bah شكل الدولة السورية لا يحسم عبر تفاهمات فئوية - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

شكل الدولة السورية لا يحسم عبر تفاهمات فئوية

08/10/2025 - 18:19 PM

Atlas New

 

 

 

د. عبد الحفيظ عبد الرحيم محبوب *

أثار مؤتمر الحسكة في 8/8/2025 في شمال شرق سوريا كان بمثابة تحالفا هشا، اجتمع في هذا المؤتمر أطرافا متضررة من انتصار الشعب السوري، وهذا المؤتمر تمثيل بقوة الأمر الواقع، وهي جماعات تنكر ثوابت الدولة القائمة على جيش واحد، حكومة واحدة، بلد واحد.

هذا المؤتمر لا يمثل اطارا وطنيا جامعا، بينما المشروع الوطني يلتف حول وحدة سوريا أرضا وشعبا وسيادة، هي محاولات تدويل الشأن السوري واستجلاب التدخلات الخارجية التي تلتقي معها في إبقاء سوريا ملتهبة أو منهارة لأن وحدة سوريا تعتقد بعض الدول الإقليمية أنها تهدد مكانتها مستقبلا أو حاضرا، عدا تركيا التي ترى في وحدة سوريا يصب في صالحها خصوصا انها متضررة من قسد، وترفض أن تحصل على حكم ذاتي يدعم أكراد تركيا على المطالبة بحكم ذاتي بعدما توصلت معهم على تسليم السلاح للدولة والنزول من جبال قنديل.

شكل هذا المؤتمر ضربة لجهود التفاوض القائمة، بل تتهرب قسد من تنفيذ اتفاق 10 مارس 2025 فيما يتعلق بتشكيل نواة جيش وطني جددي وتعديل التقسيمات الإدارية، الغريب أن مظلوم عبدي حينما يظهر على قنوات عربية يتحدث عن سوريا الموحدة والجيش الموحد، وعندما يظهر على قنوات كردية يتحدث عن اللامركزية السياسية، ومع المنصات الغربية يتحدث عن خطر الإرهاب ومظلومية الأقليات، حكومة سوريا الجديدة لا تهتم بذلك، لكنها ترفض أن تشارك في أي اجتماعات مقررة في باريس، ولن تجلس على طاولة التفاوض مع أي طرف يسعى لإحياء النظام القديم تحت أي مسمى، أو الاستقواء بالسلاح في أي حوار سوري سوري، بل تطالب بنقل جميع المفاوضات إلى دمشق باعتبارها العنوان الشرعي والوطني للحوار بين السوريين.

شكل الدولة لا يحسم عبر تفاهمات فئوية، بل عبر دستور دائم يقر عبر استفتاء شعبي يضمن مشاركة المواطنين، بدلا من استئثار فئات انفصالية بمشروع الدولة، ومحاولة الترويج للامركزية السياسية التي تعني تقويض سلطة الحكومة الوطنية وهو ما ترفضه الحكومة السورية الجديدة بدعم إقليمي دولي، بينما هي تؤمن باللامركزية الإدارية التي تعترف فيه بتوزيع السلطات والمسؤوليات الإدارية بين الحكومة المركزية والوحدات المحلية الإدارية.

تعتبر الحكومة السورية أن مؤتمر الحسكة تحالف هش لا يمثل إطارا وطنيا جامعا، فيما هذا المؤتمر يقصي بقية الأطراف، وتصبح متضررة من هذا المؤتمر، والأخطر أنها تحاول احتكار تمثيل المجتمع بقوة السلاح وبقوة الأمر الواقع، فيما جميع مكونات الشعب ترفض هذا المؤتمر، أو ترفض أن يتم تمثيلها في هذا المؤتمر، وتستند إلى دعم خارجي، وتود الهروب من استحقاقات الواقع والمستقبل، ويزعجها ضخ الاستثمارات السعودية والاماراتية والقطرية وغيرها في سوريا الجديدة لنقلها إلى مصاف الدولة القوية تعتبرها تهميشا لدورها الذي توده في ظل ورثة حكومة أحمد الشرع تركة ثقيلة لكن بدعم إقليمي ودولي تمكنت الحكومة من انتشال سوريا من الفراغ والتهميش.

 ولا يمكن لجماعات فئوية أن تفرض رؤيتها على شكل الدولة السورية، ومحاولة تدويل الشأن السوري واستجلاب التدخلات الخارجية من أجل إعادة فرض العقوبات الدولية التي قرر ترمب أثناء زيارته الرياض والالتقاء بالرئيس أحمد الشرع رفع العقوبات عن سوريا، فيما يتحدد شكل الدولة السورية عندما يضمن مشاركة جميع المواطنين على قدم المساواة، ويحق لأي فرد او جماعة طرح رؤاها حول شكل الدولة، لكن دون فرض بل يكون عبر الحوار العام وعبر صناديق الاقتراع، لا عبر الاستقواء بالسلاح أو الاستقواء بالخارج فهو مرفوض ويقود إلى صدام مسلح، يتزامن مع القرار الإقليمي الدولي بنزع أسلحة المليشيات في المنطقة منها حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، ولن تقبل الدول الإقليمية والدولية أن تتم شرعنة أي سلاح لمليشيات في سوريا الجديدة.

 

 

*أستاذ الجغرافيا السياسية والاقتصادية بجامعة أم القرى سابقا

    Dr_mahboob1@hotmail.com

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment