bah توتر أمني في مخيم برج البراجنة: اشتباكات مسلّحة بين عائلتين على وقع تسليم السلاح الفلسطيني - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

توتر أمني في مخيم برج البراجنة: اشتباكات مسلّحة بين عائلتين على وقع تسليم السلاح الفلسطيني

09/04/2025 - 00:36 AM

بيروت

 

 

 

بيروت - بيروت تايمز - متابعة جورج ديب

 

اندلعت مساء اليوم الأربعاء اشتباكات مسلّحة عنيفة داخل مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، بين أفراد من عائلتين تربطهما خلافات قديمة، ما أدى إلى حالة من الهلع والذعر في صفوف السكان، وسط مناشدات للجيش اللبناني بالتدخل الفوري لضبط الوضع.

استخدمت في الاشتباكات أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية من نوع B7، إضافة إلى قنابل يدوية، ما تسبب بأضرار مادية ونزوح عدد من العائلات من داخل المخيم.

أفادت مصادر أمنية بإصابة شخص قرب طريق المطار نتيجة رصاصة طائشة، في مؤشر على اتساع رقعة التوتر خارج حدود المخيم.

تأتي هذه التطورات بعد أيام من بدء المرحلة الثانية من عملية تسليم السلاح الفلسطيني من داخل المخيمات إلى الجيش اللبناني، في إطار تطبيق مقررات القمة اللبنانية–الفلسطينية التي انعقدت في مايو الماضي، والتي شددت على حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية.

وقد تسلّم الجيش اللبناني دفعة جديدة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من مخيم برج البراجنة، بالتنسيق مع الجهات الفلسطينية، في خطوة اعتُبرت مفصلية في مسار ضبط الأمن داخل المخيمات.

مصادر فلسطينية من داخل المخيم أكدت لموقع "وردنا" أن الاشتباك "عائلي بحت"، ولا علاقة له بأي تنظيم أو فصيل فلسطيني، مشددة على أن "ما حدث هو إشكال فردي لا يحمل أي خلفية تنظيمية".

وأضافت المصادر: "نحن نركز على أهمية الاستقرار والهدوء في لبنان، ونؤكد احترامنا للشعب اللبناني والقوانين اللبنانية". كما أكدت أن الفصائل الفلسطينية تبذل جهوداً حثيثة لضبط الوضع ومنع تدهور الأمور داخل المخيم، في ظل حساسية المرحلة الراهنة.

 

أول اختبار حقيقي لتسليم السلاح الفلسطيني: هل تصمد الثقة؟

1. الاشتباك كاختبار سياسي وأمني

الاشتباكات الأخيرة في برج البراجنة جاءت في توقيت بالغ الحساسية، إذ تزامنت مع المرحلة الثانية من عملية تسليم السلاح الفلسطيني إلى الجيش اللبناني. هذا التزامن جعل من الحادثة اختبارًا فعليًا لجدية الأطراف في ضبط الأمن داخل المخيمات، ولقدرة الفصائل على الفصل بين الخلافات الفردية والمشهد السياسي العام.

بعض المراقبين اعتبروا أن الاشتباك شكّل إحراجًا للسلطة اللبنانية والفصائل الفلسطينية، خصوصًا حركة "فتح"، التي بادرت إلى تسليم السلاح، في وقت كانت الدولة تستعد لعرض خطة "حصرية السلاح" على مجلس الوزراء.

تعزيز التنسيق الأمني: رغم التوتر، أظهرت الحادثة وجود تنسيق فعلي بين الجيش اللبناني والفصائل الفلسطينية، حيث تدخلت الأخيرة لاحتواء الاشتباك، فيما لوّح الجيش بالتدخل المباشر، حتى حلّقت مروحية فوق المخيم كرسالة ردع.

تأكيد على السيادة اللبنانية: الحادثة أعادت التأكيد على موقف الدولة اللبنانية بضرورة بسط سلطتها على كامل أراضيها، بما فيها المخيمات، وهو ما يعزز مسار تسليم السلاح كخطوة نحو إنهاء فوضى السلاح غير الشرعي.

هشاشة الوضع الداخلي: الاشتباك كشف هشاشة البنية الأمنية داخل المخيمات، حيث يمكن لخلاف فردي أن يتحول إلى معركة واسعة، ما يضع علامات استفهام حول قدرة الفصائل على ضبط عناصرها ومنع الانزلاق نحو الفوضى.

نزوح داخلي وترويع الأهالي: أكثر من 100 عائلة نزحت من المخيم، وأُحرقت عشرات المحال والمنازل، ما يعكس حجم الخسائر الاجتماعية والاقتصادية التي تُنتجها هذه الاشتباكات، ويزيد من الضغط على الدولة والفصائل لإيجاد حلول مستدامة.

هناك دعوات متزايدة من داخل المخيمات لتسليم المتسببين بالاشتباكات إلى السلطات اللبنانية، في خطوة قد تعزز الثقة بين الطرفين وتؤسس لمرحلة جديدة من المحاسبة والشفافية.

قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء العبد إبراهيم خليل دعا جميع الفصائل إلى تسليم سلاحها، معتبرًا أن ما جرى يؤكد صوابية قرار السلطة الفلسطينية بتسليم السلاح للدولة اللبنانية.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment