bah راحتنا هي في المسيح يسوع له المجد - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

راحتنا هي في المسيح يسوع له المجد

02/27/2019 - 19:52 PM

Atlas New

 

 

توعية روحية بقلم: ايلين قبطي صالح                                           

نعم راحتنا هي في المسيح يسوع هنا في هذا العالم الحاضر وهناك في حياة الدهر الآتي وهذا العالم الحاضر يقول الكتاب المقدس عنه انه عالم قد وُضع في الشرير، لأن ابليس هو رئيس هذا العالم، ورئيس سلطان الهواء الذي يعمل الآن في أبناء المعصية. ويصف الكتاب المقدس ابليس بانه الكذاب وابو الكذاب، وانه كان قتالاً للناس منذ البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. وانه يتصف بالمكر والختال والكيد. هذه الأوصاف تكشف لنا حقيقة ابليس وتعريّه تماماً. ويعمل ابليس بذكاء وبقوة مستخدماً كل هذه الصفات الرديئة لكي يتعبنا ويشقينا (لا راحة مع ابليس).

وبحسب خطىة الله الحكيمة ضد الخطيئة أعطى لأبليس سلطاناً على الموت. ويفسر لنا هذا سعي ابليس المتواصل في بث سموم الخطيئة في حياة الناس، لأنه بذلك يكون قد حقق هدفه بموت ضحاياه، لأن أجرة الخطيئة هي الموت، وعندما ينجح ابليس في إدخال الرعب والخوف من الموت والدينونة في نفوس البشر يضطرب الناس ويعانون من التعب والمشقة بما لا يستطيع احد ان يحتمله، لا هنا على الأرض ولا هناك بالطبع في الجحيم الأبدي.

هذه الحقائق تفسر لنا ما نراه ونلمسه من شرور ومخاوف سائدة في هذا العالم الحاضر. والدليل على ذلك، انتشار خطايا الظلم والتمييز العرقي وتجارة العهر متمثلة في تجارة البنات والصبية في كل بقاع الأرض، كما تشير التقارير بذلك والأخبار كذلك تحدثنا وسائل الأعلام قصص الفضائح المعاصرة، من جرائم القتل بالجملة في الحروب.

كل الخليقة تأن وتتوجع بسبب خطايا الناس وشرورهم. أصبح كل الكون مهدداً بالأسلحة النووية المدمرة. أين السلام في العالم ونحن المؤمنون نئن متألمين مع بقية الناس والخليقة، لأنه مكتوب ان هذا العالم قد وضع في الشرير، ونحن المؤمنون نعيش حياتنا في قلب هذا العالم الشرير مما يصيبنا القلق وعدم الراحة حيث قال يسوع انتم في العالم لكن لستم من العالم وان هذه الشرور المعاصرة تبدو قاتمة وسيئة للغاية الا انه لا يخفى على القارىء النابه للكتاب المقدس، ان الزوان والحنطة نموَ معاً إلى وقت الحصاد.

فان كانت صورة الشر المعاصرة تزداد قتامة وظلاماً، فان صورة الخير تزداد بهاءً وجمالاً أيضاً. فيجب ان نرفع عيوننا إلى فوق لكي نرى، مع استفانوس الشهيد، السموات مفتوحة وابن الإنسان (يسوع المسيح) قائماً عن يمين الله، وهو الراعي الصالح الذي بذل نفسه عن الخراف، المقام من الأموات الذي يكلمنا في كل عمل صالح، وهو الذي يعطينا اكليل المجد الذي لا يَبلى. فالانسان المخلَّص بدم المسيح فهو نور في الرب، وهذا ما يقوله الوحي "لأنكم كنتم قبلا ظلمة اما الآن فنور في الرب" (افسس 8:5).

هنا نكتشف أيضاً ان خدمة المسيح الراعي الصالح الذي بذل نفسه عنا على الصليب وانتصر على الموت والشيطان بقيامته هي خدمة قد بددت الظلمة في حياتنا بلا رجعة وهي خدمة قد منحتنا نور الحياة، نور معرفة الله ونور الفرح بالخلاص ونور البهجة بنقاوة القلب وطهارة الحياة. وفوق هذا كله، هي خدمة اتمام العهد الذي سبق وتكلم عنه كثيراً في الزمن القديم، بطرق وانواع كثيرة، مثلاً من خلال الأنبياء أشعياء، أرميا، وحزقيال اعلن الله قصده بإقامة عهد أبدي لشعبه (أشعياء 3:55، 8:61) (أرميا 40:32) (حزقيال 60:16، 26:37) وهذا العهد هو عهد ابدي لأنه مثبت ومضمون بدم المسيح نفسه. هكذا اعلنت النبوات وهكذا صار فعلاً، فالمسيح له كل الفضل والمجد والشكر والسجود، حيث صار لنا سلطان أولاد الله. وماذا بعد انه صنع لنا عهداً أبدياً في علاقة نور وحب عجيبة ورائعة مع الله نحن لا نستحقها أساساً. ألا نفرح ونبتهج بهذا الخلاص؟ ألا نشكر الله ونمجده بسبب هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون؟

سلام الله معكم.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment