الأمنية مع التوترات الإقليمية.
في المقابل، أثارت التصريحات الإسرائيلية الأخيرة حول "أهداف أمنية مشروعة" في سوريا تساؤلات حول نوايا تل أبيب، ومدى ارتباطها بتطورات إقليمية أوسع، ما دفع مراقبين إلى التحذير من احتمال توسّع رقعة المواجهة، في ظل غياب أي مؤشرات على تهدئة مستدامة.
Comments