bah رصاص الغدر يخترق هدوء بلدة الدامور: خليل أبو مراد شهيد الكلمة والموقف - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

رصاص الغدر يخترق هدوء بلدة الدامور: خليل أبو مراد شهيد الكلمة والموقف

08/29/2025 - 14:46 PM

absolute collision

 

 

 الدامور، بيروت - بيروت تايمز - إعداد: منى حسن 

في مشهد دموي غير مألوف على ساحل الشوف، تحوّلت بلدة الدامور الهادئة مساء الخميس إلى مسرح لجريمة اغتيال مروّعة راح ضحيتها الناشط السياسي والاجتماعي خليل أبو مراد، أحد أبرز وجوه الكتائب اللبنانية في المنطقة. الجريمة التي وقعت عند الساعة 7:13 مساءً، نُفّذت بوحشية لافتة، إذ أُطلقت أكثر من 30 رصاصة على سيارة الضحية، تبعتها طلقات مباشرة من مسدس، ما أدى إلى مقتله على الفور.

أبو مراد، المعروف بعلاقاته الطيبة ونشاطه المجتمعي، كان قد شعر بأنه مراقب قبل دقائق من وقوع الجريمة، بحسب مصادر محلية. وقد أبلغ أحد المقربين بذلك، في خطوة بدت وكأنها استشعار مبكر للخطر. الجناة، الذين دخلوا البلدة عبر دراجتين ناريتين وسيارة بيضاء من نوع "شيفروليه آفيو"، صرخوا بسيدة كانت قريبة من موقع الاستهداف طالبين منها الابتعاد، قبل أن يباشروا إطلاق النار بشكل كثيف.

الدامور، التي لطالما عُرفت بسكينتها، اهتزّت على وقع هذه الجريمة، وسط حالة من الذهول والغضب الشعبي. وقد سارعت القوى الأمنية إلى فتح تحقيق شامل، تخلله سحب تسجيلات كاميرات المراقبة من مداخل البلدة ومحيط موقع الجريمة، فيما تم تعميم مواصفات المركبات المستخدمة على الحواجز الأمنية كافة.

بلدية الدامور أصدرت بيانًا نعت فيه أبو مراد، مستنكرة "الجريمة الشنيعة التي هزّت وجدان البلدة وأبنائها"، وطالبت بإنزال أشد العقوبات بحق الفاعلين، ليكونوا عبرة لكل من تسوّل له نفسه زعزعة أمن المجتمع.

وفيما تتواصل التحقيقات الأمنية بوتيرة عالية، تتابع القوى السياسية الملف عن كثب، وسط دعوات لمعالجة القضية بحكمة وانتظار نتائج التحقيقات لكشف الملابسات والخلفيات التي لا تزال حتى الساعة غير واضحة.

الجريمة أعادت طرح أسئلة ملحّة حول الأمن المحلي، وضرورة تعزيز الإجراءات الوقائية في المناطق التي تُعرف باستقرارها، منعًا لتكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد السلم الأهلي وتزرع الخوف في نفوس المواطنين

* جريمة الدامور ليست مجرد حادثة أمنية تُسجّل في أرشيف التحقيقات، بل هي صفعة مؤلمة لضميرنا الجماعي، وتذكير صارخ بأن أمن الإنسان لا يُصان إلا حين تُصان كرامته، وتُحترم حياته، ويُحاسب المعتدي بلا تهاون.

خليل أبو مراد لم يكن رقمًا في سجل الضحايا، بل كان صوتًا حيًا في مجتمعه، ناشطًا في سبيل الحوار، ومؤمنًا بلبنانٍ لا يُدار بالرصاص بل بالعقل والعدالة. اغتياله هو اغتيالٌ لروح المبادرة، ولحلمٍ كان يسكن الدامور بهدوء.

عملية مباغتة للمخابرات

في متابعة لجريمة الدامور التي أودت بحياة الشاب خليل طانيوس بو مراد، عَلِمَ "ليبانون ديبايت" أنّ مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وبعد عملية تعقّب فنّية وميدانية، تمكّنت من تحديد مكان صبحي تسابحجي وابنه مصطفى. وعلى الأثر، نفّذت قوة خاصة عملية مباغتة في محلّة عرمون أسفرت عن توقيفهما، حيث باشرت التحقيق معهما بإشارة من القضاء المختص.

وكان صبحي قد ظهر في مقطع مصوّر حاول فيه تبرير ما جرى، مدّعيًا أنّ الضحية أقدم على اغتصاب ابنته، فيما تبقى حقيقة ما جرى رهن التحقيقات القضائية.

نحن في "بيروت تايمز" نُجدد التزامنا بتسليط الضوء على كل قضية تمسّ أمن الناس وكرامتهم، ونُناشد المجتمع المدني، والقيادات الروحية والسياسية، أن يتحركوا ليس فقط لمعاقبة الفاعلين، بل لحماية ما تبقى من ثقة الناس بوطنهم.

العدالة ليست مطلبًا قانونيًا فحسب، بل هي فعل تضامن، وصرخة ضمير، وواجب أخلاقي لا يحتمل التأجيل.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment