بقلم المحامي فؤاد الأسمر
بين أيلول ١٩٥٢ وأيلول ١٩٥٨ رفع الرئيس كميل نمر شمعون لبنان إلى مصاف ارقى دول العالم وأقواها حضوراً وأكثرها ازدهاراً.
لم يكن أمام فؤاد شهاب الطامح للرئاسة إلا العبث بالأمن وبث الرعب في قلوب اللبنانيين توصلاً لإظهار نفسه المنقذ الوحيد فيلتفون حوله ويحقق طموحه.
تآمر شهاب مع عبد الناصر على إطلاق حملة تخوين بحق رئيس الجمهورية حينها الراحل كميل نمر شمعون وعمد إلى تسييب الحدود اللبنانية أمام تسلل عشرات آلاف المقاتلين بأسلحتهم اليه من سوريا وفلسطين وأحدثوا فيه فتنة العام ١٩٥٨ ليفرض اللواء شهاب نفسه على أثرها رئيسًا للبلاد.
استفاد شهاب من مناخات الازدهار التي أرساها سلفه وعززها بجملة قوانين وإدارات، ولم يكن أمامه سوى الاستنجاد ببطش وترهيب المكتب الثاني لضبط الأرض والمرتزقة الذين سبق أن استقدمهم لتدمير العهد السابق.
في عهد شارل حلو ضَعُفَت قبضة المكتب الثاني أمام فوضى السلاح الفلسطيني وجرائمه، والمؤسف ذهاب النهج الشهابي إلى توقيع اتفاقية القاهرة وتشريع هذا السلاح استرضاءً لياسر عرفات والحصول على دعمه لتولي شهاب الرئاسة في العام ١٩٧٠، إلا أن اللواء عاد وأحجم عن الترشح إزاء حتمية خسارته أمام الرئيس فرنجيه.
أوصل السلاح الفلسطيني وأطماعه لبنان إلى انفجار العام ١٩٧٥، وبدلاً من انزال الجيش والقبض على المخلًين بالأمن وضبط الشارع، تم تحييده لابتزاز اللبنانيين وفق سيناريو العام ١٩٥٨، فكان أن ربح المرشح الشهابي إلياس سركيس الرئاسة انما خسر الجميع لبنان.
بعد أن خبا السلاح الفلسطيني ورثته لعنة السلاح الإيراني الذي حَكَمَ لبنان لعقود وجَرّه إلى العزلة والموت بدعم وتأييد مباشر من قبل رئيسين للجمهورية شهابيين.
لقد شكّل السلاح غير الشرعي وتغطيّته والاستقواء به أهم مصائب ونكبات البلد، فهل ينجح لبنان اليوم بكسر هذه اللعنة واستعادة سلطاته الحصرية كاملة على أراضيه واقتلاع أي سلاح خارج جيشه والعودة إلى الحياة؟
Comments