bah الديكتاتورية، الانفصال وإلا النظام الاتحادي - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

الديكتاتورية، الانفصال وإلا النظام الاتحادي

07/26/2025 - 07:31 AM

Prestige Jewelry

 

 

بقلم المحامي فؤاد الأسمر

 

قسمت اتفاقية سايكس - بيكو، التي عُقدت في العام ١٩١٦، أملاك السلطنة العثمانية في المشرق العربي إلى مناطق نفوذ فرنسية وبريطانية.

والواقع ان هذه الاتفاقية لم تحترم تعدد الهويات الثقافية لشعوب المنطقة، بحيث دمجتها ضمن دول أحاديّة مركزية. وبعد نيّل هذه الدول استقلالها، شهدت، بفعل عدم تجانس مكوّناتها، الانقلابات والصدامات الدموية التي لم تهدأ إلا بفعل وصول الديكتاتوريات العسكرية إلى السلطة، وخاصة في سوريا والعراق، حيث قمعت شعوبها وحكمتها بالنار والبارود، وحتى بالأسلحة الكيميائية.

واليوم مع زوال هذه الديكتاتوريات، تحركت من جديد العصبيات والغرائز المذهبية والطائفية والعنصرية، وعادت مشاهد المجازر اليومية والصدامات الدامية بين مكوّنات هذه الشعوب لتطغى من جديد على الأرض.

ففي الواقع أن مختلف الدول ذات الهويات المتعددة عانت الحروب والصدامات بين مكوّناتها، فذهب قسم منها إلى الانفصال، بحيث تضاعف عدد دول العالم من /١٠٢/ دولة في العام ١٩٥٠ ليبلغ /٢٣٠/ دولة في العام ٢٠٠٠، في حين أن قسماً آخر قرر تنظيم التعايش في ما بين مكوّناته، ونتج عن ذلك واقع مفاده أن ٤٠٪؜ من سكان العالم يعيشون اليوم ضمن دول اتحادية.

راهناً نحن نعيش التجربة ذاتها وأمامنا خيار من ثلاثة : إما العودة إلى الديكتاتوريات على قاعدة "ظلم في الرعية عدل في السوية"، وإلا تقسيم المنطقة بحسب هويات شعوبها، وإلا إقرار النظام الاتحادي الذي حافظ على وحدة البلدان التي تبنّته ونجح في تحقيق التفاعل الحضاري الإيجابي بين مكوّناتها الثقافية ، وأرسى السلام والازدهار في ربوعها.

فمتى سنحكّم العقل ونوقف لغة التخوين والغوغائية ونتعلم من تجارب الدول المتطورة والناجحة والتي وفّرت الأمن والسلام والرخاء لشعوبها؟

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment