bah الرئيس عون واللبنانية الأولى شاركا المؤمنين بذكرى القديس شربل في عنايا - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

الرئيس عون واللبنانية الأولى شاركا المؤمنين بذكرى القديس شربل في عنايا

07/21/2025 - 05:19 AM

absolute collision

 

 

البطريرك الراعي: لبنان بحاجة إلى قادة على مثال القديس شربل ومار الياس النبيّ

 

بيروت - منى حسن - بيروت تايمز 

 

اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان لبنان يمرّ بظروف دقيقة وصعبة، تستدعي الرويّة في حلّها. وأوضح ان زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى دير مار مارون-عنايا اليوم، "هي بارقة رجاء بأن لبنان بحاجة إلى قادة على مثال القديس شربل ومار الياس النبيّ، يتكلمون قليلاً ويعملون كثيرًا. لا يسعون إلى المجد الشخصي، بل إلى العمل بصمت."

واعتبر البطريرك الماروني ان حصر المنتشرين في ستة مقاعد نيابية يتعارض مع مبدأ ربطهم بوطنهم وأرضهم وأهلهم ومشاركتهم في الحياة السياسية اللبنانيّة، وان اللبنانيين في الإنتشار يتطلعون إلى المشاركة في الإنتخابات النيابية المقبلة بكلّ حريّة في دوائرهم الإنتخابية حيث مكان قيدهم في لبنان. فلا بدّ من أجل حماية الوحدة الداخليّة من إلغاء المادّة 112 من قانون الإنتخاب الحاليّ.

مواقف البطريرك الراعي أتت خلال القداس الإلهي الذي أقيم في دير مار مارون عنايا، لمناسبة ذكرى القديس شربل، حيث اطلق مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، العمل على "درب مار شربل"، وازاحا الستار عن لوحة تذكارية تمثل افتتاح مسارات الحج على هذا الدرب، في دير مار مارون- عنايا حيث ضريح القديس.

وكان الرئيس عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون وصلا الى دير مار مارون- عنايا، عند الساعة الحادية عشرة الا ربعاً، حيث كان في استقبالهما رئيس الرهبنة اللبنانية المارونية الاباتي هادي محفوظ، ورئيس الدير الاباتي طنوس نعمة، والرئيس الجديد للدير الاب ميلاد طربيه، وجمهور الدير. ثم توجه الرئيس عون والسيدة الأولى الى الساحة الخارجية للدير، وألقيا التحية على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والسفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، وراعي ابرشية جبيل المطران ميشال عون، والمطران الياس نصار، والمطران أنطوان طربيه، وعدد من الكهنة. وتوجه الجميع الى نصب اللوحة التذكارية التي خصصت للاعلان عن الكيلومتر صفر لـ"درب مار شربل".

وبعد صلاة قصيرة، ازيح الستار عن لوحة كتب عليها: "برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، بارك صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي نصب الكيلومتر صفر مفتتحاً في سنة يوبيل "حجاج الرجاء" 2025، مسارات الحج على درب مار شربل، بحضور سعادة السفير البابوي المطران باولو بورجيا، وقدس الاب العام هادي محفوظ الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية، وقدس الاباتي طنوس نعمة رئيس دير مار مارون عنايا، 20 تموز 2025 (عيد مار شربل)." كما كتب النص نفسه باللغة الإنكليزية ايضاً.

كما ازاح الرئيس عون والبطريرك الراعي الستار عن لوحة صور تمثل الوصلتين من عنايا الى شوّان/ يحشوش (مسيرة الايمان)، ومن عنايا الى ميفوق (مسيرة النعمة) مع شرح للمناطق المذكورة.

 

القداس الالهي

ومن اللوحة التذكارية، انتقل الجميع الى كنيسة الدير قبيل بدء القداس الإلهي الذي شارك فيه ايضاً، إضافة الى الرئيس عون واللبنانية الأولى وافراد العائلة، ووزراء الدفاع والاتصالات والاشغال اللواء ميشال منسى وشارل الحاج وفايز رسامني، والنائبان سيمون ابي رميا وزياد حواط، والنائب السابق وليد خوري، والوزير السابق فريج صابونجيان، ومدير عام التفتيش المركزي جورج عطية، ومدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، ومدير عام مصلحة مياه بيروت جان جبران، ومدير عام الدفاع المدني العميد نبيل فرح، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، وقائد الدرك العميد جان عواد، وقائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، ورئيس بلدية عنايا - كفربعال مارك عبود وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير، ووجوه سياسية وعسكرية وأمنية وروحية واجتماعية، وفاعليات من مدينة جبيل والمناطق المجاورة.

 

عظة البطريرك

وبعدها، ترأس البطريرك الراعي يعاونه لفيف من المطارنة والكهنة، القداس الإلهي. والقى بعد قراءة الانجيل المقدس، العظة التالية:

"حينئذٍ يتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (متى43:13).

فخامة رئيس الجمهوريّة العماد جوزيف عون، حضرة اللبنانيّة الأولى السيّدة نعمت عون.

1. جميل عيد القديس شربل بحضوركما، وأنتما تلبّيان دعوة قدس الرئيس العام الأباتي هادي محفوظ، محاطين بالسادة المطارنة الأجلاء، والآباء المدبّرين ورئيس هذا الدير العامر، وبأصحاب المعالي والسعادة، وسائر المقامات. إننا نصلّي معكم، فخامة الرئيس، لكي بشفاعة القديس شربل، قديس لبنان، يسدد الله خطاكم، ويزيدكم حكمة وفطنة وصبراً في قيادة لبنان الذي يمرّ بظروف دقيقة وصعبة، تستدعي الرويّة في حلّها. وأنتم تؤمنون بذلك، ومن أجله تعملون وتصلون. فحضوركم اليوم، فخامة الرئيس، على رأس المصلين ليس مجرّد زيارة شخصيّة أو خطوة وطنيّة، بل وبخاصّة فعل إيمان عميق بأن لبنان، رغم كلّ شيء، لا يزال قائماً على ركيزتين: الله وقدّيسيه.

يتزامن عيد القدّيس شربل مع عيد مار الياس نبيّ الله الغيور، الذي قاده الله في الرسالة التي انتدبه لها. وهو مثال لكلّ قائد غيور متجرّد يعمل في سبيل الشعب والخير العام. نلتمس شفاعته من أجل السلام والإستقرار في بلدنا وسائر البلدان.

2. آية إنجيل اليوم: "حينئذٍ يتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (متّى 43:13)، تنطبق تماماً على القدّيس شربل الذي دخل مجد السماء، في 24 كانون الأول 1898، ليلة عيد ميلاد الرب يسوع المسيح على أرضنا. فيا للتبادل العجيب: السماء تهدي الأرض إبن الله انساناً، والأرض تهدي السماء لؤلؤة من أثمن لآلئها إبناً لله بالنعمة، شربل مخلوف! وكما أن السيّد المسيح، بتجسّده، خبّأ طبيعته الالهية وراء ضعف طبيعته الإنسانية، كذلك شربل مخلوف استترت حياة النعمة فيه وراء طبيعته البشرية المتواضعة والفقيرة. كانت قداسته مستورة في بقاعكفرا ودير سيّدة ميفوق ودير مار مارون عنايا، ودير مار قبريانوس في كفيفان، وفي محبسة القديسين الرسولين بطرس وبولس على تلة عنايا.

3. ها نحن اليوم نلتقي في عيد هذا القديس الذائع الصيت، الذي أصبح علامة فارقة في تاريخ القداسة في لبنان والعالم، حتى أصبح شاغل العالم، قديس كل الأديان والطوائف والبلدان، المتجذّر في أرض لبنان والمحلّق تحت كلّ سماء. نحن اليوم في حضرة قديس من زمن الله، عاش متجذّراً في التراب، ومحلقاً في الملكوت. رجلٍ صامت صمت الأسرار، ومتكلّم بقوّة المعجزات، رجلٍ لبناني الجسد، وعالمي الروح وسماوي الدعوة. إنه شربل ناسك عنايا، والمقيم في قلوب الشعوب، المتعبّد لله بالصمت، وخادم الجماهير بالشفاعة والشفاء. عيد مار شربل إعلان متجدّد أن القداسة ممكنة، وأن الرجاء لا يُطفأ، وأن من أرضنا المصلوبة تنبت ورود قداسة تعبق بعطر المسيح.

4. كان القديس شربل رجل ليتورجيا بامتياز، من القداس إلى القداس، ومن المذبح إلى المحبسة، ومن المناولة إلى الإستشهاد الصامت. فبنذوره الرهبانيّة الثلاثة، الطاعة والعفّة والفقر، قدّم ذاته بكليّتها لله، مستشهداً جاعلاً نفسه تقدمة كاملة مرضيّة لدى الله. فبالطاعة تخلّى عن إرادته ليعتنق إرادة الله. بالعفّة تخلّى عن كلّ ميل وفكر ونظرة ليملأ عينه وقلبه وعقله من نور المسيح، ويكرّس حبّه وكلّ جسده وروحه لله. بالفقر تخلّى عن كلّ خيرات الدنيا ليغتني بالله. كانت حياته قداساً دائماً، وصلاته تسبيحاً صامتاً، وصمته نشيداً مرفوعاً إلى الله. في كلّ مرة نستحضره، أو نقف أمام صورته، أو نخشع أمام ضريحه، نعلن أن الحياة المسيحية في جوهرها، تقديس للزمن، وتكريس للذات، واتحاد دائم بالمسيح المصلوب والقائم. هذه هي الرسالة المسيحيّة نعيشها تحت كلّ سماء.

فخامة الرئيس،

5. إن زيارتكم التقوية اليوم إلى ضريح القديس شربل، هي بارقة رجاء بأن لبنان بحاجة إلى قادة على مثال القديس شربل ومار الياس النبيّ، يتكلمون قليلاً ويعملون كثيرًا. لا يسعون إلى المجد الشخصي، بل إلى العمل بصمت. لبنان بحاجة إلى بصيرة القديس شربل وجرأة مار الياس، وقرارهما المدروس والملتزم. في زمن يعاني فيه لبنان من اهتزازات سياسية واقتصادية واجتماعية، يطلّ علينا مار شربل كشاهد صادق يقول لكل مسؤول ولكل مواطن: "ارجعوا إلى الله، ارجعوا إلى الأخلاق، ارجعوا إلى لبنان الحقيقي، ارجعوا إلى الشجاعة الداخلية والحكمة والقرار الواضح والصحيح، ارجعوا إلى التجرّد الشخصي من أجل الخير العام.

6. في خضمّ الأخطار التي تهدّد لبنان في كيانه ووجوده من جرّاء ما يحدث فيه ومن حوله، نشهد اليوم وبكلّ أسف خلافًا وانقسامًا بين السياسيين حول المادة 112 من قانون الإنتخابات النيابية الحالي. فقد عُلقت هذه المادّة وبحق في انتخابات 2018 و2022 لعدم صحّتها؛ فاستحداث ست دوائر انتخابية للبنانيين غير المقيمين مخالف لمبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين المقيمين والمنتشرين، وهو مبدأ يضمنه الدستور والنظام الديموقراطي عندنا. إن حصر المنتشرين في ستة مقاعد نيابية يتعارض مع مبدأ ربطهم بوطنهم وأرضهم وأهلهم ومشاركتهم في الحياة السياسية اللبنانيّة. ما نشهده في المادة 112 هو عملية اقصاء يلغي حقّ المنتشرين الطبيعي بالتصويت في كلّ الدوائر الإنتخابية المئة والثماني والعشرين على مساحة الوطن. إن اللبنانيين في الإنتشار يتطلعون إلى المشاركة في الإنتخابات النيابية المقبلة بكلّ حريّة في دوائرهم الإنتخابية حيث مكان قيدهم في لبنان. فلا بدّ من أجل حماية الوحدة الداخليّة من إلغاء المادّة 112 من قانون الإنتخاب الحاليّ.

7. فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء لكي يجعلنا الله، على مثال القدّيس شربل، نقف وقفة ضمير جماعيّة، يعود فيها كلّ اللبنانيّين إلى اكتشاف معنى العيش المشترك، وقيمة القداسة في حياتنا. ونسأله تعالى أن يبارك فخامة رئيس الجمهوريّة وأركان الدولة، ويكون رفيقهم في الطريق الصعب، ونورًا في قراراتهم، وسندًا في مسؤوليّاتهم. فنرفع المجد والتسبيح للآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين."

مأدبة غداء

وبعد انتهاء القداس، تسلم الرئيس عون من الاباتي محفوظ هدية تذكارية عبارة عن مجسم لارزة لبنان يحتوي على ذخائر القديسين اللبنانيين، وعلبة أخرى تتضمن بخوراً وزيتاً مقدساً وشموعاً مباركة.

واقامت الرهبنة مأدبة غداء على شرف الرئيس عون واللبنانية الأولى والبطريرك الراعي، احتفالاً بذكرى القديس شربل وباطلاق العمل بدرب مار شربل. وتوقف الرئيس عون والسيدة عون في محطات من الكنيسة الى مبنى الدير، حيث تبادلوا اطراف الحديث مع المواطنين والتقطوا صوراً تذكارية معهم.

وقبل الغداء، زارت السيدة عون ضريح القديس شربل حيث تلت صلاة شخصية، واضاءت شمعة.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment