bah زيارة البابا لاوون إلى لبنان: ثلاثة أيام من اللقاءات الرسمية والروحية، وقداس الرجاء في بيروت - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

زيارة البابا لاوون إلى لبنان: ثلاثة أيام من اللقاءات الرسمية والروحية، وقداس الرجاء في بيروت

09/25/2025 - 19:27 PM

بيروت

 

تحقيق خاص

________________________

 

بيروت، الفاتيكان - بيروت تايمز - تحقيق جورج ديب

 

وسط أجواء يملؤها الترقب والأمل والرجاء، ينخرط لبنان بأطيافه كافة من مواطنين وقيادات دينية ومدنية، ومؤسسات كنسية ووطنية في التحضير لاستقبال قداسة البابا لاوون الرابع عشر، الذي يعتزم زيارة البلاد في مطلع تشرين الثاني المقبل ضمن برنامج يمتد لثلاثة أيام. هذه الزيارة، الأولى له خارج الفاتيكان منذ انتخابه في أيار الماضي، تحمل أبعادًا روحية، لاهوتية، شبابية ورسمية، وتُعد حدثًا جامعًا يتجاوز الطقوس البروتوكولية ليُجسّد لقاءً كنسيًا شاملًا، ورسالة سلام تُوجّه إلى وطن مثقل بالأزمات، يتطلع إلى بصيص رجاء يعيد إليه توازنه الروحي والاجتماعي.

 

الزيارة، المقررة تأتي في ظل ظروف دقيقة تمر بها البلاد، ما يمنحها بعدًا رمزيًا كبيرًا بوصفها رسالة دعم وسلام لشعب أنهكته التحديات، ورسالة كنسية تؤكد أن الرجاء لا يُطفأ حتى في أحلك الظروف. بحسب البرنامج الأولي الذي حصلت عليه بيروت تايمز، من المتوقع أن تشمل الزيارة لقاءات رسمية في القصر الجمهوري، حيث سيستقبله رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وعائلته، إلى جانب كبار المسؤولين اللبنانيين، في لقاءات تهدف إلى تعزيز الحوار الوطني، والتأكيد على دور لبنان كبلد رسالة وتعددية.

كما يتوقع أن يلتقي البابا رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية، في مشهد يعكس التزام الكنيسة الجامعة بتعزيز التفاهم بين الأديان وترسيخ العيش المشترك، انطلاقًا من دعوة الإنجيل إلى السلام، ومن تعاليم الكنيسة التي ترى في الحوار وسيلة خلاصية لا تقل أهمية عن الصلاة. التحضيرات جارية أيضًا لاستقبال البابا في الصرح البطريركي في بكركي، حيث سيُعقد لقاء شبابي موسّع، يتخلله تأملات روحية وكلمات رعوية تتمحور حول دور الشباب في بناء السلام، ومكانتهم في الكنيسة كمؤمنين فاعلين لا كمستقبل مؤجل.

وفي حريصا، يُنتظر أن يشارك البابا في لقاء روحي يجمع البطاركة والمطارنة والرهبان والراهبات، في تأكيد على وحدة الكنيسة وصلاتها من أجل لبنان، وعلى أن الصلاة المشتركة هي فعل نبوي في وجه الانقسام. الحدث الأبرز في الزيارة سيكون القداس الإلهي الحاشد الذي يُخطط لإقامته عند الواجهة البحرية لبيروت، بمشاركة واسعة من المؤمنين من مختلف المناطق والطوائف. هذا القداس لا يُعد مجرد احتفال طقسي، بل هو فعل لاهوتي جامع، يُرفع فيه الرجاء كذبيحة حب من أجل وطن جريح، ويُستعاد فيه معنى الكنيسة كجماعة مؤمنة تصلي من أجل السلام، وتُعلن أن المحبة أقوى من الموت، وأن لبنان ليس أرضًا منسية بل قلب نابض في جسد الكنيسة الجامعة.

تشمل الزيارة أيضًا محطات وجدانية ذات رمزية خاصة، أبرزها دير مار مارون في عنايا حيث مزار القديس شربل، ودير الصليب في بقنايا، إضافة إلى زيارة مستشفى الكرنتينا ولقاءات إنسانية مع المرضى والأطفال. هذه المحطات تُجسد البُعد الرعوي للزيارة، وتُعيد التأكيد على أن الكنيسة لا تكتفي بالخطاب، بل تنزل إلى الجراح وتلمسها، وتُصلي من أجل شفائها.

مصادر كنسية ودبلوماسية تشير إلى أن زيارة البابا لاوون تحمل في طياتها دعمًا دوليًا للبنان، وتسعى إلى إعادة تسليط الضوء على قضيته في المحافل العالمية، وسط جهود فاتيكانية لحشد الدعم الدولي ومساندة لبنان في مسيرته نحو الاستقرار والإصلاح. كما تأتي هذه الزيارة في سياق لاهوتي أوسع، يرى في لبنان نموذجًا للعيش المشترك، ورسالة كنسية يجب أن تُحفظ وتُصان، لا فقط من أجل اللبنانيين، بل من أجل العالم بأسره.

بيروت تايمز ستواكب هذه الزيارة بكل تفاصيلها، وتُخصص تغطية خاصة لأبعادها الروحية والإنسانية والوطنية، انطلاقًا من رسالتها الإعلامية في تعزيز الحوار الثقافي والديني، وتسليط الضوء على المبادرات التي تُعيد للبنان مكانته كمنبر للسلام. كما تواصل بيروت تايمز التنسيق مع الجهات الكنسية والرسمية لتوفير تغطية دقيقة وشاملة، تعكس أهمية الحدث وتُبرز رسالته في زمن الانقسام والرجاء.

مصدر إضافي أشار إلى أن وثيقة سياسية تحمل توقيع شخصيات مسيحية من لبنان وسوريا والعراق والأردن وفلسطين ومصر ستُسلّم لقداسته خلال الزيارة، وتدعو إلى دولة مدنية تضمن الحقوق الفردية والجماعية، في خطوة تعبّر عن تطلعات الجماعة المسيحية في الشرق الأوسط إلى مستقبل أكثر عدالة وانفتاحًا.

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment