حسين علي غالب
عندما بدأ بني البشر بتعاملاتهم كانوا يقايضون ما عندهم "هات وخذ"، ولم تتغير هذه الفكرة لأن الآن بتنا نستخدم المال للحصول على ما نريده، أي أن مبدأ المقايضة ما زال قائما حتى يومنا هذا .
تتنافس الآن الشعوب للحصول على مكاسب عبر إنتاجها لكل شيء، لتفرض سيطرتها فهي من تملك السلع التي نحتاجها في كل شيء تقريبا في حياتنا، ولهذا نشهد صراع عنيف بين أمريكا والصين فالإدارة الأمريكية رأت أن الصين عبر منتجاتها الرخيصة والتي تشمل حتى بعض المواد الغذائية البسيطة باتت هي المسيطرة على المجريات الاقتصادية، ولهذا فرضت الضرائب على المنتجات الصينية ويمكن للمنتج الأمريكي أن يعود للواجهة والمنافسة وينال رضى المستهلكين.
بالمقايضة باتت الأمم تتعامل، وسؤالي هو ما الذي نملكه حتى يمكننا أن نقايضه مع الأخرين وندخل هذه اللعبة..؟؟
الآن سوف تأتيني إجابة مطاطية، ليس فيها أي شيء ملموس، كالمساحات الشاسعة والموقع الاستراتيجي والثروات الطبيعية والأيدي العاملة الماهرة، كل هذا لا قيمة له لأنه بكل بساطة قطاعات غير مستغلة، والآخرين عندما يتحدثون يقدمون لك شيء موجود وجاهز .
إجابتنا يجب أن تكون واضحة وضوح الشمس، وهي أننا للأسف الشديد لا نملك أي شيء، ونحن فقط مستهلكين، والصناعات البسيطة التي عندنا تضعف يوم بعد يوم لأننا نعشق الاستيراد لرخص الثمن ولا ندعم منتجاتنا المحلية أي كانت، وشبابنا أيضا طموحهم بعيدة عن إنتاج أي شيء ،فقط يريدوا أن يصبحوا موظفين حكوميين ويتمتعوا بالروتين الحكومي القاتل الذي لا يقدم ولا يؤخر .
Comments