bah بين المصارحة والتصعيد... هل ينجو لبنان من اختبار السلاح؟ - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

بين المصارحة والتصعيد... هل ينجو لبنان من اختبار السلاح؟

08/01/2025 - 17:52 PM

بيروت

 

 

بيروت - بيروت تايمز - تحليل اخباري - سياسي من اعداد الاعلامي جورج ديب

 

في لحظة سياسية دقيقة، يتقاطع فيها الداخل اللبناني مع تحولات إقليمية متسارعة، جاء لقاء الرئيس جوزاف عون بالنائب محمد رعد ليكشف حجم التباينات الكامنة خلف الخطابات الرسمية. فبين دعوة رئاسية لحصر السلاح بيد الدولة، وتمسك "حزب الله" بمعادلة المقاومة، يتجدد السؤال: هل نحن أمام بداية حوار جدي، أم على أعتاب تصعيد سياسي جديد؟

اللقاء، وإن حمل طابعًا تشاوريًا، يعكس قلقًا متناميًا من انفجار محتمل في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، حيث يُطرح ملف السلاح في توقيت بالغ الحساسية. وفي ظل غياب تفاهمات واضحة، تبدو الرئاسة أمام اختبار مزدوج: الحفاظ على التوازن الوطني، دون التراجع عن منطق الدولة.

بيروت تايمز، إذ تواكب هذه التطورات، ترى أن أي نقاش حول السلاح يجب أن يتم ضمن رؤية وطنية شاملة، تُراعي التحديات الأمنية والسياسية، وتحفظ وحدة المؤسسات. فلبنان لا يحتمل مغامرات جديدة، بل يحتاج إلى مصارحة مسؤولة، لا إلى مزايدات ظرفية.

في ظلّ تصاعد التوترات السياسية والضغوط الإقليمية، عُقد مساء الخميس لقاء بارز في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، وذلك بعد ساعات من خطاب رئاسي حاسم دعا فيه الرئيس إلى حصر السلاح بيد الجيش اللبناني، في إشارة مباشرة إلى سلاح "حزب الله".

اللقاء، الذي لم تعلن عنه الرئاسة رسميًا، وصفته مصادر الحزب بأنه "جلسة مصارحة في الكثير من الملفات"، دون التوصل إلى صيغة تفاهم نهائية. غير أن النقاشات فتحت الباب أمام حوارات رئاسية مرتقبة تشمل رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام.

خلفيات اللقاء: خطاب عون يربك التوازنات

بحسب مصادر مطلعة، فإن "حزب الله" عبّر عن استيائه من غياب الإشارة إلى "استراتيجية الأمن الوطني" في خطاب الرئيس، وهي نقطة كانت تشكّل أحد أركان خطاب القسم. كما أبدى الحزب تحفظه على ترتيب الأولويات في الموقف اللبناني من الطرح الأميركي، خصوصًا تغييب التأكيد على أن وقف العدوان الإسرائيلي يجب أن يكون مدخلًا لأي نقاش داخلي حول ملف السلاح.

جلسة الثلاثاء: اختبار سياسي جديد

الجلسة الحكومية المرتقبة يوم الثلاثاء المقبل في قصر بعبدا تُعد محطة مفصلية، إذ من المتوقع أن يُطرح فيها بند يتعلق بتنفيذ البيان الوزاري، لا سيما ما يخص بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية. رئيس الحكومة نواف سلام شدد في تصريح له بمناسبة عيد الجيش على أن "لا إنقاذ للبنان إلا بحصر السلاح في يد الجيش وحده".

ورغم التحفظات، تشير المعطيات إلى أن وزراء "الثنائي الشيعي" (حزب الله وحركة أمل) يتجهون للمشاركة في الجلسة، في محاولة لتأكيد أن النقاش حول السلاح يجب أن يتم بالحوار الداخلي وتحت سقف المصلحة الوطنية، لا عبر ضغوط خارجية أو فرض أمر واقع.

رسائل وتحذيرات متبادلة

مصادر سياسية كشفت أن رئاسة الجمهورية تلقّت رسائل واضحة تحذّر من خطورة طرح ملف السلاح على جدول الأعمال دون تفاهم مسبق، معتبرة أن أي تجاوز للتوازنات القائمة قد يُقابل بتصعيد سياسي. ومع ذلك، لا يزال "حزب الله" يعوّل على موقع الرئاسة كضامن للتوازن الوطني، رغم أن خطاب الرئيس الأخير لم يلبِّ تطلعاته بالكامل.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment