عبد حامد
نعم، هذا هو لبنان عبر تاريخه كله، قديمه وحديثه، علم العالم الحرية والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان وكرامته. وفي كل مره يتعرض فيها للغزو والاحتلال سرعان ما يتداعى سائر أبناء شعبه معا، لأنتزاع كامل حقوقهم وحرياتهم وسيادة واستقلال وطنهم.
رغم انف كل اعداء لبنان وامته، ومهما كان بحوزتهم من قوة بطش وأسلحة فتاكه وجيوش جراره. ورغم انف كل من مات ضميره وباع وطنه، وبات ليس سوى أداة رخيصة لخدمة مصالح اعداء شعبه ووطنه.
لقد عاهد جيشه المقدام أبناء شعبه ووطنه وقيادته وامته، على الدفاع عن كرامة واستقلال وسيادة لبنان وطنا وشعبا ودولة. واليوم باشر بتجسيد هذا العهد الكبير والنبيل، على أرض الواقع وضحى بسخاء منقطع النظير بحياة ودماء ابطاله الكرام الكبار، لتحقيق ما يطمح إليه كل أبناء لبنان وامته.
التف اليوم كل اللبنانيين وحكومتهم وأبناء امتهم وكل أصدقاء لبنان والحرية والكرامة حول قوى الجيش. وباتت غايتهم الكبرى هي ذاتها، بناء دولة قوية، تبسط هيبتها على كامل التراب اللبناني، وتصون حقوق الشعب وتحفظ كرامته.
مبروك لأهلنا اللبنانيين وكل العرب واحرار العالم، انطلاق مسيرة أستعادة مكانة ودور لبنان الذي عرفه العرب والعالم. والف ألف مبروك لصحيفتنا الغالية بيروت تايمز "الغراء" إطلالة هذا العصر الجديد والمجيد الذي لطالما بذلت المستحيل منذ تأسيسها وإلى اليوم لإنجازه.
كنا نود أن نكتب عن قضايا هامة أخرى، لكن، ازاح الموقف البطولي النبيل والمشرف، لبواسل جيشنا المقدام جيش كل عربي وكل حر كريم، كل ما كنا نود الكتابة عنه، لننشغل به ونكتب ونعتز ونفتخر.
لبنان اليوم، يرفض رفضا قاطعا، أن يكون تابعا لأي قوى دولية كبرى، فكيف والحال هذا يقبل أن يكون تابعا لفرد كائنا من يكون أو لميليشيا، أن لبنان اليوم هو سيد نفسه لبنان الاحرار لا العبيد. ولبنان لم يفرق بين عربي واخر فكيف يتوهم أحد انه يفرق في تعامله بين مواطنيه.
هذا هو جوهر ومعدن لبنان وموقفه من قبل أن تتدخل هذه الجهات الغربية عنه والهدامة التي غيرت وجهه الحقيقي وغيبت دوره المشع، ومكانته اللامعة المعروفة، ولا خلاص للبنان إلا بخلاصه منها.
المجد والخلود لشهداء الجيش اللبناني البواسل، من عناصر فوج الهندسة واللواء الخامس والشفاء العاجل للجرحى الابطال.
Comments