الاب الدكتور نبيل مونس
أيها الإخوة، يا أبناءَ ذرّيةِ إبراهيم، ويا أتقياء اللهِ فيكم، إن كلمةَ الخلاصِ هذه قد أُرسلتْ إلينا نحن.
(أعمال 13:26)
أيها الأحبّة،
أيها المؤمنون،
يا أبناءَ إبراهيم في كلِ أرض وكل زمان،
هل من يسمع؟ هل من يقرأ؟ هل من يعقل؟
منذ القِدم، ومنذ فجر الخليقة، أعلن الله عن إرادتِه:
"نخلق الإنسان على صورتنا كمثالنا."
(تكوين 1:26)
فكان الإنسان مخلوقًا مكرّمًا، نبيلًا، مقدّسًا، يحمل في ذاته ختم الخالق، لا ختم الملوك ولا سطوة السلاح.
ولكن، إلى متى نُكذّب هذه الحقيقة؟
إلى متى نسمح للرفضية الدينية، أوِ الإلحادية، أوِ التطرّف الأعمى أن تمحو من قلوبنا صورة الله؟
نرى الدم يُهرق في دمشق وبيروت، في القدس وغزة، في بغداد والقاهرة، في عمان وطهران…
ونسأل:
أيّ دين يُحِلّ دمَ الأخ؟
أيّ سلطة تُبرّر قتلَ الإنسان؟
أيّ يدٍ إلهيّةٍ أو علمانيّة أو سياسيّة تملك الحقَ في سحق كرامةِ البشر؟
أيّها الإخوة،
كفى قتلًا باسم الرب،
كفى خداعًا باسم المصلحة،
كفى مراوغة باسم الشعارات.
أقولها كما قال بولس:
إليكم أُرسلتُ كلمةُ الخلاص.
إليكم أُعطيت كلمة "السّواء"، منذ أزمان بعيدة،
فلماذا تُخفى؟ ولماذا تُغتال تحت العمائمِ والتيجانِ والعروشِ والحدود؟
لا نُريد دياناتٍ تمتهن الإنسان، ولا دولًا تستهلك أرواحَ الشعوبِ في سبيلِ السلطة.
لا نُريد عقائد تُبرّر الاستبدادَ، ولا شعاراتٍ تُشرعن الكراهيةَ.
لقد تعبنا … تعبنا من لعبة الأمم، من شطرنج الأسيادِ، من صمتِ الحكماء.
كلمةُ الرّب لا تُستورد.
الحقُ لا يُعلّب.
الخلاصُ لا يُشترى ولا يُباع.
إلى أبناءِ إبراهيم – من جديد:
- ارمِ سلاحَك!
- انزعْ قناعَ الحقدِ والكراهية!
- افتح أذنيْك لصوتِ الله لا لصوتِ السوق، والدم، والبارود!
افتحْ قلبك لكلمةِ الله…
فهي لا تأتي لتُدين، بل لتُخلّص.
لا تأتي لتجعلَ منك أداةَ قتلٍ، بل إناءَ محبّةٍ.
من على هذا المنبرِ،
ومن عمقِ الإيمانِ الذي ورثناه من إبراهيم وموسى والمسيح،
ومن روحِ الله الذي أُفيضَ علينا،
نُعلنها: كفى!
كفى ذبحًا وكذبًا واستغلالًا باسم الله.
"طوبى لصانعي السلام، لأنّهم أبناء الله يُدعون."
(متى 5:9)
* خادم رعية سيدة لبنان في ولاية أوكلاهوما الاميركية
Comments