الرئيسية

مقالات وآراء

الرابطة المارونية و"الحصاد الكثير" الذي ينتظرها

08/09/2025 - 18:54 PM

بقلم المحامي فؤاد الأسمر

الحرب اللبنانية انفجرت عام ١٩٧٥ بين فريق، بثقله المسيحي، ينادي بنهائية الكيان اللبناني، وبين أفرقاء مختلفين أيدوا ابو عمار ومشروع "طريق القدس تمرّ بجونيه".

رغم ضراوة الحرب وشراستها، حافظ المسيحيون على قوتهم وثباتهم بفعل الدور المحوري الذي لعبته الجبهة اللبنانية، فهي لم تكن العقل الحافظ والموّجه للمسيحيين فحسب، بل كانت حارس الهيكل اللبناني والمؤتمنة على ثوابت وقيّم هذه الأرض وأبنائها.

انما للأسف أسقطت أمراض السلطة وحروب "الإخوة" هذه الجبهة، فكان أن تاه المسيحيون وتقاتلوا فخسروا الحرب ونكّلت سلطات الاحتلال السوري بهم، وهم اليوم على تشرذمهم تنهش بهم أحقاد الماضي وجراحه.

إن الرابطة المارونية، والتي تشكّل الوجدان الماروني وتتكامل في دورها الوطني والانساني والاجتماعي مع حضور غبطة البطريرك، وبما تزخر به من نخب راقية، رئيساً ونائب رئيس وأميناً عاماً وأعضاء، بتاريخهم العريق وثقافتهم الوطنية وإنجازاتهم المُشَرِّفة، هي مدعوة للاضطلاع بالأمور وأن تكون الفكر الموّجه والحافظ للمجتمع المسيحي وللبنان ككل.

إن مسؤولية الرابطة المارونية هي أن تنجح حيث فشل الجميع لغاية الآن، فعليها بدرجة أولى أن تجمع مختلف المرجعيات والأحزاب والقوى المسيحية دون استثناء ضمن جبهة موّحدة، فتنزع الأحقاد وتنظم الاختلاف وترسي أسس الحوار البنّاء في أرجاء البيت الواحد.

كما وعليها اعادة المسيحيين إلى الدولة من باب الإيمان بها والاستقرار في وطنهم واستعادة جنسيتهم والحدّ من هجرتهم ومشاركتهم في الحياة والوظائف العامة.

والمهمة الجوهرية أيضاً هي إنهاء الحرب وتداعياتها، التي لم تنتهِ بعد، عبر تحقيق المصارحة والمصالحة الوطنية الحقيقية الجامعة، وتنقية الذاكرة وتركيز دعائم نهائية الكيان اللبناني ومنع الانزلاق إلى الحروب، وعليها تكريس ثقافة دستورية ووطنية جديدة تحترم الهويات الثقافية المتنوّعة وتحقق التفاعل الإيجابي في ما بينها كما والمساهمة في رسم استراتيجية وطنية ازاء التحولات الجذرية في المنطقة.

"الحصاد كثير والفعلة قليلون" فهل تنجح الرابطة المارونية بقيامة الموارنة وتوأم روحهم لبنان؟