bah جانب المسؤولون الأعــزّاء حـذار اللعب ضمن معادلات وهمية وتسويات قاتلة - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

جانب المسؤولون الأعــزّاء حـذار اللعب ضمن معادلات وهمية وتسويات قاتلة

09/26/2025 - 07:32 AM

Atlas New

 

 

بسام ضو *

 

أيُّها المسؤول من خلال مجريات الأمـور على الساحة اللبنانية والساحتين الإقليمية والدولية وإيمانًا منّا بالسيادة الوطنية الغير منتهكلة وكوسيلة إضافية لواقع الوضع العام ( السياسي – الأمني – الإقتصادي – المالي – الإجتماعي ) وبأسلوب سياسي بحثي في الأدبيات السياسية وفي حقلي التحليل السياسي والإنساني ومن منطلق منهجية بحثية تعتمد على الواقع الغير مُشوّه والتفسيرات الإجتهادية التي طالما أوصلتنا إلى هلاك الجمهورية بكل دوائرها، من المفترض رفص الألاعيب السياسية من حيث المفهوم وأسلوب الممارسة كمحاولة لكسب الوقت.

ليس من أمر مخفٍ إنّ التدخلات الخارجية تتحكّم بمسار الأمور في الجمهورية اللبنانية وفي جميع مفاصلها والبحث في الأسباب والتفاصيل وتحليل وسرد الأحداث يتطّلب الإلمام بما هي ماهية هي التدخلات وجوهرها وأهدافها ومعرفة أسبابها وأهدافها والدهاليز التي حوّلت الجمهورية إلى دار مُدمّرة سائبة تحكمُها عوامل خارجية مستخدمة الساحة اللبنانية ساحة صراع إقليمية – دولية تحت غطاء محلي هزيل. وهذه التدخلات تتجلّى في توظيف وتخطيط هدفهما إبقاء الجمهورية ساحة غامضة بما يتسبّبْ إلتباسًا في موضوع السيادة الوطنية التي أنتم مؤتمنين عليها يا حُكّام.

التهرُّب من المسؤولية وإتخاذ المواقف التي تستظل الدستور والقوانين الدولية والقرارات ذات الصلة الصادرة والتي تخص جوهر الأزمة اللبنانية كلها أمور لا يقبلها أي منطق لا بل تتصادم والمنطق القانوني المنصوص عنه في المجلس الأعلى المادة 80 من الدستور اللبناني. هناك لعبة سياسية شديدة التشابك تدخل ضمن مؤثراتها عشرات العوامل السياسية الأمنية الإقتصادية المالية الإجتماعية تُستخدم لإعاقة مسيرة السلام وراحة الشعب اللبناني وهذه الأمور أدّتْ وستؤدي إلى هجـرة منظمّة باتت معروفة أهدافها وغاياتها ومنظّميها و"المُطنّشين عنها ".

سجالات وسجالات في غمرة صراعات دائرة بين قوى إقليمية – دولية من أجل القوة والمصلحة، وهذه اللعبة النتنة الممارسة على الأرض اللبنانية هي أكثر دقّة ومهارة وتُمارس حسب الأصول لأنّ النظام السياسي غائب عن الوعي، لا صياغات لديه لواقع الأزمة السيادية والمؤسف أنه نظام محكـوم مُرتهن عاجـز. كمركز أبحاث مرّت علينا دراسة أزمات كبيرة ومُعقّدة ولكن كالأزمة الحالية وطريقة معالجتها لم يمُّرْ هكذا أمر. ما من بلد في العالم إلاّ وله نصيب من أزمات معينة، سيادة تُعاني من إثبات عذريتها في البعُد السيادي الوطني.

من المفترض أنْ تبدأ مرحلة يتّم من خلالها تظهير وسائل حلحلة الأوضاع العامة في البلاد ومن الأهمية في مكان ما أن تحمل هذه المرحلة منظومة سياسية جديدة ورسائل توّجه إلى الداخل والخارج الإقليمي والدولي تستند مقدماتها تغيير قواعد اللعبة الحالية إلى سلسلة من التحضيرات التي تخضع لتقييم المرحلة الراهنة ( العهد الحالي وحكومته + رئاسة مجلس النواب وأداء النوّاب + رؤساء الأحزاب والقوى الضاغطة ) مع الأخذ بعين الإعتبار أنّ الأداء الحالي للنظام السياسي وللمجموعات الداعمة خضع لحسابات خسارة وتضييع الوقت والمماطلة بما في ذلك تقاطع المصالح بين اللاعبين المذكورين كل بحدود مصالحه الخاصة، وكل ذلك بطبيعة الحال حاصل على حساب مستقبل لبنان ومؤسساته الشرعية المدنية والعسكرية والشعب.

تدارُكا منّا كمركز أبحاث PEAC أنّ إستمرار الأمور الحالية على هذا النحـو من المماطلة وتضييع الوقت ستكون مكلفة وبأنّ وطننا وشعبنا سيدفعان الثمن وهذه الكلفة هي على عاتق الشعب دون غيره فهذا يعني أن الفرصة ستكون متاحة لتدخل خارجي يأتي ضمن مشروعية تطبيق القانون والنتيجة هي مزيد من الخسائر البشرية وتدمير الممتلكات والمعاناة التهجير.

إننا كمركز أبحاث PEAC إستنادًا لتصاريح متداولة عبر وسائل الإعلام وبعض مراكز القرار أنّ هناك جهات دوليّة أضحت وبصورة مؤكدة وبعد تجاربها التفاوضية مع الدولة اللبنانية إلى معادلة تميل من خلالها إلى ما يُعرف ب"النأي بالنفس" عن

خوض مفاوضات غير منتجة مع المسؤولين اللبنانيين، ومن المؤسف أنهم على ما يبدو وجدوا البديل المناسب في هذا الإطار حيث يتُّم التسويق عبر إطلالات إعلامية ومواقف تُطلق على " غض نظـر للإسرائيليين " بالقيام بما هو مُآتٍ لمصلحتها إلى أن يتُّم حسم الموقف... ومن الواضح أنّ هناك معطيات يتُم مناقشتها حول الوضع السيادي للجمهورية اللبنانية تختلف عمّا سبقها من تجارب فهي محكومة بتجاذبات إقليمية – دولية متشعبة والخشية من أن يكون هناك مرحلة تضييق على الجمهورية اللبنانية لا تُحمد عقباها ولسوء محاذيرها.

إزاء هذه المعطيات القاتمة والخطيرة نقترح على الأطراف اللاعبة ضمن المسرح السياسي اللبناني الضغط والمُساعدة بكل الوسائل المتاحة ل"تعديل حكومي طارىء" بإستطاعة هذا التعديل تهيئة مناخ للإستقرار السياسي – الأمني – الإقتصادي الإجتماعي. عسى هذه الفكرة تأخذ حيِّزًا من الدرس والإقرار.

 

* كاتب وباحث سياسي – أمين سر المركز الدولي للأبحاث السياسية والإقتصادية PEAC

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment