تقرير سياسي واخباري خاص
___________________________________
الرئيس جوزاف عون في الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد السيدين نصرالله وصفي الدين:
الوفاء للتضحيات لا يكون إلا بوحدة الموقف والتفاف الجميع حول مشروع الدولة الواحدة القوية العادلة.
مصادر دبلوماسية لـ "بيروت تايمز" مواقف سلام لم تكن نتيجة ضغوط أو ايحاءات أميركية، إذ لم يتلق أي إشعار خارجي
مصادر قيادية في تيار المستقبل لـ "بيروت تايمز" الرئيس سعد الحريري "لم يُعطِ الضوء الأخضر لخوض المعركة المُنتظرة".
بيروت - تقرير سياسي واخباري خاص من اعداد منى حسن - بيروت تايمز
في خطوة رمزية أثارت جدلاً واسعاً، أقدم حزب الله على إضاءة صخرة الروشة بصورتي أمينيه العامين السابقين الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، في مشهد بصري غير مسبوق على أحد أبرز المعالم الوطنية في بيروت.
الخطوة التي وُصفت بأنها "احتفالية رمزية"، سرعان ما تحوّلت إلى شرارة أزمة سياسية وإعلامية، إذ اعتبرها البعض استفزازاً سياسياً في توقيت حساس، بينما رأت أوساط سياسية أن العاصفة مفتعلة ولا تستحق هذا الحجم من التوتر، معتبرة أن التركيز على الشكل صرف الأنظار عن جوهر الأزمة الوطنية.
في المقابل، بدا رئيس الحكومة نواف سلام وكأنه في قلب مأزق شخصي وسياسي، إذ ألغى مواعيده الرسمية في السراي الحكومي، قبل أن يستقبل عدداً من النواب والوزراء تضامناً معه، في مشهد عكس ارتباكاً في إدارة الأزمة أكثر مما عكس موقفاً حازماً. وبحسب مصادر خاصة لـ بيروت تايمز، فإن سلام شعر بأن الخطوة تمثل تحدياً لسلطة الدولة، لكنه اختار التصعيد عبر مقاطعة رسمية وبيانات متتالية، بدلاً من معالجة الملف عبر القنوات الدستورية والمؤسسات المعنية.
ارتباك حكومي وتجاهل للجوهر
دعا سلام إلى اجتماع تشاوري بدا في ظاهره محاولة لإظهار الحزم، لكنه كشف في جوهره ارتباكاً واضحاً في إدارة الأزمة. فبدلاً من معالجة جوهر المشكلة المتمثل في ملف "حصرية السلاح"، انشغلت الحكومة بتفاصيل جانبية حول "الإضاءة الرمزية"، لتبدو وكأنها تلهو بالقشور وتغضّ النظر عن الأساس.
لا ضغوط أميركية… بل رسالة واحدة
مصادر دبلوماسية أكدت لـ بيروت تايمز أن مواقف سلام لم تكن نتيجة ضغوط أو إيحاءات أميركية، إذ لم يتلقَ أي إشعار خارجي. الرسالة الوحيدة التي يسمعها من العواصم المعنية هي المطالبة بإنهاء ملف السلاح غير الشرعي، لا الغرق في قضايا ثانوية لا تمس جوهر الأزمة اللبنانية.
تهويل الاستقالة… واتهامات غير مبررة
مصادر سياسية مطلعة وصفت لـ بيروت تايمز تهويل المحيطين بسلام لاحتمال اعتكافه أو استقالته بأنه مجرد "هوبرة سياسية"، مؤكدة أن قراراً كهذا ليس في يده أصلاً، وأن بقاءه في السراي محكوم بقرار خارجي يفرض استمراره. كما استغربت هذه المصادر محاولاته تحميل الجيش والقوى الأمنية مسؤولية ما حصل، مع أن الفعالية تدخل في صلاحيات محافظة بيروت وبلديتها.
الجيش اللبناني، بحسب المصادر، لم يُكلَّف بمنع النشاط أو فضّه، بل اقتصر دوره على حفظ الأمن ومنع الاحتكاك، وهو ما أنجزه بالكامل. لذلك، لم يكن اجتماع سلام مع وزراء الدفاع والداخلية والعدل هادئاً، خصوصاً بعد أن عبّر وزير الدفاع ميشال منسى عن رفضه القاطع لإلقاء تبعات الشارع على الجيش، مؤكداً أن مهمة المؤسسة العسكرية كانت وستبقى درء الفتنة وترسيخ الوحدة الوطنية.
ارتجال سياسي… ومقاطعة غير مبررة
بحسب معلومات بيروت تايمز، فإن حراك سلام الاعتراضي سيبقى محصوراً في حدود معينة، ولن يصل إلى الاعتكاف أو الاستقالة. وكان في متناول سلام أن يكلف وزير الداخلية بمتابعة الموضوع، لكنه اختار طريقاً متسرعاً، خرج ببيان ثانٍ عكس انفعالاً وارتجالاً، ثم أتبع ذلك ببيان ثالث زاد الأمور سوءاً، حين لجأ إلى مقاطعة استعراضية تمثلت بإلغاء مواعيده الرسمية، ما عكس ضيق صدر في مقاربة الملفات الوطنية.
وفي محاولة لرمي كرة النار في حضن الجيش والأجهزة الأمنية، أشرك سلام وزيري الداخلية والدفاع في الأزمة، ودفعهما لمطاردة منظّمي الفعالية وتوقيفهم، وهو مشهد قرأه كثيرون على أنه تنصّل من المسؤولية القيادية.
اجتماع السراي… ترميم الصورة ومحاولة احتواء
انتهى الاجتماع الوزاري التشاوري في السراي ببيان شدد على ضرورة حماية هيبة الدولة، بينما حاول نائب رئيس الحكومة طارق متري من خلال البيان الذي تلاه ترميم صورة رئيس الحكومة والتخفيف من وطأة قراراته. وأفيد أن قراراً اتُخذ بسحب الترخيص من الجمعية التي طلبت إذناً للتظاهرة، وسط مشاورات سياسية مكثفة لاحتواء التداعيات وتفادي انفجار أزمة في لحظة سياسية بالغة الحساسية.
اشتباك مع الجيش… وخلاف مع رئيس الجمهورية
الخطأ الثاني الذي عمّق مأزق سلام تمثّل في إصراره على ألا يتم أي نشاط جماهيري من دون موافقته المسبقة، وهو ما بدا كأنه محاولة لفرض وصاية سياسية غير ممكنة عملياً. هذا التشدد دفعه إلى مواجهة مفتوحة مع القوى الأمنية، وتحديداً الجيش، ما أدى إلى تمدّد الاشتباك إلى علاقة رئيس الحكومة مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي يحمل رؤية مختلفة تماماً في التعاطي مع الملفات.
ردّ وزير الدفاع المحسوب على الرئيس عون شكّل رسالة سياسية مباشرة بأن مواقف سلام غير مقبولة داخل منظومة السلطة نفسها، وأن اعتكافه قد يصيب العهد، لا أحد غيره.
مأزق ذاتي… وسلّم مفقود
أمام هذا المشهد، يبدو أن سلام بات بحاجة ماسة إلى "سُلَّم" ينزل به عن الشجرة التي صعد إليها، غير أن أحداً لا يبدو مستعداً لتقديم هذا السلم له. القوى السياسية ترى في تراجعه ضعفاً، والأجهزة الأمنية دخلت معه في مواجهة، ورئاسة الجمهورية تنظر إليه كمسبب لتأزيم الوضع. هكذا يجد نفسه أمام معادلة صعبة: التصعيد يعني المزيد من العزلة، والتراجع يعني خسارة صورته كمَن أراد فرض سلطته.
تيار المستقبل… هل يعود إلى الساحة الانتخابية؟
في موازاة الأزمة الحكومية، ترددت في الكواليس السياسية أخبار عن احتمال مشاركة تيار المستقبل في الانتخابات النيابية المقبلة. مصادر قيادية في التيار أكدت لـ بيروت تايمز أن المشاركة في استحقاق 2026 واردة، لكن لا شيء محسوم حتى الآن طالما أن الرئيس سعد الحريري لم يُعطِ الضوء الأخضر.
خوض "التيار" للانتخابات منفرداً يعني الابتعاد عن الحلفاء التقليديين مثل الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية، ما يفتح الباب أمام تشكيل لوائح خاصة، ويؤسس لمواجهة انتخابية ضمن البيئة السنية، خصوصاً في بيروت.
لكن العقبة الأساسية تبقى في التمويل، إذ تشير المعلومات إلى أن شخصيات متمولة بدأت تطرح نفسها للترشح، ما قد يشكل رافعة مالية للتيار في حال قرر خوض المعركة.
في المقابل، تقول مصادر لـ "بيروت تايمز" إن هناك من يعدّ العدة للترشح خارج عباءة الحريري، ما يعني أن المشهد السني قد يشهد تفتتاً سياسياً غير مسبوق، في حال لم يُحسم قرار المشاركة من قبل القيادة المركزية.
الرئيس جوزاف عون في الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد السيدين نصرالله وصفي الدين
دعا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى ان تكون الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد الأمينين العامين السابقين لحزب الله السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين ، مناسبة للتأكيد على أن حماية التضحيات التي يقدمها أبناء هذا الوطن، على اختلاف انتماءاتهم والوفاء لها ، لا تكون إلا بوحدة الموقف، والتفاف الجميع حول مشروع الدولة الواحدة، القوية، العادلة. ذلك إن الأخطار التي تتهدد لبنان اليوم، من أمنية وسياسية واقتصادية، لا يمكن التصدي لها إلا من خلال التكاتف الوطني، والابتعاد عن الانقسام، والتأكيد أن لا حماية حقيقية إلا تحت سقف الدولة اللبنانية، التي وحدها تمتلك الشرعية، ووحدها تضمن الأمان لجميع اللبنانيين، من دون تمييز أو تفرقة.
وأعرب الرئيس عون عن أمله في أن تكون هذه الذكرى الأليمة محطة للتلاقي، ولترسيخ الإيمان بأن لا خلاص للبنان إلا بدولة واحدة، وجيش واحد، ومؤسسات دستورية تحمي السيادة وتصون الكرامة.
حمى الله وطننا من كل شر."
Comments