bah اخرته مجتمع = من خواطري - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

اخرته مجتمع = من خواطري

08/12/2025 - 02:21 AM

Atlas New

 

 

بقلم منى حسن

 

‏أي مجتمع فيه الكويس والوحش والخير والشر والكذب والصدق والجمال والقبح والغدر والشهامة والمصلحة والعطاء وغيره من صفات كثير موجودة فيه ده غير معتقداته وتقاليده وتاريخه ومعدلاته بحسابات تانيه..

‏المجتمعات بتقاس بشعوبها بعاداتها وتقاليدها وأصولها وثقافتها وتأثيرها بالبيئة ومع الوقت بتاريخها وتراثها وارثها وأحداث لمت بها على مدار السنين

 المجتمع عبارة عن مجموعه فى دوائر صغيرة جوه بعض، المجتمع الكبير هو ارض هو البلد هو الشعب، المجتمع الأصغر دواير ناس او المجموعه المحيطه في عمله، في تعاملاته، في الشارع، وبعد كده بتدخل على دائرة ثانية اللي هي اجتماعياته زي النادي ده مجتمع، لو بتعمل حاجة تطوعية ده مجتمع، الشغل ده مجتمع، لو دخلت فى اى مجال معين ده مجتمع، الجيران مجتمع، تعاملاتك اليوميه جزء من مجتمعك .. الخ

 المجتمع مقصود بالمعنى، التعاملات مع مجموعة من الناس حواليك، لحد ما بتوصل لمجمعتك وهم الأهل وهو بدايه نشأتك ومجتمعك..

المجتمع له أصول وقوانين بتكتسب من البيئه المحيطه به..

طول ما أنت ماشي فى حياتك شخصيتك بتتبلور وتكتسب مسؤولية وخبره ونظره جديده، وان كان الناس مختلفة تتسأل إزاي المجتمع ده يكون بيتعامل بالأسلوب والفكر ده، والناس اللي في منتقاة راحت فين، والأصول والبيت والأهل والترابط والتربيه فين!

 بيشوفها بنظرتهم مثلا في مجال معين ومعظم اللي فيه تقريبا ثقافتهم ونشأتهم وتربيتهم زي بعض، او فى اماكن اجتماعية، زى نادي منتقى الناس اللي بتدخله ومعروف عائلتهم وبتربوا اولادهم وبيكبروا فيه، ان الاختلافات واضحة وسريعه

بان الزمن اتغير، دلوقتي عمارتك أتغير سلوك جيرانك، وبقى في كمباوند، وبقى في حياة ثانية، وفي طريقة ثانية، وفي أسلوب تعامل مختلف، ومجتمعات بمستويات وخلفيات تانية غير مجتمعات زمان، المشكلة في تشكيل الزمن، والاستغراب!

الناس بتستغرب ردود أفعال وتعامل اللي حواليهم، سواء في نطاق معين، تجمع معين او وسط معين، من طبقة معينة، ويبقى مش عارف هم ليه بيفكروا او بيتصرفوا كده.. التساؤل مين دول؟

ولأن البني آدم اتخلق مختلف، وكل واحد عنده شخصية مستقلة، يعيش حياته بطريقة تفكيره وطريقة نشأته بالبيئة اللي اتولد فيها بثقافته، وهنا بيفرق تواجده لو مجتمعه اختلف، وبمحاولات ملئ نقصه بالتجارب واكتساب أسلوب وطريقة واقتباس فكر ليجاري الاختلاف، فهي تؤثرعلى تكوينه وعلى ردود أفعاله وتصرفاته وتفاعلاته لانها مكتسبه..

 دائما أقول النفوس البشرية غير سوية وغير متساويه لأنها شخصية معقدة جدا، تفكير البني آدم، غير إحساسه، غير تفاعلاته، غير معاملاته، مع ان هما كلهم مرتبطتين ببعض، ولكن في نفس الوقت للأسف الشديد مش كل بني آدم بيظهر اللي جواه بطريقة صح، ومليان أشكال مختلفة، منهم الممثل على خشبه مسرح الحياه، ومنهم المنافق، والمقتبس، ومنهم المصلحجي..الخ، ومنهم بيظهر بأفعاله، ومنهم كثير بكلامه ولكن فعلوا مناقض، ده غير الطريقه العذبة من له أهداف ومصلحة.. ولكن منهم الصادق والعطاء والشهم، فهو البني آدم الطبيعي السوى بالعطاء والحب والسلام وهم قله فى المجتمع..

محدش معصوم من الخطأ وكل الناس عندها اخطاء، ولكن تلافى الأخطاء هى قليل من يقدر بصدق يواجهة نفسه، عشان يكون بني آدم أحسن، عشان يطور من نفسه، ويطور من طريقته لنفسه، ويقدر يساعد بها الناس اللي حواليه..

المجتمعات كلها دلوقتي تحت تأثير غريب جدا، كأنه أتنقل لمدار تانى (وهو فعلا اتنقل لمدار تانى) بس مدار وقع منه حاجات كتيره أو تغربل منه حاجات بالزياده والصفات اللي تغربلت هي أصلا موجودة في فطريه البني آدم ولكن كأنها غاصت جواه واتشمع عليها..

الخير وشر دول صفات بتدور عليها حياة البني آدم كلها، لأن الخير هو العطاء، إنما الشر هو أذية، ولكن لو فكرنا لو فضل الخير بس في الدنيا هيبقى مشكلة كبيرة قوي، لأن البني آدم تلقائيته حتكون كده مافيش فيها تجديد، مش حايفكر إزاي يتطور، حايبطل يفكر، لان الإحساس بالمودة والعطاء هي متواجدة فى فطريته ولأنها خير رح يكون التعود وتيرتها..

اما لو الشر اللى موجود بس، حيكون كله دمار واذيه وغدر وأنانية، وقتل، وكراهيه، مصلحه طاغيه.. علشان كده في ميزان، اسمه الخير والشر..

علشان البني آدم يقدر يوازن ما بين الاثنين، ويقدر إن يحجم الشر، ويحسن ويفكر ويبدع ويشوف إزاي يتطور ويبقى للأحسن لفعل الخير، أما باقى الصفات، لو مسكنا واحدة واحدة زي الكذب والصدق..

 الكذب والصدق ما بيتفقوش مع بعض، لأن اللي يكذب ده معناه أولا مش أمين، ممكن يخون، ممكن يغدر، ممكن يسرق، ممكن يعمل أي حاجة في الدنيا، لأن المبدأ بتاعه مبنى على الجبن والخوف والاستسهال، وانه مش عارف يعمل حاجة ليواجهه بالحق، وللأسف الشديد الكذب صفه دي من النشأة، من التربية، لانها هي اللي بتوجه بان البني آدم يبقى صادق او انه يبقى كداب، الخوف والتهديد وعدم الأمان و قله الحب والاحتواء من الأسباب الأساسية المؤدية للصفه دى..

اما الصدق فهو أقصر الطرق للمواجهه وتصفية حسابات والأمانة، الصدق صفه جميله لانها هيه الحق. ومن الصفات ايضاً، الجمال والقبح.. فان الحاجة الوحشة هي انعكاس دواخل البني آدم بتكون مراية شخصيته، ده غير بيبقى عنده عدم تميز للحاجة الحلوة او تقدير ولا ذوق، يفقد لذة الجمال والتعامل بحس للآخر..

اما الجمال حاجة بتسر القلب، وتسر الروح والعين، بتغذى الفكر، بتحسن المعامله، لأن الجمال هو اللي بيخليك عندك طاقة إيجابية، تخلي عندك إبداع في حياتك، بمعنى إنك تشوف الحياة من منظورها الإيجابي، اللي فيه راحة وسلام وسكينة، لأنك أصلا عايش فى لوحه إبداعية ربنا خلقها، وان كان من المهم إنك أنت تقدر تحس بيها وتشوفها، علشان هي دي اللي بتمدك بالتقدير والاحساس، والروح الجميله اللي بتعيش بيها وبأن فيه حاجة حلوة حواليك وجواك، وكمان بزياده حس حلاوة التعامل والتسامح مع الناس ورؤيتك لهم، بترجع الإنسانية والحب والمودة والرأفة جواك.. الجمال بيرجعك إنسان..

 أما الغدر والبخل والشهامة والجدعنة والمصلحة والمفلس إبداعيا وغيرهم فدى كلها حاجات مكتسبة من البيئة والنشأة والعيشه والتعاملات من المجتمع اللي انت عايش فيه..

 البساطة والصدق والصراحة والتواضع والحنية والكرم والأخلاق السمحة والضحكه البشوشه صفات من مفاتيح تكوين الشخصية السوية ده معناه انه انسان صفات تشع إيجابية وجبر خاطر وامان للمجتمع حواليه واللي عايش فيه ويتعامل معاه.. وانه عكس مجتمع مليان سلبيات..

 المجتمعات بتفرق بثقافتها وتطورها بالتعليم والرعايه الصحيه وتوفير الراحة والامان لصالح لشعوبها، مش بفتح درج لقضاء مصلحه ولا طول الوقت بحلفان كاذب او بغش منتج لزياده بيع او زياده سعر لربح او قله نظافه وعدم الالتزام بالقوانين او بهدم حياه وتاريخ أوعدم احترام الآخر بسلوكيات سلبيه وغيره من سلبيات لا تتوافق لتحسين تطور مجتمع خبرة البني آدم بتطور وبتزيد مع كل مرحلة عمرية، الميزة أن ما تاثرش على كينونتك، وان تتعلم منها وتتعامل بها، ولكن بحكمة لردود أفعالك و تقييمك للأمور وللناس والمجتمع..

 المقصود بـ استغراب الناس من كل حاجة بتحصل في المجتمع حواليهم، هما نفسهم الأسباب، سواء بتصرفاتهم وأسلوبهم مع الناس، سواء من تغيراتهم، لأنهم مش شايفين نفسهم وتغيرهم، وخصوصا ان كمان حواليهم ناس كتيرة اتغيرت، وظروفها اتغيرت! ده بيخلي عندهم صدمة من ردود الأفعال.. ولأن من الأسباب الناس بتكبر مع الوقت والزمن بيتغير عليهم فبيختلف المفاهيم ولكن..

صحيح البني آدم بيكبر وحياته بتطور ويتغير، ولكن استغرب الناس هو التغيير من الأساس وأصولهم، لأن في أساسيات فى شخصية البني آدم ما بتتغيرش: طبعه، طريقته، أسلوبه، هي دي اللي بتخلي الناس تستغرب، لما الطباع تتغير، لما المفاهيم وطريقة الفكر والتعامل يتغير، لما اصل البني آدم يتغير، او يبان على أصله، هي دي المفاتيح الصغيرة عليها علامه استفهام!

 متفرقش جنسه ايه،غنى ولا فقير، متفرقش هو طبقته ايه، كل الناس ولاد ناس، لكن في فرق بين ولاد الناس والأصول، بمعنى أن أولاد الأصول، اتربى إزاي ونشأ إزاي، الصح والغلط كان معاييره ايه، الامانه والصدق كان ايه، المسؤولية والعطاء والالتزام، والأدب والاحترام والنظام، والمفروض والمش مفروض، والحب والعطاء كان عندهم إزاي، هما دول اللى أساسهم راسخ متين، مفيش حاجة بتأثر فيهم، وهم اللي بيستغربوا بالتغيرات اللي بتحصل حواليهم في المجتمع وتعاملاتهم مع الناس حتى اليومية، واللي هم بيشوفها متغيرات المدار الجديد اللي اتنقل له المجتمعات.. وان كان أنهم هم ثابتين زي ماهم!

وان ايضا فيه مجتمعات لسه ما اتأثرتش وإن كان ضغوطاتها مختلفة، ولكن عايشه عيشه طبيعية بكل صفات الزمن الطبيعي، لسه بفطرتها وإنسانيتها وجمال روحها والالتزام والاحترام والتعامل بإيجابية…ومدارهم الثابت الحياه زى ماهيه، لكن الناس هيه اللي اتغيرت زيها زى فصول السنه..

 

مصريه

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment