الجنوب اللبناني- منى حسن - بيروت تايمز
في وقت تستعد فيه العائلات الجنوبية لانطلاق العام الدراسي وسط أجواء من القلق والترقب، عادت الطائرات الحربية الإسرائيلية لتستهدف بلدات ميس الجبل، كفرتنيت، ودبين، في سلسلة غارات جديدة زادت من حالة التوتر والضغط التي يعيشها سكان الجنوب اللبناني.
الرئيس اللبناني، العماد جوزاف عون، سارع إلى إدانة هذه الاعتداءات، واصفًا إياها بأنها "انتهاك صارخ" لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي ينص على وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل. وأكد أن إسرائيل تتجاهل الآلية الدولية ولا تبدي أي احترام للدول الراعية للاتفاق، محذرًا من أن صمت هذه الدول يشكل "تقاعسًا خطيرًا" يفتح الباب أمام المزيد من التصعيد.
عون دعا إلى تحرك دولي عاجل لوقف هذه الخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية، مشددًا على ضرورة أن تكون الآلية الدولية أداة لحماية جميع الأطراف، لا غطاءً للاعتداءات الإسرائيلية. وفي إطار الجهود الدبلوماسية، أجرى الرئيس سلسلة اتصالات عربية وإقليمية ودولية على أعلى المستويات، في محاولة لاحتواء التصعيد وضمان احترام القرارات الدولية ذات الصلة.
رئيس الحكومة نواف سلام على منصة أكس
رداً على التهديدات التي أطلقها الجيش الإسرائيلي باستهداف بلدات ميس الجبل، كفرتبنيت، ودبّين، وما رافقها من إنذارات عاجلة لإخلاء المنازل، يهمني ان اكرر إنّ الحكومة اللبنانية، المتمسكة بمسار وقف الأعمال العدائية، تؤكد أنّها منخرطة في اجتماعات الميكانيزم، لكن السؤال المشروع اليوم: أين هو التزام إسرائيل بهذه الآليات؟
كيف يُعقل أن تستمر في ممارسة الترهيب والاعتداءات، فيما يُفترض بهذه الاجتماعات أن تضمن التطبيق الكامل للقرار 1701 ولوقف العمليات العدائية؟
يدعو لبنان المجتمع الدولي، ولا سيّما الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورًا، والعودة إلى الآلية واتفاق وقف العمليات العدائية والتزاماته، بما في ذلك الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها، ووقف الاعتداءات، والإفراج عن الأسرى.
الجيش اللبناني ينتشر في البلدات
البلدات التي تعرضت الى الاعتداءات الإسرائيلية ينتشر فيها الجيش اللبناني بشكل واضح واقامة حواجز فيها ويتواجد في هذه البلدات سكانها وهم لم يغادرونها الا اثناء الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة.
وكان المتحدّثُ باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، وجه تهديدًا إلى سكان الجنوب، مشيرا الى أنّ "الجيشَ سيهاجمُ على المدى الزّمني القريب، بُنىً تحتيّةً عسكريّةً تابعةً لـ"حزب الله" في أنحاءِ جنوب لبنان، وذلك في مواجهةِ محاولاتِه المحظورة لإعادةِ إعمارِ أنشطتِه في المنطقة".
وحذّر في تصريح، "سكانَ المباني المحدّدةِ بالأحمر في الخرائطِ المُرفَقة والمباني المجاوِرة لها في القرى التالية: ميس الجبل ، وكفرتبنيت ودِبِّين".
موجة ثانية من الغارات الإسرائيلية
شهد جنوب لبنان تصعيدًا خطيرًا مع انطلاق موجة ثانية من الغارات الجوية الإسرائيلية، بعد ساعات قليلة من سلسلة ضربات أولى استهدفت عددًا من القرى والبلدات. الجولة الجديدة بدأت بقصف منطقة الشهابية ومنزل في برج قلاوي، وذلك بعد تحذير علني من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الذي طالب السكان بإخلاء المناطق المجاورة على الفور.
وفي وقت لاحق من مساء الخميس، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة عنيفة على مبنى في بلدة كفرتبنيت، قرب مدرسة الكوثر النموذجية في الحي الجنوبي الشرقي. الهجوم أدى إلى تدمير المبنى بالكامل، وتسبب في أضرار كبيرة للمنازل المجاورة، نتيجة لصواريخ جو–أرض أحدثت انفجارات مدوية هزّت منطقة النبطية، فيما غطّى الدخان الكثيف سماء البلدة.
كما طالت الغارات بلدتي ميس الجبل ودبين، حيث أصيب عامل سوري بشظايا في ميس الجبل، قبل أن تُسجّل ضربة جديدة عنيفة على دبين بعد لحظات من الغارة السابقة.
Comments