bah اكذب اكذب الى ان تسمى الكذوب... - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

اكذب اكذب الى ان تسمى الكذوب...

06/25/2019 - 18:19 PM

بيروت

 

اميرة العسلي

من غرائب هذا العصر ان تكون ذو ثقة لدى الآخرين وان كثر النفاق.

فاليتنافس المتنافسون على الحصص والمقاعد، ويقول الله تعالى

" قفوهم انهم مسؤولون " فأين الشعب اللبناني من هذا القول الرباني؟

كثرت المصطلحات والتعابير الشعبية لدى ارباب السلطة لشدة ولعهم بالشعب، ذلك من اجل ان يشعر الشعب ان ارباب السلطة يسعون للوصول الى معرفة احتياجات الناس من الطبقة المعدمة وذلك تطبيقا للقول: "خاطبوهم حسب عقولهم". لذا اخذ بعض من المسؤولين في السلطة الحاكمة ابداء البراعة في العزف على موسيقى الكلمة، واستحضار التعابير المفاجِئة مع ابتسامة معبرة عن القول "لا فخر". بعض تلك المصطلحات والتعابير اطربت الشعب ورقص البعض منهم فرحا، وتهاوى البعض الآخر على مفارق طريق هؤلاء المسؤولين. والملفت للنظر انه سرعان ما هرع مذيعي الاخبار على الاقنية التلفزيونية الى استعارة تلك التعابير بفخر حتى ان من شدة تبيض وجوههم اصبح وهج البياض يخفي ملامح وتقاسيم وجوه بعض المذيعين المذيعات.

بعد ذلك أضيفت تلك الكلمات والجمل القصيرة الى موسوعة "غينيس" حيث انه لم يجد اكثر منها سذاجة وسخافة في العالم العربي، والسبب الأول لذلك ان مصدرها من افواه ارباب الساسة المحترفين VIP. وذلك بعد ان عجر العلماء والمفسرين عن فهمها فاعتبرت تعابير نادرة الوجود وفريدة من نوعها، واعتبرها غينيس معجزة التعابير الصعبة التي شملت عدة سلال، او "سلل"، منها سلة الحصص، سلة النفايات، سلة المعاشات، وسلة المهجرين السوريين.

توسع معجم اللغة العربية، وازداد الشعب العربي الغير مثقف، والمغترب الذي نسي بعض تعابير اللغة العربية ارتياحا مع تطوير اللغة العربية على طريقة افلاطون العرب.

بنظري انا، اذا كنت ايها الحاكم العظيم تريد أن تصل الى قلوب الشعب، عليك ان تتربع على مآدبهم وتتغذى مجدرة عدس طوال شهر ويمكن ان تضيف اليها عشرة ايام فيصبح لك في ذلك ثواب الصيام والتقويم.. والمثل الشعبي يقول (اذا كان رب البيت طبالا فما على اهل البيت الا الرقص)

من هنا ندرك أهمية دور رب البيت او السلطة الحاكمة في الوطن، وحين نعرف ميول وتصرفات افراد السلطة الحاكمة في لبنان نعرف ميول وتصرفات الشعب بمن فيهم المؤسسات الحاكمة، او المتحكمة بالشعب. اما اذا كان حاكم الشعب ذو حكمة وأمانة فما على مؤسسات الدولة إلا العدل والانصاف. أما القضاء في لبنان عسى ولعل ان يكون قد وصل الى درجة الشفافية المطلقة !! او الروحانية العليا.

فإذا لم يخطئ القاضي واصاب الهدف، نخشى ان تكون الضغوطات السياسية أقوى فعالية من حكم القاضي، أما إذا كان القاضي فوق التجاذبات السياسية فلعل المصالح والمحسوبيات تضعه في موقف محرج لا يحسد عليه، خاصة في العالم العربي كثر العمل بالمثل القائل (كرمال عين أكرم مرج عيون) فكيف للقاضي ان يكون فوق سلطة الحاكم الذي يتقاضى معاشه منه، وهو بالنهاية يخضع للسلطان وإن جار السلطان، على القاضي ان يبتسم بصمت...

فالسلطة العليا بالنهاية بيد الحاكم في بعض البلاد، ولا أدرى إذا كان لبنان لا تشمله تلك المعايير، ولكن من خلال تجربتي الخاصة في هذا المجال للأسف كانت تجربة ظالمة، لم ينصفني القضاء اللبناني في مشكلتي ولكن عفا الله عما مضى. عندما وقعت بين ايدي افراد من المافيا "ما حدش سما عليّ" على حد قول المثل الشعبي المصري.. نعم خسرت الدعوى، ودفعت ما بحوزتي للخروج من هذا المأزق المتعمد من قبل بعض الناس الناقمين على الكتاب والصحافيين، والمهتمين في المجال الإبداعي الذي لا ينتمي الى أي جهة من الجهات الحدودية للبنان... جميع بلدان العالم تحيطها اربع جهات وتحدّ ارضها، الشرق، الغرب، الشمال، والجنوب. اما لبنان فهو يحيط به اكثر من سبع جهات، اتجاه المستقبل، اتجاه حزب الله، الاتجاه الكتائبي، الاتجاه العوني، اتجاه برّي امل، الاتجاه السوري، الاتجاه الخليجي السعودي، الاتجاه الإيراني الفارسي، والاتجاه الأعمي وهذا الاتجاه اكثر انتشارا في لبنان... اما الاتجاه الحرّ الذي انا انتقيه او اتبعه فطريا وغريزيا فإنه اتجاه حرّ لكنه الوحيد المقيد بسلاسل غير مرئية، ومحجوزة حريته بانتظار فرج الله سبحانه وتعالى...

على الرغم من تأدية بعض المؤامرات الملفقة لتثبت حرية القضاء وذلك بغية الحكم على بعض المسؤولين كي يستشف من الامر ان لا سلطة فوق القانون. لكن للمؤسف ان جميع المسؤولين الذين يعلقون في شباك قفص العدالة هم من الدرجة الثانية في الحكم والسلطة، والمستغرب اننا لم نشهد أي موقف اعتراض جديّ، ولم تقم أي قضية اعتراضية بحقهم، او رفض علني يقف بوجه بعض المسؤولين الكبار في البلاد وهؤلاء المسؤولون الكبار أي ملوك الطوائف. اهم من المحبوبين جدا من قبل اتباعهم الذين مردوا على النفاق ويقول الله تعالى: “من اهل المدينة مردوا على النفاق، لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم".. هذا دليل على اننا نعيش في لبنان بأمان والحمد لله، والجميع مبسوطين "ها الصيصان شو حلوين "..

من وجهة نظري أرى انه كي يستتب القضاء في لبنان ويمارس القضاة حريّة العدالة، يجب على جميع القيمين على منابر السلطة العليا ان يتنازلوا عن اللامبالاة بأمور الشعب، وأن لا يختلقوا في بين الحين والآخر عرقلات توضع من اجل تشتيت تركيز الشعب وكسب الوقت لنيل مقاصدهم وتمرير عقود مع شركات ضخمة يتنافسون على تقسيم الفوائد والارباح عليهم، وذلك من دون ان يلفت الانتباه اليهم.

ثم نرى بعد ذلك انهم يظهرون اخلاصهم للشعب وكأن كل منهم يسعى لارضاء ملته واتباعه. لكن الشعب بات يعرف تماما هذه اللعبة الدراماتيكية ولكن ليس باليد حيلة. كذلك ليس من العدل ان تهمل مطالب الشباب التي تندرج تحت عنوان "نريد فرص عمل، نريد انصاف في الوظائف كل حسب كفاءته وليس حسب طائفته، وان تفتح أبواب التعليم في الجامعات والمدارس بأجور مقبولة يقدر على تحملها المواطن المتواضع الحال، إذ ليس من العدل والانصاف ان يصبح طلب العلم حكرا على الأغنياء. كما انه يجب ان تفتح المجالات لدعم الشباب بقروض ماليه عد تخرجهم كي يواصلوا مسيرتهم المهنية بصلابة إذ ان الشباب المثقف هو من يبني الوطن وليس شلّة المافيا سوف تبين الوطن!!! وعلى أصحاب السلطة أن يثبتوا فعلا انتمائهم الوطني، وان يمارسوا الديمقراطية التي يتغنون بها من مبدأ المصلحة العليا للوطن فوق المصلحة الخاصة.

اهم من ذلك ان يترفعوا عن التمسك بالكراسي وأن يتنازلوا لمصلحة الشباب المثقف الصاعد. لما لا تكون الحكومة مرؤوسة من قبل دم جديد تنبض فيه الحيوية والحماس؟ ليس المهم ان نختار وزراء جدد وما زال القرار النهائي بيد السلطة العليا المستحكمة بمصير البلاد والعباد، والنتيجة صفر اقتصاد، صفر سياحة، صفر حضارة، صفر تطور، صفر فرص عمل، صفر تفاهم، صفر عدالة، صفر امان، صفر امانة. طبقة باتت متهالكة اهلكت الشعب، لكن الهم الأكبر هو ان الطبقة المثقفة من الشعب قد سئمت من الوجوه ذاتها، وباتت أبواب الهجرة مفتوحة على مصراعيها. وهم لا يزالون مصرون على تكرار المواقف وإعادة نفس السيناريو والتحديات الصعبة المفبركة. وان يستقيل الرئيس بري من منصب رآسة الحكومة، وان ينفذ قانون يضاف الى الدستور اللبناني وهو عدم السماح للحكم اكثر من مرة واحدة فقط. وان لا يمدد الى رئيس الجمهورية مدة اقامته في قصر الرئاسة.

نعم هذا هو الحلّ، وأيضا لماذا يجب ان تحكم وتتحكم بمجلس النواب طبقة الأحزاب؟ قبل ان يبعث محمد صلى الله عليه بدين الإسلام كان العرب قبائل متنافرة متنازعة الى ان وحدهّم الدين وباتوا على قلب واحد.

العبرة من ذلك إذا كان الوطن مقسم الى طوائف وأحزاب سوف يأتي يوم ويتكرر سيناريو النزاعات القومية والطائفية. هذا الحل الوحيد الذي يثبت اننا على نهج الحرية والوطن. ماذا تريدون بعد ذلك؟ هل لبنان هو من ميراث اجدادكم توارثتموه الى ما شاء الله؟؟؟ افتحوا لغيركم الفرصة واثبتوا لله تعالى انكم تخافون رب العالمين من فوق رؤوسكم. ماذا تنتظرون؟ اصحوا الى أنفسكم قبل فوات الأوان وقبل ان يصبح لبنان في خبر كان...

من هنا نستشف ان الحكام الدرجة الاولى في بلادنا يكادوا ان يكونون معصومين عن الخطأ، وجلّ من لا يخطئ، وكأنهم يديرون شؤون البلاد بشفافية مطلقة ويتمسكون بقول الحقيقة ولو على أنفسهم، والعدالة عندهم تقاس بميزان من ذهب.

وأخيرا تمكن الجسم القضائي من تماسك الامر باحتياط تام وذكاء وحكمة. من هنا ندرك انه عندنا مجموعة محاميين وبعض القضاة ترفع لهم القبعات لمدى حكمتهم ورحابة صدورهم هكذا استطاع القضاء في لبنان تجنب الفتنة وعدم زرع الشك، وقام بتوحد الجسم القضائي وعادوا الى أعمالهم بشكل طبيعي مما يثلج الصدر، وبالحكمة ينتصر القضاء على التمييز والحساسيات بين افراد ميزان العدالة...

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment