bah توماس براك يفجّر قنبلة دبلوماسية: خارطة أميركية لنزع سلاح حزب الله تُربك بيروت - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

توماس براك يفجّر قنبلة دبلوماسية: خارطة أميركية لنزع سلاح حزب الله تُربك بيروت

09/23/2025 - 04:22 AM

absolute collision

 

 

بيروت - بيروت تايمز - تحقيق جورج عون

 

باغت الموفد الأميركي توماس براك العاصمة اللبنانية بتصريحاتٍ قلبت الطاولة على قواعد "الدبلوماسية الناعمة" التي طبع بها إدارته لملف سلاح "حزب الله". فالرجل الذي كُلّف بصياغة خارطة طريق لسحب سلاح الحزب، خرج عن النص، وأطلق مواقف بدت أقرب إلى قنبلة دبلوماسية فجّرها من على منبر غير متوقع، واضعًا بيروت أمام معادلة جديدة: لا وقف للنار بلا نزع للسلاح.

التصريحات جاءت في سياق ما يُعرف بـ"إعلان 27 نوفمبر"، الذي تحوّل من ورقة تفاهم إلى إعلان مشترك لبناني-أميركي، يرسم ملامح مرحلة ما بعد الحرب، ويضع حزب الله في قلب العاصفة السياسية والدبلوماسية.

براك، الذي لطالما وصف بأنه "مهندس التهدئة"، أعلن بوضوح أن واشنطن تعتبر الجناح العسكري لحزب الله منظمة إرهابية، وأن نزع سلاحه يجب أن يتم وفق جدول زمني صارم، عبر مراسيم حكومية لبنانية، وبإشراف دولي خماسي يضم الولايات المتحدة، فرنسا، إسرائيل، لبنان، وقوات اليونيفيل.

الرد اللبناني لم يتأخر. الرئيس جوزيف عون سلّم ردًا رسميًا يتضمن مطالب بوقف الخروقات الإسرائيلية، مقابل سحب السلاح من شمال الليطاني. أما حزب الله، فاعتبر أن الحديث عن نزع السلاح قبل إنهاء الاحتلال هو انقلاب على منطق المقاومة، ورفض الانخراط في أي تسوية تُفرغ المقاومة من مضمونها.

الورقة الأميركية تقترح ثلاث مراحل زمنية تبدأ بوقف الغارات وتحريك السلاح، مرورًا بخطة انتشار الجيش، وصولًا إلى انسحاب الحزب من الجنوب. وفي خلفية المشهد، تلوح دعوة لعقد مؤتمر اقتصادي دولي في خريف 2025، لإعادة إعمار لبنان، وترسيم الحدود مع إسرائيل وسوريا، في مشهد يُعيد رسم الجغرافيا السياسية للمنطقة.

توماس براك لم يكتف بإطلاق التصريحات، بل وضع بيروت أمام اختبار وجودي: إما السير في طريق التسوية، أو مواجهة عزلة دولية متصاعدة. وبين الرفض الحزبي والتردد الرسمي، يبقى لبنان عالقًا بين نارين... وسلاح حزب الله في قلب العاصفة.

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment