bah الرؤية المصرية على مائدة فيينا - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

الرؤية المصرية على مائدة فيينا

12/21/2018 - 05:51 AM

Atlas New

 

 

Image result for ‫عبد الفتاح السيسي زيارته إلى النمسا‬‎

بقلم الكاتبة الصحفية :إيرينى سعيد

أنهى الرئيس المصري غبد الفتاح السيسي زيارته إلى النمسا، للمشاركة فى المنتدى الأفريقيى الأوروبى بالعاصمة فيينا، والذى عقد خلاله العديد من اللقاءات المهمة، كما أجرى مباحثات عدة، تناول فيها العديد من القضايا الإقليمية والدولية المتصدرة المشهد، ويأتى لقاءه نظيره النمساوى ألكسندر فإن دين بلين، والمستشار النمساوى سباستيان كورتز فى مقدمة هذه اللقاءات.

ولأن الأحوال المعاصرة تفترض ضرورة توضيح الحقائق مع الإلمام بكافة المجريات، جاءت المشاركة المصرية بهذا المنتدى العالمي - وبناء على دعوة وجهت للرئيس السيسي - في غاية الأهمية ولا سيما في ذلك التوقيت.

الزيارة في مجملها حملت العديد الدلالات السياسية، وربما الانفتاح وتوضيح الرؤية المصرية تجاه العديد من الملفات وإرساء توجهات بعينها فيما يخص قضايا طالما استعصت على المستوى الإقليمى والدولى، والأهم تحديد جوانب التنمية ومحدداتها، جميعها كانت في مقدمة هذه الدلالات، إلى جانب المكاسب الاقتصادية والتى تجلت في توقيع العديد من الإتفاقيات، مع اللقاءات المكثفة والتى أجريت على هامش الفعاليات مع كبار رجال الأعمال والمستثمريين.

أيضا التحول من التعاون على مستوى الدول إلى مستوى القارات، مثل محور مختلف شهده هذا المنتدى، فبعد قمة ثنائية جمعت الرئيس السيسي مع نظيره النمساوى، حلت القمة والتى جمعت القارة الإفريقية بالأوربية من أجل تعاون جاد وتنمية من شأنها إحداث الطفرة في التعامل مع كافة الأزمات المستعصية، ولعل قضية الإرهاب ومعها الهجرة غير الشرعية جاءت في المقدمة.

وهوما أكد عليه تقرير الهيئة العامة للاستعلامات حينما أشار إلى أهمية المنتدى فى ظل استعداد مصر لتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي عام 2019، إضافة إلى اهتمامها بدعم التنمية في أفريقيا، فضلاً عن أهمية علاقات مصر مع أوروبا حيث تمثل صادرات مصر إلى الاتحاد الأوروبي ما يقرب من 40% من اجمالي الصارات المصرية، بينما تمثل واردات مصر من دول الاتحاد الأوروبي نحو37% من اجمالي الواردات المصرية، إضافة إلى وجود العديد من الاتفاقيات الشاملة بين مصر وأوروبا وعلى رأسها اتفاق الشراكة المصرية - الأوروبية التي اكتملت بنهاية العام الحالي جميع مراحل تنفيذه من الطرفين.

 وبحسب نفس التقرير، فإن الزيارة استمدتها أهميتها من واقع مصر الراهن ودورها الإقليمي والدولي، وكذلك من جدول أعمال الزيارة الذي احتوي زيارة ثنائية إلى النمسا، ثم مشاركة مصر على مستوى القمة في لقاء أوربي- أفريقي، والذى عقد في العاصمة النمساوية فيينا في إطار منتدى أوربا - أفريقيا.

ويحكم التحرك المصري الخارجي في السنوات الأخيرة - بما في ذلك الزيارة الحالية إلى النمسا -مجموعة من الأهداف في مقدمتها العمل من أجل كل ما يعزز الأمن القومي المصري بكل عناصره بمعناها الواسع، ويحقق المصالح الوطنية المصرية السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والثقافية وغيرها، وأيضاً كل ما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، إضافة إلى دور مصر في قارتها الأفريقية وعلى المستوى الدولي.

أي أن الأمن القومي المصري يمثل الركيزة الأولى والذى تتجه إليها الأهداف كافة من أجل حمايته وصوته.

وبنفس التقرير تم التأكيد على أولويات العمل الوطني والتى تبلورت في توفير الدعم الدولي لجهود مصر في تحقيق التمنية الشاملة وتحسين حياة المواطنين وإصلاح الاداء الاقتصادي بما في ذلك جذب الاستثمارات الخارجية وجلب التكنولوجيا المتقدمة والشركاء الدوليين في هذه المجالات وزيادة السياحة والصادرات. في الوقت نفسه فإن تحقيق الاستقرار ومواجهة الأزمات في منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط أحد أهداف السياسة الخارجية المصرية حالياً.

من جانب آخر، فإن دور مصر ومسئوليتها في القارة الأفريقية يفرضان عليها التواصل مع كافة القوى العالمية والمجموعات الدولية لتوفير الدعم السياسي والاقتصادي لتنمية أفريقيا، وفي هذا الاطار سافر الرئيس إلى ألمانيا مرتين للمشاركة في القمة الألمانية - الأفريقية وإلى الصين للمشاركة في منتدى الصين - أفريقيا، وغيرهما، وذلك حسبما جاء بنفس التقرير.

بالتالى تظل مصر صاحبة السياسات الخارجية الشاملة والمتنوعة بل والمتعددة المحاور، وتبقى بمثابة الركيزة لاستقرار وطمأنة القارة والمنطقة.

 

*صحفية و كاتبة المصرية و عضو في نقابة الصحفيين

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment