الاب الدكتور نبيل مونس*
لا سلام للقلب الإنساني الا في الارتماء والغوص في محيط الحب الإلهي. السلام الإنساني دون الله، أنما هو سلام الأقوى على الأضعف، الأكثرية على الأقلية، الأغنياء على الفقراء، المسلح على الأعزل، الذئب على الحمل.
لا سلام في الأرض كلها وفي الكون، إن لم تأت من رب الأكوان وسيد الأسياد، الرب الاله الخالق، الآب، الذي أحب العالم إلى الغاية فأرسل ابنه الوحيد ليفتدي قلب الإنسان الضائع المسحور والمخدوع. عميان يقودون عميان. حتى في الأديان، عندما تسقط في لعبة إبليس.
الا التي ترفع راية الحب والمسامحة وتتكلم لغة الروح القدس والغفران. لأن سلام السيف والتعسف، سلام المدفع والصواريخ لا يأتي من عند الله. القمع العليّ أو العلوّيّ بإسم الله، وقطع الرؤوس لفرض سلام الله انما هو دكتاتورية متلبسة من خلق الإنسان الحجري الذي يعيد نفسه ويكرر الأخطاء كأن قلبه لم يعرف صوت الله وحب الله ونفس الله وروح الله. الله حب لا ديكتاتورية إلهية. الله خلاص وعدل، لا غدر وقتل، الله حرية وسلام، لا حرب ولا استسلام. - سفر المزامير-
يقول لنا منذ سنين وينادي في ضمائر السامعين والقارئين والموحدين: "لماذا ارتجت الأمم، وتفكر الشعوب في الباطل".
أليس هذا حالنا في امريكا وفي العالم، في المشرق العربي والعالم الإسلامي، في أقصى الشرق وفي روسيا، في فرنسا وروما وإيطاليا وألمانيا وأوروبا.
ماذا يحصل مع الميلاد؟ ما قبله وما بعد؟ الميلاد هو ولادة النور الذي يضىء في الظلمة ولا يمكن إطفاؤه على الإطلاق. هو من يفضح الخفايا، النوايا والزوايا، حتى ولو ظهرت في ملائكة وتلبست بعباءة الحكمة والقوة والالوهة.
الميلاد هو جاذبية العدل والرحمة والمساواة. التي من مشيئة الله لا من رغبة إنسان.
لأن كل عدالة أهل الأرض لن تحل السلام. السلام يأتي من السلام. لا من السيف والدبابة والعنف والدماء.
لماذا تفكر الشعوب في الباطل؟
العلامة أمامنا. الطفل الإلهي اسمه قدوس والله بالقرب منا لا بل معنا.
لنأت اليه من الشرق ونسير مع نجمه. لماذا يتآمر الرؤساء معا على الرب ومسيحه؟ أليس الملوك من جاؤوا وقدموا له الذهب والمرّ واللبان.
لنعد مع رؤسائنا ورجال الحكمة والسلطة فيما بيننا لنقدم له، جيلا وراء جيل، العبادة الحقيقية بالروح.
إن النور الذي أضاء علينا نور الحق المنير.
أهذا حق ؟ كيف نعرف انه جاء وأنه ولد لنا مخلص. الا ترون وتسمعون، منذ مجيئه إلى الآن: " (مت 11: 5): اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ.
*خادم إرسالية مار شربل المارونية في ولاية ويسكانسن الاميركية
Comments