bah الوضع في الجنوب على صفيح ساخن والاسرائيلي يمكن ان يفتح اكثر من جبهة في الشرق الأوسط - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

الوضع في الجنوب على صفيح ساخن والاسرائيلي يمكن ان يفتح اكثر من جبهة في الشرق الأوسط

09/19/2025 - 13:29 PM

Bt adv

 

 

 

 

"بيروت تايمز" تزور الجنوب اللبناني  - الميدان والإنذارات.. رسائل بالنار.

 

أهالي الجنوب لـ "بيروت تايمز"

 الإنذارات التي بثّت في قرى وبلدات عدة، اجبرت مئات العائلات على إخلاء منازلها، وهذا ما ذكرنا في مشاهد النزوح الجماعي التي خبرها الجنوبيون وعانوا الأمرّين بسببها خلال الحرب الأخيرة

 

مصادر نيابية لـ "بيروت تايمز"، المخاوف تتزايد من أن تكون الضاحية الجنوبية لبيروت، أو حتى مناطق في البقاع، ضمن بنك الأهداف الإسرائيلية في المرحلة المقبلة

 

مصادر عسكرية لبنانية لـ "بيروت تايمز" وصفت الإنذارات بأنها جزء من "الحرب النفسية" التي ترافق العمليات العسكرية

 

الجنوب اللبناني - منى حسن - بيروت تايمز 

 

عاد الجنوب اللبناني أمس إلى مشهد أشبه بأيام الحرب، بعدما أطلقت إسرائيل سلسلة من الإنذارات في أكثر من منطقة حدودية، أعادت إلى الأذهان صور النزوح الجماعي، والهلع الذي يرافق القصف والتهديدات، حيث بدت هذه الجولة من وكأنها جزء من خطة منظمة تهدف إلى ضرب البنية النفسية والاجتماعية للجنوب اللبناني، بالتوازي مع التصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة منذ أسابيع.

 

"بيروت تايمز" في الجنوب 

عاش أهالي جنوب لبنان مجدداً أجواء الحرب والنزوح على وقع تجدد الغارات الإسرائيلية العنيفة والموسعة، بعد إنذارات أطلقها الجيش الإسرائيلي إلى خمس بلدات، داعياً سكان عدد من المباني إلى إخلائها، وهو ما أدى إلى نزوح كبير، واستدعى مواقف مستنكرة من المسؤولين في لبنان،  ودعوات للمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل.

"بيروت تايمز" قامت بجولة ميدانية في الجنوب اللبناني والتقت عدد من الاهالي خصوصا بعد التصعيد الذي شهدته بعض البلدات الجنوبية امس.

السيدة منال عيسى قالت لـ "بيروت تايمز "

الإنذارات التي بثّت في قرى وبلدات عدة، اجبرت مئات العائلات على إخلاء منازلها وهذا الامر اخافنا جدا بقينان طول الليل على اعصابنا والعدو الإسرائيلي يسرح ويمرح في الاجواء اللبنانية دون رادع .

لا نعرف كيف سنكمل حياتنا في الجنوب، ارزاقنا، بيوتنا، ارضنا، ارواحنا جميعها مهددة من قبل العدو الإسرائيلي.  كل يوم نموت ونلبس مئات المرات من هذا الوضع الخطير .

 

الحاجة فاطمة مازح سألت الى متى سيعيش اهل الجنوب في التشرد والتهجير المستمر كل يوم نعيش اجواء الحرب على أنها ستبدأ.. بعد الانذارات بالامس مشاهد النزوح الجماعي التي خبرها اللبنانيون ذكرتنا في ايام الحرب خصوصا في مشهد الإذلال الشهير على الطرقات.

واضافت: اكثر من خمس قرى جنوبية استهدفت بغارات اسرائيلية عنيفة تقدمت البيوت خلالها ولا احد يسأل الى اين المصير .

 

الدكتور يوسف مهنا  

من بلدة الشهابية التي تعرضت للقصف قال: ان بلدة الشهابية تقع في قلب قضاء صور جنوب لبنان، وتشكل جزءاً من المنطقة الممتدة بين مجرى نهر الليطاني والحدود الجنوبية. وهي تقع شمال نهر الليطاني؛ أي في منطقة لا يشملها مباشرة الحظر المفروض بموجب القرار الدولي 1701، لكنها بقيت ضمن دائرة المواجهة العسكرية.

واشار الى ان أهالي البلدة نزلوا من بيوتهم وبقيوا خارج منازلهم حتى منتصف الليل. خوفا من انذارات جديدة. واكد ان جميع المنازل التي استهدفت بالغارات بالامس عائدة لعائلات مدنية تسكن فيها، ولا علاقة لحزب الله بهذه البيوت . 

 

 واقع جديد في الجنوب 

مصادر سياسية اكدت لـ "بيروت تايمز" ان العدو الإسرائيلي يعمل على محاولة لترسيخ واقع جديد على الأرض، وإظهار قدرة تل أبيب على فرض إيقاع الحرب متى يشاء.

 

المخاوف تتزايد

مصادر نيابية لـ "بيروت تايمز"، تتزايد المخاوف من أن تكون الضاحية الجنوبية لبيروت، أو حتى مناطق في البقاع، ضمن بنك الأهداف الإسرائيلية في المرحلة المقبلة، ما ينذر بتوسّع رقعة المواجهة وتحوّلها إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، أو ربما جولة ثانية من القتال العنيف الذي شهدته الجبهة في وقت سابق، في وقت لم يخرج حزب الله عن الانضباط الذي التزم به التنسيق مع الجهات المعنيّة في الدولة منذ اتفاق وقف إطلاق النار.

 

الميدان والإنذارات.. رسائل بالنار

بشكل خطير، تطوّر المشهد الميداني في الجنوب مع دخول سلاح الإنذارات المباشرة على الخط مرّة أخرى، كما كان في فترة الحرب الإسرائيلية، من خلال الأسلوب "الاستفزازي" ليتّضح على أكثر من مستوى أنّ الهدف لم يعد فقط إخلاء مناطق المواجهة، ولا بثّ الذعر والقلق في صفوف البيئة الحاضنة لـ"حزب الله"، بل خلق بيئة ردع نفسي تضغط على الحزب والبيئة الحاضنة له. 

 

الحرب النفسية

مصادر عسكرية لبنانية اكدت لـ "بيروت تايمز" ان الإنذارات هي جزء من "الحرب النفسية" التي ترافق العمليات العسكرية، فإن انعكاساتها على الأرض بدت جلية من خلال تكدس النازحين في القرى البعيدة عن خطوط التماس، وما رافقه من مشاهد ذعر وتوتر اجتماعي. بالنسبة لإسرائيل، يُعتبر هذا التطور نجاحًا مزدوجًا: فهو من جهة يخفف من المخاطر أمام عملياتها الميدانية، ومن جهة ثانية يضغط على الحزب عبر ضرب الحاضنة الشعبية.

لكن الخطورة تكمن في أن هذه السياسة قد تمهّد لتوسيع الضربات باتجاه الضاحية الجنوبية أو البقاع، وهو ما حذرت منه بعض التقارير الإعلامية، مشيرة إلى أن الهدف الإسرائيلي هو رفع مستوى التهديد تدريجيًا، وصولًا إلى استهداف العمق اللبناني إذا اقتضت الامر .

 

إسرائيل تستخدم "فائض القوة" بلا رادع

يقول العارفون إنّ الإنذارات والتصعيد الميداني لم يأتيا بمعزل عن السياق السياسي والإقليمي. فالتقارير أشارت إلى أن هذه الجولة من العمليات مهّدت لزيارة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس التي يرجّح أن تعود إلى بيروت نهاية الأسبوع لبحث إمكان احتواء التصعيد. لكن إسرائيل، كما يبدو، أرادت أن تستبق أي مبادرات سياسية بفرض وقائع بالنار، بحيث تدخل أي طاولة مفاوضات مقبلة من موقع أقوى. 

وفي الداخل اللبناني، قرأت بعض الأوساط هذا التصعيد على أنه تطويق لما اعتُبر "تعهدًا" من رئيس الجمهورية جوزاف عون لـ "حزب الله" في ما يتعلق بالتعامل مع الوضع الأمني الحدودي والخروقات الإسرائيلية المتكرّرة. بمعنى آخر، إسرائيل أرادت أن تقول إنها لا تأبه لأي تفاهمات داخلية، وأنها قادرة على ضرب الحزب في أي مكان، وأن أي التزامات رسمية لبنانية لن تكون قادرة على كبح اندفاعتها العسكرية.

إستراتيجيًا، يعكس المشهد استخدام إسرائيل لفائض القوة في ظل غياب رادع دولي حقيقي. فالمجتمع الدولي منشغل بأزمة غزة، فيما تقتصر المواقف الغربية على دعوات لضبط النفس من دون إجراءات عملية. وهذا ما يمنح حكومة نتنياهو حرية أكبر في التصعيد، مستندة إلى دعم سياسي داخلي، وإلى حسابات ترى أن الضغط الميداني في لبنان سيساهم في تقليص هوامش الحزب، وربما دفعه إلى إعادة النظر في قواعد الاشتباك. 

في المحصلة، يبدو أن جولة الإنذارات الإسرائيلية في الجنوب لم تكن مجرد تفصيل عابر في مشهد المواجهة، بل خطوة مدروسة تحمل رسائل عسكرية ونفسية وسياسية في آن. ومع اقتراب لبنان من مرحلة حساسة سياسيًا واقتصاديًا، تبدو هذه الرسائل الإسرائيلية بمثابة تحذير بأن المرحلة المقبلة قد تكون أكثر خطورة، وأن احتمالات توسّع المواجهة إلى العمق اللبناني لم تعد مجرد تهديدات نظرية، ما يبقى البلاد أسيرة احتمالات الحرب والسلام..

 

النقاش بين القوى السياسية 

اذا يبدو أن الجنوب يدخل مجدداً مرحلة جديدة من التوتر، مع عودة الاعتداءات الإسرائيلية وتكثيف الرسائل العسكرية والسياسية في آن واحد. وهذا التطور يعكس بوضوح أنّ إسرائيل ليست بصدد تغيير مقاربتها تجاه لبنان، بل على العكس، فهي تعمل على ترسيخ معادلة تقوم على الضغط المستمر، سواء عبر الميدان أو عبر القنوات الدبلوماسية المدعومة أميركياً.

الى ذلك يتواصل النقاش بين القوى الأساسية حول كيفية التعامل مع هذا الواقع. فالتنسيق بين حزب الله والجيش يعكس محاولة جادة لتنسيق مشترك لخطة الانتشار جنوب الليطاني، مع إدراك أنّ نجاح هذه الخطوة مشروط أولاً بوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وإلا تحولت العملية إلى عامل توتر داخلي. واللقاء المرتقب لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بعد عودة الاخير من نيويورك يدخل في هذا الإطار، لتأمين غطاء سياسي واسع يواكب أي خطة ميدانية، بعدما كان رعد التقى العميد مستشار رئيس الجمهورية اندريه رحال وتطرق البحث الى الاعتداءات الاسرائيلية وملفي السلاح و إعادة الاعمار وقانون الانتخاب. 

بناءً على ذلك، فإن المعادلة القائمة اليوم تجعل من الجنوب ساحة مفتوحة لاحتمالات متعددة، بين استمرار الضغط المتدرج أو انزلاق الوضع إلى مواجهات أوسع من الجنوب، لا سيما وان موجة الانذارات التي اطلقها الاسرائيلي امس لأبناء قرى وبلدات جنوبية تنبئ بالأخطر، في غياب اي رادع دولي لنتنياهو. 

 

بيان قوات اليونيفيل 

اعتبرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أن الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في جنوب لبنان الليلة الماضية تشكّل انتهاكاً واضحاً وصريحاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وتهديداً مباشراً للاستقرار الهش الذي تحقق منذ تشرين الثاني الماضي.

وقالت قيادة اليونيفيل في بيان إن هذه الاعتداءات "تقوّض ثقة المدنيين في إمكانية التوصل إلى حل سلمي للنزاع"، مؤكدة أن جنود حفظ السلام "يواصلون تقديم الدعم لكلا الطرفين لضمان تنفيذ القرار 1701"، فيما تتابع اليونيفيل والجيش اللبناني عملهما الميداني لتعزيز الاستقرار في جنوب لبنان وعلى طول الخط الأزرق.

وأضافت أن وحدات من قوات حفظ السلام في منطقة دير كيفا، بالقرب من برج قلاوية، اضطرت إلى الانتقال إلى أماكن آمنة نتيجة الغارات، التي "عرّضت بشكل خطير حياة الجنود اللبنانيين وعناصر اليونيفيل والمدنيين للخطر".

ودعت القوة الأممية الجيش الإسرائيلي إلى التوقف الفوري عن شن أي غارات إضافية، والالتزام بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، مشددة على ضرورة أن تتجنب جميع الأطراف أي انتهاكات أو خطوات تؤدي إلى تصعيد إضافي.

وختمت بالقول: "ندعو جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بأحكام قرار مجلس الأمن 1701 وتفاهم وقف الأعمال العدائية، إذ إن هذه الآليات وُضعت خصيصاً لمعالجة الخلافات وتجنب اللجوء إلى العنف من جانب واحد، ويجب الاستفادة منها إلى أقصى الحدود. كما أن استمرار التصعيد يشكل تهديداً للتقدم الذي تحقق في جهود استعادة الاستقرار".

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment