bah التدخل الإيراني”عدوان” يجب محاسبته دوليا - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

التدخل الإيراني”عدوان” يجب محاسبته دوليا

08/13/2025 - 02:35 AM

Bt adv

 

 

حمدان: سحب سلاح "الحزب" يعني القضاء على مشروع الدولة الإسلامية في لبنان

 

المسيرة- جومانا نصر

 

من دون دعوة رسمية يحط أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني في بيروت غدا الأربعاء وقد سبقتها مواقف “تهديد ووعيد من قياديين ومسؤولين إيرانيين بأن ما صدر عن الحكومة لجهة نزع السلاح لن يمر”!. إلا أن الكلام الذي سيسمعه لاريجاني من قصر بعبدا والسراي الحكومي”لن يعجب خاطره” هذا عدا عن المواقف السيادية المنددة بالتحريض الإيراني والتدخل غير المبرر في الشأن اللبناني فقط للحفاظ على سلاحه بيد “حزب الله”!.

الأكيد أن لاريجاني يدرك ما ينتظره بدءاً من طريق المطار حيث تعد له مجموعات البيئة. ومع ذلك سيحضر لأن ثمة أهدافاً ورسائل يريد ايصالها إلى الرئيس نبيه بري تحديدا ووزراء الثنائي في الحكومة والنواب وإن تعمّد أن يضرب بكل مواقف لبنان الرسمي والقوى السيادية عرض الحائط سيحضر وأول رد جاء من رفض وزير الخارجية يوسف رجي أن يضعه على جدول لقاءاته الرسمية يوم غد ومن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي طالب الحكومة “أن تفكّر جديًا بدعوة مجلس جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي إلى عقد جلسات طارئة لطرح مسألة التهديد الإيراني للبنان، وكذلك التقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي مفادها أن إيران تهدّد لبنان وتتوعّده، وصولًا إلى التهديد بالتدخّل العسكري المباشر… المطلوب من هذا النظام أن يهتم بشؤونه فحسب، وان يترك شؤون اللبنانيين لهم ولدولتهم فحسب”.

مقالات وآراء - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut  Times Daily Lebanese newspaper

السفير السابق هشام حمدان وتعقيباً على ما سماه بـ ”العدوان الإيراني” يوضح لـ ”موقع المسيرة” “أن التدخل الإيراني في لبنان غير مرهون بظروف وأوقات معينة، فهو قائم وجارٍ منذ سنوات بعيدة ولا سيما منذ العام 1982 حينما قامت إيران بتأسيس حزب لها في لبنان تحت مسمى “حزب الله” وهو حزب إيراني أُخذَ بقرار إيراني وبجهود وتمويل إيرانيين وبتدريب وتسليح وتخطيط ودفع سياسي وإيديولوجي من إيران. إنطلاقا من هذا الواقع يجب أن ندرس ونقرأ التدخل الإيراني في لبنان”.

ويتابع:”عندما قامت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 اعتبرت بأنها نموذج لثورة عالمية وقد أطلقت مفهوم ما سُمي في ذلك الحين بتصدير الثورة باتجاه كل الدول الإسلامية ولا سيما الدول التي لديها مكونات ومجموعات واسعة من الإخوة الشيعة. وقد شكل هذا الموضوع جزءاً لا يتجزأ من موضوع الأمن والسلم الدوليين في العالم خصوصا في منطقة الشرق الأوسط. وكلنا ندرك نتائجه بالنسبة للدول العربية وأيضا بالنسبة للبنان”.

بالتهديد والوعيد خاطب سياسيون وقياديون في الحرس الثوري الإيراني لبنان الرسمي والقوى السيادية على خلفية قرار مجلس الوزراء سحب سلاح “حزب الله” ضمن مهلة زمنية محددة. وهذا الخطاب وحده يكفي للقول”لا تتدخلوا في شؤوننا” فهل ثمة من يقرأ ويسمع؟

“عندما نتحدث عن التدخل الإيراني في لبنان يجب أن ندرك أننا نتحدث عن واقع يختلف عن كل المعطيات الأخرى من مفاهيم التدخل الخارجي في البلدان الأخرى، إذ أنه لا يحمل البعد الإنمائي أو الإنساني أو حتى الأخلاقي الحال في تدخلات دول أخرى، وإنما يأتي تحت عنوان إقامة ثورة داخل لبنان وتغيير منهجي للنظام السياسي في لبنان. ولم يكن مفاجئاً أن يرفع حزب إيران في لبنان عنوانا أساسيا له وهو إقامة الدولة الإسلامية في لبنان. فإذا كنا نتحدث من هذا المنطلق ومما جرى على الساحة اللبنانية منذ العام 1982 حتى اليوم، يمكن أن نقول وباختصار أن ما تقوم به إيران في لبنان هو عمل عدواني مفتوح وبالواقع ضد لبنان حتى أنه يتفوق على أي عدوان آخر عرفناه عبر السنوات. فإذا كانت الحكومة اللبنانية تسعى لاستعادة سيادة لبنان، عليها أن تبادر فورا إلى مراجعة مجلس الأمن بكل بساطة والطلب إليه اتخاذ الموقف المناسب ضد هذا العمل العدواني لإيران في لبنان. وكنت قد طلبت وألحيت على الحكومة اللبنانية مؤخرا أن تتعامل مع التدخل الإيراني من هذا المنطلق”.

نحن أمام مفترق طريق وموضوع سحب السلاح من حزب إيران في لبنان يخص إيران أصلاً التي مدّت “حزب الله”  بالسلاح وبالإيديولوجيا الفكرية والدينية والسياسية التي استُخدم هذا السلاح من أجلها. وعليه فإن إيران ترى أن إخراج هذا السلاح من يد حزبها هو في الواقع عملية قضاء على مشروعها السياسي الإيديولوجي الفكري المذهبي في هذا الوطن. وعليه لا يجب أن نفكر إطلاقاً في الممارسة الإيرانية من المنطلق الديبلوماسي الناعم وأن نكتفي بالإحتجاج وبالتعبير أن هذا مخالف للأصول الديبلوماسية .

وعلى وزير الخارجية والحكومة اللبنانية أن يتعاملا مع هذا الأمر من هذا المنطلق سيما وأنه في الفترة الأخيرة تم إدخال العدوان في الجرائم التي تخضع لسلطة المحكمة الجنائية الدولية وعليه نطالب الحكومة والهيئات الشعبية والحزبية والإجتماعية وغير الحزبية بأن تتفاعل وتتضامن دفاعا عن لبنان وأن تتقدم بشكوى أمام المدعي العام للمحكمة الدولية للمطالبة بملاحقة المسؤولين أمام المحكمة الجنائية ضمن هذه المسؤولية وأتمنى دفع كل الإغتراب اللبناني للتحرك مع حكومات الدول حيث يقيمون بغية العمل جماعيا لمواجهة هذا التصرف الإيراني على الأرض اللبنانية”.

“يكفي نعومة ونعامة في التعامل مع هذا الواقع. علينا أن نكون لبنانيين أصحاب سيادة فعلا وأن نتخذ ما يجب اتخاذه من مواقف بغية أن نحظى بالإحترام الدولي أولا وباحترام شعبنا لأنفسنا”.

ما يتمناه السفير حمدان ينسحب على كل السياديين شعبا وقوى حزبية وسياسية وهو أن تتخذ الحكومة اللبنانية الموقف الحازم والحاسم في مسألة “اعتداء إيران على سيادة لبنان والتدخل في شؤونه”.

يبقى الهدف من زيارة لاريجاني وهو بحسب تصور السفير حمدان “الدفع إلى استقالة وزراء الثنائي من الحكومة ومحاولة إسقاطها بغية إعادة الأمور إلى نقطة الصفر. لكن لا أتصور أنه سيتمكن من تحقيقه لأن هناك تمايز داخل البيئة الشيعية والقوى الشيعية الأساسية وتحديدا بين أمل و”حزب الله” في مسألة التعامل مع موضوع السلاح واستعادة السيادة للبنان.

لا أعتقد أن إيران قادرة على الضغط على حركة أمل بغية التجاوب مع المطلب الإيراني العدواني ضد السيادة الدولية من خلال إسقاط الحكومة اللبنانية وبالتالي إسقاط مشروع سحب السلاح من هذه المجموعة المسلحة، هذا من الناحية السياسية.  أما من الناحية الواقعية حتى لو انسحب وزراء الثنائي من الحكومة وتجاوب الرئيس بري مع الضغوط الإيرانية أتمنى أن لا يتجاوب الرئيس نواف سلام مع هذه الضغوط وأن يقوم فورا بتعيين وزراء شيعة بدلا عنهم وأن يأخذ الحكومة بالتعديلات إلى مجلس النواب للحصول على الثقة. وليقرر آنذاك ما إذا كان يريد ان يعطي الثقة لهذه الحكومة ضمن مفهوم الميثاقية أم لا. عندها لا تعود المسؤولية حكراً على سلام بل يتحملها ممثلو الشعب اللبناني من أحزاب وطوائف وقيادات مختلفة. أتوقع أن على اللبنانيين أن يتفاعلوا مع هذا الموضوع بالجدية الكاملة لإسقاط هذا التدخل الإيراني العدواني الفاضح على لبنان”.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment