الأب الدكتور نبيل مونس *
الوطن وكل الأوطان، الأرض ونجومها تحلق في سماء القلب الحب الإلهي، كل شيء يسقط. كل الكلمات تندثر لولا وجود الحب الإلهي. انه وجود الوجود والحق الوجودي الأحق للحقيقة.
لماذا اذا يسطو العدو عند الأعتاب؟ ويتقاتل البشر من أجل فتات من الحق والحقيقة الغبارية، للبقاء حتى الغباء والادعاء بالألوهية.
هناك حقيقة واحدة أن الإنسان روح بل حب روحي حتى ولو تلوث وانجبل في وحول التراب فانسكب في قوالب لحمّية أو نحت في صخور فتصنم وتشخص الحب في القلب ومن القلب هو ما يحيي الإنسان والأوطان وما يحمي الكل من السقوط في بالوعة الظلام الفارغ للكون الخارجي الذي يهدد نظام الحب الإلهي الذي لا يهدأ لا ينام يضبط ويؤمن الأرواح بروحه المحي المقدس.
قلب لبنان
يكفي أن اسمه يعني القلب الأبيض. يكفي أن كل ما يفلّ أو يُسّف في تفسير لبنان يبقى فيه القلب والحب والله. تجد هذا في قلب علم الجذور الكلامي وفي فلسفة الكلمة والرموز، حتى إن شئت في الدخول في عالم اللاهوت والتجسد فأنك تلتقي في قلب الله.
ففي لبنان رسالة واحدة وروح واحد وفكر واحد وقضية واحدة. الحب وثم المحبة وبعدها الوله حتى الإخلاص والاتحاد الإلهي.
الاستقلال
أحب أن أحيّي شهداء لبنان الأحياء أينما كانوا وخصوصا اللذين يعيشون الحب والإيمان والإخلاص له ولكل ما يرمز اليه من حرية من صمود لفضائل اللقاء والاستقلال ومعهم كل الشهداء الأبطال والأبرياء منذ الاستقلال وقبل وما بعد حتى اليوم. انه وطن الرسالة. انه مثل جباله. عال ليعلن الحق. من أعلى قمة في الشرق وفي العالم.
الحياة قصيرة والمهم والاهم الأعظم أن نصل إلى الحب الإلهي. فلا نقل أن الله في قلبي أو معي لوحدي. أنما لنقل أننا أبناء الله والله معنا حتى نصل معا إلى أعماق الله. فنحقق حلم الله في الإنسان هذه هي رسالة لبنان واستقلاله فلنجعل من قلوبنا وطننا مسكنا للحب الإلهي الرسالة الأعظم لبنان.
لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّه وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. “ (البشرى السعيدة إنجيل متى ٦/ ٣٣)
*خادم إرسالية مار شربل ويسكانسن.
Comments