bah المشهد اللبناني: ضبابية سياسية وتوترات أمنية والجيش يرسم مسار جلسة الجمعة: السلاح بين المخارج والتصعيد - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

المشهد اللبناني: ضبابية سياسية وتوترات أمنية والجيش يرسم مسار جلسة الجمعة: السلاح بين المخارج والتصعيد

09/03/2025 - 11:08 AM

Prestige Jewelry

 

 

بيروت - منى حسن - بيروت تايمز

 

في سماءٍ مثقلة بزخّات الغموض، يتقدّم لبنان نحو مفترقٍ حادّ لا يحتمل التردد. الملفات تتسارع كأمواجٍ هائجة صوب حافة الانهيار، فيما يطفو ملف السلاح كقنبلة موقوتة تهدّد ما تبقّى من هشاشة الدولة. وسط هذا المشهد الملبّد، تتكثّف الاتصالات السياسية في سباقٍ مع الوقت، بحثًا عن هدنةٍ مؤقتة قبل اجتماع الجمعة المرتقب، حيث تتجه الأنظار إلى مشروع الجيش اللبناني لجمع السلاح، الذي لا يُقرأ إلا كمفصلٍ مصيري: إما كبح الفوضى أو الانزلاق نحو المجهول.

في قلب هذا الاشتباك الوطني، يبرز دور الجيش اللبناني كحارسٍ أخير لفكرة الدولة، حاملاً مشروعًا واضحًا لحصرية السلاح تحت راية الشرعية، في محاولةٍ جريئة لانتزاع القرار الأمني من قبضة التعددية المسلحة. فالمؤسسة العسكرية، التي لطالما شكّلت نقطة التقاء بين مكونات الوطن، تضع اليوم نفسها في مواجهة مباشرة مع واقعٍ شائك، واضعةً حداً فاصلاً بين منطق الدولة ومنطق الدويلات.

إنه اختبارٌ حقيقي لجدّية الدولة في استعادة سيادتها، ولقدرة المؤسسات على إعادة نبض الشارع إلى هدوئه، قبل أن يتحوّل الصمت إلى صراخ، والانتظار إلى انفجار.

 

 

جلسة في المجهول… وواشنطن تواكب بوفد عسكري وسياسي

كشفت مصادر سياسية لـ "بيروت تايمز" أن الاتصالات قائمة على قاعدة إيجاد صيغة مناسبة لتجاوز القرارين السابقين للحكومة بشأن حصرية السلاح، وإلا فإن كل احتمالات التصعيد مفتوحة، بما فيها عدم تعاون "حزب الله" مع الجيش حتى في جنوب الليطاني.

المساعي تتمحور حول احتمالين:

  • صدور قرار من الحكومة بتجميد القرار بانتظار التزام إسرائيل وسوريا.
  • أن تشكل خطة الجيش مخرجًا للجميع على قاعدة عدم جهوزية الجيش.

 

مرونة في بعبدا وتصلب في السراي

علم أن رئيس الحكومة نواف سلام مصرّ على تنفيذ الخطة رغم المصاعب. وقالت مصادر "الثنائي الشيعي" إن الاتصالات مستمرة على مختلف المستويات، وإن كل الاحتمالات مفتوحة، بين المشاركة أو الانسحاب من الجلسة، في حال تمسكت الحكومة بطرح حصرية السلاح.

مصادر رئاسية أكدت لـ "بيروت تايمز" أن الرئيس عون يبدي مرونة ورغبة في معالجة ملف السلاح بعيدًا عن أي تشنج أو خلاف.

 

إبلاغ عون وسلام… وتحذير من فخ سياسي

تم إبلاغ الرئيسين عون وسلام بأن وزراء "حزب الله" و"حركة أمل" لن يشاركوا في الجلسة إذا اقتصر جدول أعمالها على خطة الجيش، مع التشديد على عدم السماح بإدراج بنود شكلية لجرّ "الثنائي الشيعي" إلى فخ جديد.

كما جرى التواصل مع وزير المالية ياسين جابر الذي أعلن نيته المشاركة، وتم إبلاغه بالموقف، فيما أكدت مصادر مطلعة أن الوزير فادي مكي "ليس في وارد الخروج عن هذا الموقف".

 

خطة الجيش: بين الحسم والتصعيد

أفادت معلومات بأن قيادة الجيش اللبناني ستطرح خطة مبدئية يوم الجمعة، وأن "الثنائي الشيعي" هدّد بصدام كبير في حال الموافقة على الخطة بمواعيد تنفيذ محددة.

عشية اجتماع الحكومة، يعوّل "حزب الله" و"حركة أمل" على حكمة الجيش وحنكته لتفادي مواجهة داخلية لا تُحمد عقباها. ويبقى الجيش اللبناني، الذي أرسى عقيدته الرئيس فؤاد شهاب، هو الحل وهو الخلاص. والسؤال المطروح: هل تفتح جلسة الجمعة بابًا لتغيير التوازنات داخل الحكومة؟

 

 تحركات دولية: زيارات دبلوماسية ومؤتمرات دعم

 

أورتاغوس وكوريللا إلى بيروت

تصل نائبة المبعوث الأميركي مورغان أورتاغوس إلى بيروت الأحد، برفقة قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي الجنرال مايكل كوريللا. وستتركز لقاءاتها مع القيادة العسكرية على بحث ما تم الاتفاق عليه بشأن خطة الجيش لحصر السلاح. وستلتقي أورتاغوس الرؤساء، وقائد الجيش، وقيادات أمنية أخرى، وأعضاء اللجنة الخماسية لمراقبة وقف إطلاق النار.

 

المبادرة الفرنسية: لودريان يحمل دعمًا مزدوجًا

يفترض أن يصل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الأسبوع المقبل، بعد اتصال بين الرئيس جوزاف عون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، تقرر فيه تقديم موعد الزيارة إلى أوائل أيلول.

ماكرون أبلغ عون وسلام أن فرنسا بصدد التحضير لمؤتمرين:

  • الأول لدعم الجيش اللبناني.
  • الثاني لإعادة تأهيل الدولة.

فرنسا تسعى للمشاركة المباشرة في مساعدة اللبنانيين على التعامل مع مسألة حصر السلاح بيد الدولة، وتنفيذ هذه العملية بطريقة هادئة ومرنة بعيدًا عن التوتر.

 

خطط إعادة الإعمار: حزب الله ينتظر التهدئة

أفادت مصادر سياسية مطلعة أن "حزب الله" وضع خطة متكاملة لإعادة الإعمار في المناطق الآمنة نسبيًا، تشمل البنى التحتية والخدمات الأساسية، ودعم الأهالي في العودة إلى منازلهم.

لكن هذه الخطة لن تُفعّل في المرحلة الحالية، نظرًا لاستمرار التوتر مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ما يجعل أي مشروع إعمار واسع محفوفًا بالمخاطر.

 

خروقات إسرائيلية: قنابل فوق بيروت والضاحية

حلّقت مسيّرات إسرائيلية فوق الضاحية الجنوبية وبيروت العاصمة على علو منخفض، في تطور أمني خطير. وأعلنت "إدارة اليونيفيل " أن مسيّرات إسرائيلية ألقت أربع قنابل بالقرب من قوات حفظ السلام أثناء إزالة العوائق، في هجوم يُعد الأخطر منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني الماضي.

اليونيفيل اعتبرت أن هذا الهجوم يُمثل انتهاكًا خطيرًا للقرار 1701 والقانون الدولي، محمّلة الجيش الإسرائيلي مسؤولية ضمان سلامة وأمن قواتها.

 

الجنوبيون يتحدّون الاحتلال: التعليم أولًا

في الجنوب، يصرّ الأهالي على تعليم أولادهم رغم التهديدات، ويعملون على فتح مدارس رسمية بديلة لكل 50 طالبًا، مع اعتماد التدريس أربعة أيام أسبوعيًا.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment