جنوب لبنان - بيروت تايمز - متابعة جورج ديب
في تصعيد جديد للتوترات الأمنية في جنوب لبنان، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية استهدفت منطقة تقع بين بلدتي أنصار وكوثرية الرز، ما أدى إلى إصابة شاحنة كانت تنقل المياه في المنطقة، وفقًا لما أفادت به مصادر محلية وتقارير إعلامية.
وقعت الغارة قرابة الساعة الثانية والثلث من بعد ظهر يوم الخميس، حيث استهدفت الطائرات الإسرائيلية بشكل مباشر الطريق الذي تسلكه شاحنات المياه بين البلدتين. ولم ترد حتى الآن معلومات دقيقة عن عدد الإصابات أو حجم الأضرار، إلا أن شهود عيان أكدوا وقوع انفجارات قوية تسببت بحالة من الذعر بين السكان، خاصة في ظل اعتماد الأهالي على هذه الشاحنات لتأمين المياه في ظل الأزمة المستمرة.
تأتي هذه الغارة ضمن سلسلة من الهجمات التي نفذها الجيش الإسرائيلي مؤخرًا على مناطق جنوبية، من بينها أطراف بلدة أنصار، في إطار ما وصفته إسرائيل بأنه رد على تهديدات أمنية من داخل الأراضي اللبنانية. إلا أن استهداف شاحنة مياه يثير تساؤلات حول طبيعة الأهداف العسكرية المزعومة، خاصة أن المنطقة المستهدفة لا تضم منشآت عسكرية أو مواقع استراتيجية.
الاستهداف أثار موجة من الغضب في الأوساط الشعبية والبلدية، حيث اعتبره مسؤولون محليون "انتهاكًا صارخًا لحقوق المدنيين"، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الاعتداءات المتكررة على البنية التحتية المدنية. كما دعت منظمات حقوقية إلى فتح تحقيق مستقل في الحادثة، خاصة أن استهداف وسائل نقل المياه يُعد خرقًا للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر ضرب المنشآت الحيوية للسكان المدنيين.
حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من الحكومة اللبنانية بشأن الحادثة، لكن مصادر أمنية أكدت أن التحقيقات جارية لتحديد طبيعة الاستهداف وما إذا كان مقصودًا أو ناتجًا عن خطأ في تحديد الهدف. في المقابل، تتصاعد المطالبات بمحاسبة المسؤولين عن هذه الغارات، خصوصًا في ظل تكرار استهداف المناطق المدنية في الجنوب اللبناني.
حادثة استهداف شاحنة المياه بين أنصار وكوثرية الرز تفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة حول مدى احترام قواعد الاشتباك، وحماية المدنيين في مناطق النزاع. وبينما تتواصل الغارات، يبقى المواطن اللبناني هو الضحية الأولى، في ظل غياب ردع دولي فعّال، وتزايد المخاوف من توسّع رقعة التصعيد.
Comments