bah زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان باتت في حكم المؤكدة - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان باتت في حكم المؤكدة

09/20/2025 - 10:56 AM

Bt adv

 

 

بيروت - كتب شربل زوين

 

تؤكد أوساط كنسيّة رفيعة المستوى، أن زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان لثلاثة أيام، باتت في حكم المؤكدة بين مساء السبت الأحد 30 تشرين الثاني/نوفمبر والثلاثاء 2 كانون الأول/ديسمبر 2025، على الرغم من عدم صدور بيان رسمي في شأنها حتى الآن. ولكن من الواضح أن الإستعدادات قائمة بجديّة إن على الصعيد الرسمي أو على الصعيد الروحي لإستقبال رئيس الكنيسة الكاثوليكية في لبنان بلاد الأرز، على خطى سلفَيه القديس يوحنا بولس الثاني وسعيد الذكر بنديكتوس السادس عشر، علمًا أن البابا فرنسيس رحل وفي قلبه وقلب محبيه غصة لعدم تمكنه من زيارة لبنان في عهد الرئيس ميشال عون، بعدما كانت على قاب قوسين من التحقق قبل حوالى أربع سنوات بسبب وضعه الصحي ودقّة الواقع اللبناني في حينه.

وزيارة البابا لاوون الرابع عشر ستكون ضمن جولة خارجية هي الأولى له بعد إنتخابه في 8 أيار/مايو الماضي، وتشمل تركيا في محطتها الأولى وذلك لمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 1700 لإنعقاد مجمع نيقية المسكوني عام 325 الذي أصدر قانون الإيمان النيقاوي وقرّر قاعدة ثابتة لتوحيد عيد الفصح، علمًا أن مدينة نيقية التاريخيّة بحد ذاتها، والتي تقع في جنوب شرق مدينة إسطمبول لم تعد موجودة على أرض الواقع، بل باتت معالمها القديمة في جزء كبير منها تحت مياه البحر، وقد حلَّت مكانها اليوم مدينة إزنيك..

أما المحطة الثانية، فستكون في لبنان حيث تمتد زيارة الحبر الأعظم من الثلاثين من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل إلى الثاني من كانون الأول/ديسمبر المقبل. وتكشف معلومات أن ثمة مسألة تركيّة لبنانيّة وَلَّدت إشكاليّة يَتمّ العمل على حلِّها، وتتعلق بإعلان البابا خلال إحتفال كبير في الفاتيكان، قداسة الطوباوي الأرمني الشهيد المطران إغناطيوس شكرالله مالويان في الأحد التاسع عشر من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، إذ تَبيَّن أن السلطات التركيّة تُبدي تحفظات على هذا الحدث، لأنه يُضيء بوضوح ولو بشكل غير مباشر، على الإضطهادات والمذابح التي طالت المسيحيين الأرمن والسريان والكلدان في مطلع القرن العشرين،

وكان مطران ماردين للأرمن الكاثوليك أغناطيوس مالويان من ضحايا إحداها مع العشرات من رجال الدين والمئات من المدنيين في منطقة ديار بكر..وتردَّد أن أنقرة سعت إلى تزوير التاريخ وإستصدار تقرير طبي مزعوم منسوب الى مستشفى في تلك الأثناء يُفيد بأن المطران مالويان - 46 سنة، أُصيب بأزمة قلبية أدّت إلى وفاته في المستشفى المزعوم، ولم يَمت قتلاً بالرصاص في الرأس مع آخرين في صحراء دير الزور عند الحدود السورية التركيّة.. ويبدو أن الكرسي الرسولي تجاوز هذا الإعتبار المستجِدّ؛ وجولة البابا ستتم كما هو مقرّر في إنتظار تأكيد موعد زيارة لبنان رسميّاً، علماً أن مصادر الفاتيكان لم تنف صحة تاريخها في آخر تشرين الثاني/نوفمبر 2025.

وفي المعلومات المتوافرة، أن دوائر القصر الجمهوري في بعبدا تواصل التحضير للزيارة التي ستشمل مبدئيًا لقاءاً بين الحبر الأعظم والرئيس جوزاف عون وعائلته في قصر بعبدا لدى وصوله وقبل توجهه الى مقرّ إقامته في السفارة الباباويّة في حريصا - درعون، في إنتظار التأكد مما إذا كان سيلتقي رئيسي المجلس والحكومة وعائلتيهما معاً في قصر بعبدا أو في إطار آخر..

ومن الطبيعي بحسب المعلومات الأوليّة وغير النهائية، أن يلتقي قداسته رؤساء الطوائف المسيحيّة على الأرجح في الصرح البطريركي في بكركي أو في مقرّ إقامته بالسفارة الباباويّة، فضلًا عن لقاء رؤساء الطوائف الإسلاميّة، وثمة سعي لترتيب زيارة البابا لضريح القديس شربل في عنّايا، إذا سمح الوقت بذلك.. علمًا أن هناك ثابتتين على غرار ما تضمنتهما الزيارتان الباباويتان السابقتان، وهما لقاء الشبيبة في مزار سيّدة لبنان - حريصا أو في ساحة بكركي والقداس الإحتفالي الشعبي الكبير ربما عند واجهة وسط بيروت البحريّة والذي يُنتظر أن يشارك فيه مئات الآلاف من المؤمنين..

وتؤكد شخصيّة بارزة على تماس مع دوائر الفاتيكان، أن زيارة البابا لاوون الرابع عشر تُمثّل بحدّ ذاتها تأكيدًا مباشرًا وصريحًا على دعم لبنان وطنًا للشراكة الفعليّة والسليمة بين المسلمين والمسيحيين، ترتكز على التوازن الذي يتخطّى حسابات الأكثريّة والأقليّة، تأسيسًا على الميثاق الوطني وفرادة لبنان كبلد للعيش المشترك، الذي يحترم الحريّات الفردية والعامة ويحترم في الوقت عينه خصوصيات الطوائف والمكوّنات اللبنانيّة في إطار الوحدة الوطنية.

كما أن زيارة البابا، ستشكل رسالة دعم واضحة للدولة اللبنانية حكمًا وحكومة، ولرئيس الجمهورية ليس كرئيس مسيحي فحسب، ولكن أيضًا كرمز لوحدة لبنان وسيادة الدولة وإنتظام سلطاتها ومؤسساتها الدستورية. فلبنان اليوم، بحاجة لكل دعم ومواكبة ممكنة لتخطي المصاعب الكثيرة التي يَعيشها..

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment