المحامي حافظ جابر
بقلم : المحامي عمر زين
الامين العام السابق لاتحاد المحامين العرب
رحل الزميل حافظ جابر في عز تألقه، تاركا عمادة المحاماة في عالية بحزن عميق، ونقابته وزملاءه واصدقاءه ومحبيه وهم كثر بمزيد من الاسف والحزن على فقدانه من ساحة الوطنية والعروبة ومن ساحة العدالة.
الراحل العزيز طيب الاصل، عاش ايامه بنكهة الحب والفرح، وعلى محيّاه ابتسامة الامل، فكان ايمانه كاملا ويقينه صادقا وقلبه خاشعا.
حافظ جابر عرفناه حاملا قلباً نقياً، عميدا للزملاء المحامين في عاليه، كان في عمله المهني ثابت الفكر، يعشق الدقة، والشمول، والثقافة، متمتع بميزة الاستشراف والحصافة، افعاله رشيدة، يقول كلمة الحق في الرضى والغضب، سمحا في حزم، دمث الاخلاق، ذا باع في السياسة، لم يحالفه الحظ بدخول الندوة اللبنانية لكنه لم يتخلّ عن قناعاته الوطنية والقومية.
الزميل حافظ الزم نفسه بالوفاء، وتفاني النفس، واحساس الاخوة، كان دائما واخوانه الى جانبي في كل الانتخابات النقابية التي خضتها بنجاح في نقابة المحامين في بيروت، وهذا الموقف مستمر من المرحلة الجامعية التي خضنا خلالها معا معاركنا المطلبية لبناء الجامعة اللبنانية واقرار الملاك الجامعيّ الى جانب العمل الوطني والقومي في تلك الفترة وبعدها.
كانت تربطني بالزميل علاقة منشؤها النضال المشترك مع شقيقه الراحل الكبير الزميل شكيب من خلال صداقته النضالية مع أحد قادتنا في حركة القوميين العرب المناضل المرحوم محمد الزيّات، والتي استمرّت مع كل اخوان الراحل ملحم ورياض ومنصور وزهير خاصة ونحن وايّاهم من المؤمنين بان الصداقة جبل شاهق لا يتسلّقه الا الاوفياء.
سنستمرّ نحمل رسالتك مع نجليك الزميلين العزيزين الدكتور طلال والأستاذ عمر لتحقيق تطلعاتك في حماية وتعزيز نقابتنا واستقلال قضائنا وفي ترسيخ الوحدة الوطنية وتأكيد السلم الاهلي، والقضاء على الفساد وسيادة حكم القانون في لبنان والامة العربية.
ودعناك ايها الراحل القانوني والوطني والعربي وأودعناك سلامنا الى المعلم الشهيد والقائد الوطني القومي كمال جنبلاط والى الشهيد المناضل شقيقك الزميل شكيب والى كل شهداء الامة.
تغمدك الله بواسع رحمته وانزلك منزلة الصديقين والابرار والهمنا جميعا من بعدك جميل الصبر والعزاء.
Comments