bah التوتر الأمني في منطقة الشحار الغربي، لم يكن وليد ساعته واهالي القتلى يرفضون دفن أولادهم - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

التوتر الأمني في منطقة الشحار الغربي، لم يكن وليد ساعته واهالي القتلى يرفضون دفن أولادهم

07/01/2019 - 05:55 AM

Atlas New

 

 

بيروت - لم تمرّ زيارة وزير الخارجية جبران باسيل الى منطقة عاليه مرور الكرام، بل تركت وراءها الكثير من التداعيات والجراح من الصعب أن تنتسى في المدى القريب.

هذه الزيارة التي لم يكن يكتب لها هذه النهاية الحزينة انتهت بمقتل مرافقين لوزير الدولة لشؤون النازحين السوريين صالح الغريب، ليعلن بعدها النائب طلال ارسلان ان عدد الضحايا بات ثلاثة، والكثير من التوتر والغليان في الشارع، والخوف الفعلي على السلم الأهلي.

كيف بدأت القصة؟
تقول صحيفة "الأخبار" أن التوتر الأمني أمس، لم يكن وليد ساعته، بل بدأ التحضير له قبل أيام مع إلقاء قنبلتين صوتيتين في كفرمتى. الأجهزة الأمنية كانت قد نظمت تقارير تُفيد بأنّ الحزب التقدمي الاشتراكي يُحضّر لافتعال توتر شعبي، تزامناً مع جولة باسيل في القضاء، وهو ما أكده وزير الدفاع الياس بو صعب أمس. وقال بوصعب إنّه التقى وزير الخارجية في شملان التي كان يزورها، "لأنه كان لدينا معطيات أنه على تقاطع قبرشمون هناك تجمع وتشنج، كما وصلتني معلومات من الجيش أنّ البعض بلباس مدني، إنما يمكن أن يكون معهم سلاح في سياراتهم، وقد وضعنا الوزير باسيل في الأجواء".

بعد الكحالة وعدد من قرى عاليه، كان باسيل يريد الانتقال إلى كفرمتى ليلتقي شيخ العقل ناصر الدين الغريب والوزير الغريب. إلا أنّ إقفال الحزب التقدمي الاشتراكي الطريق، أدّى إلى بقاء باسيل في شملان التي قصدها الغريب. "وإنصافاً للحق والحقيقة، باسيل أخذ القرار بعدم المجيء إلى المنطقة قبل وقوع الإشكال، حرصاً منه على السلم الأهلي، وتم التوافق على تأجيل الزيارة إلى وقت لا حق حقنا للدماء"، على حد قول وزير شؤون النازحين. أثناء عودة الغريب إلى كفرمتى، كان يفترض به أن يمر بقبر شمون وعين كسور وعبيه. لكن بعدما تبين أن متظاهرين يقطعون الطريق في قبرشمون، عمد إلى تغيير مساره باتجاه الطريق الموازية في قرية البساتين، والتي تسمح بتخطي قبرشمون عبر مسارات فرعية، قبل أن يُفاجأ بقطع الطريق في البساتين أيضاً، وبالكمين المسلّح. حصل إطلاق نار أدّى إلى استشهاد مرافقين للوزير، وإصابة ثالث، فضلاً عن إصابة أحد مناصري جنبلاط. وقد نجا الغريب من القتل المحقّق، إذ إن سيارته أصيبت بنحو 14 طلقاً نارياً.

من أطلق النار أولاً
تعددت الروايات حول من اطلق النار أولاً، وادى الى افتعال المشكلة، لكن الثابت ان مناصري الاشتراكي بدأوا بقطع طرقات الجبل، ولا سيما منطقة الشحار الغربي لمنع الوزير باسيل من متابعة جولته، خصوصاً بعد الكلمة التي ألقاها في بلدة الكحالة، وأعاد فيها إلى الأذهان معركة سوق الغرب التي قادها يومذاك الرئيس ميشال عون عندما كان قائداً للواء.

وفي حين اتهمت وكالة داخلية الغرب في "الاشتراكي"، مرافقي الغريب باطلاق النار باتجاه المحتجين عشوائيا، "وتابع موكبه الطريق صعوداً باتجاه ساحة قبرشمون، حيث ترجّل مرافقان للوزير الغريب وعمدا إلى إطلاق النار باتجاه المحتجين أيضا بشكل عشوائي مما أدى إلى إصابة شاب من بين المحتجين، فردّ بعض من كان يحمل سلاحاً باتجاه مصدر النار دفاعاً عن النفس فسقط مرافقان للوزير الغريب"، أشار غريب الى أنه تعرّض لكمين مسلح من أهالي المنطقة الذين بادروا الى اطلاق النار عليه بهدف اغتياله.

الاشتراكي: لا قرار بالتصعيد ضد باسيل
ونفت مصادر "الاشتراكي" لـ"الأخبار" أن تكون قد اتخذت قراراً مُسبقاً بالتصعيد ضدّ باسيل، "فقد كنا في اليومين الماضيين على تنسيق عالٍ مع التيار الوطني الحرّ من أجل الزيارة، وأعطينا التوجيهات إلى المسؤولين والمناصرين، بتسهيلها. ولكن، المشكلة في الفريق الثاني، الذي إمّا أنّه لا يعرف المنطقة، أو أنّه مُدركٌ لحساسياتها وتاريخها ويريد جرّها إلى الفتنة. أمعقول أن يُصرّح أحد من الكحالة عن معركة سوق الغرب؟ ما يحصل جزء من مخطط لإيصال الأمور إلى هذا المستوى". وتؤكد المصادر أنّه من غير الوارد، بالنسبة للتقدمي الاشتراكي، حصول مواجهة درزية - مسيحية، "يوم أمس لم يحصل احتكاك مباشر مع موكب باسيل، فالتجمع الأساسي كان داخل كفرمتى. وحين وصل الوزير أكرم شهيب إلى المنطقة، كان قد توصل إلى اتفاق، بتأمين طريق فرعية لموكب باسيل، حتى يصل إلى المكان الذي يقصده داخل كفرمتى". أما بالنسبة إلى إطلاق النار على موكب الغريب، "فما كانت الدماء لتُسفك، لو لم يُبادر مرافقو الوزير إلى إطلاق النار". تصف المصادر الكلام أنّ "الاشتراكي" يرفض التنوع داخل الجبل بأنه "حكي بلا طعمة، وسولفة لا قيمة لها. توجد قوى تسعى إلى الفتنة، وبعدها تُحمّل المسؤولية إلى وليد جنبلاط، إذا دافعنا عن أنفسنا نكون نحن المخطئين؟ نحن نتعرض لحصار مفتوح ضدّنا مشكل من قوى تُنفذ قراراً سياسياً كبيراً، وربما تهدف بذلك إلى تقديم أوراق اعتماد إلى الخارج".

اجتماع المجلس الأعلى للدفاع
في هذا الوقت، وفي حين كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يتابع عن كثب مجريات الأحداث في عاليه وتداعياتها، ويجري اتصالات على أعلى المستويات لضبط الوضع المتفلت، دعا الى اجتماع قبل ظهر اليوم في بعبدا للمجلس الأعلى للدفاع.

وتوقعت مصادر وزارية عبر "اللواء" ان يكشف الاجتماع بعض ملابسات حادث قبر شمون، خصوصاً وان الروايات كانت متناقضة حول من بدأ بإطلاق النار، ولم تستبعد المصادر الوزارية ان تكون للرئيس عون سلسلة مواقف تؤكد على ضرورة صون السلم الأهلي في البلاد والمحافظة على الاستقرار.

مؤتمر صحافي لارسلان
في الاطار عينه، يعقد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان عند الواحدة من بعد ظهر اليوم مؤتمراً صحفياً يشرح فيه كل المعطيات المتعلقة بالحادث، نافياً ان يكون يوما من أصحاب فتنة في الجبل، ومؤكداً ان الجبل ليس كانتوناً لفريق، بل هو للجميع.

ولم تستبعد مصادر "اللواء" ان يزور أرسلان اليوم أو غداً الرئيس عون في قصر بعبدا.

عائلة الشهيدين ترفض دفنهما
في هذا الوقت، وبحسب مصادر معنية لـ"الأخبار"، فإن "عائلتي الشهيدين ترفضان دفنهما إلى حين تسليم الجناة المعروفين والذين ظهرت صورهم على الملأ في فيديوهات انتشرت على مواقع التواصل". وأكدت مصادر فريق 8 آذار أن "ما جرى لن يمر مرور الكرام".

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment