bah الانتقال: عيدُ الإنقاذِ الأعظمِ للحبّ الإلهيّ - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

الانتقال: عيدُ الإنقاذِ الأعظمِ للحبّ الإلهيّ

08/15/2025 - 14:37 PM

Bt adv

 

 

الاب الدكتور نبيل مونس

لن يهدأ قلبُ الأمّ، ولن يستكين، إلا حين يلتقي بابنها الحبيب: الجريح حتى يُشفى، والمريض حتى يُعافى، والغائب حتى يعود، والخاطئ حتى يتوب. فإلى أين نمضي بأبنائنا اليوم، في لبنان وفي العالم أجمع؟

من الذي قسّى قلوبنا، وجمّد دماءنا، حتى بتنا نقبل أن نضحّي بأولادنا في ساحات القتال وميادين الاستشهاد العبثي، مهما تزيّن بأجمل التعابير أو توّج بإكليل الألوهة؟

لماذا نذبح مستقبلنا من أجل ماضٍ مات ولن يعود؟

الموت يبقى موتًا، وتبرير القتل هو من أخطر خدع إبليس، الحيّة القديمة، أينما وُجد وبأي لسان نطق.

منذ بدء الخليقة، كان القتل آية شيطانية تخدع القلوب والعقول والأرواح، لتزرع التقاتل والتناحر وسفك دم أحبّاء الله، أبناء حواء الأولى، وأبناء مريم، الحواء الجديدة، أم يسوع وأم الله، بحسب الإرادة الإلهية، لا بحسب أي مشيئة بشرية أو هوى جسدي أو شعوذة لغوية وعاطفية مزيّفة.

فلننظر… ولنقرأ… لعلّنا نخلص، وينتصر فينا الحبّ الإلهي المتجذّر في أعماق روح وقلب ودم مريم وجسدها:

1. في التجسّد:

"فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحلّ عليكِ وقوّة العليّ تظلّلكِ، فلذلك أيضًا القدّوس المولود منكِ يُدعى ابن الله" (لوقا 1: 35)

2. في الانتقال:

"إن كان أحدٌ يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي. وإن كان أحد يخدمني يُكرمه الآب" (يوحنا 12: 26)

3. في الحياة:

"لأنه هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16)

4. في الأعاجيب والآيات والنِّعَم:

"ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يوحنا 4: 14)

الخلاصة، أيّها الأحبّاء العطاش إلى الحقّ والعدل والسّلام:

في أمومة مريم وانتقالها، تكمُن حقيقة إلهية ساطعة لمن يقبل الروح القدس، روح الحق، وهي أن الله أحبّ العالم محبة حقيقية وعميقة وإلهية، فأعطانا أمًّا لا مثيل لها، وربًّا ابنها، ورفع عنها وعنّا لعنة الموت والخطيئة.

انتقال مريم هو علامة الحبّ الأعظم، وأعظم عملية إنقاذ للبشرية من الغرق في وحول الخطيئة واليأس والدماء.

بكل ثقة أقول: قلب مريم معنا، وعيناها علينا، حتى نلقى وجه الله.

 

* الأبُّ الدكتور نبيل مونس - راعي ابرشية سيدة لبنان المارونية في ولاية اوكلاهوما الأميركية

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment