رسالة القاهرة - إيريني سعيد
بدأت فعاليات الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث توجه الرئيس المصري " عبد الفتاح السيسي " إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة للمرة الخامسة على التوالي، ومن أجل طرح الرؤيتين المصرية والأفريقية، وكعادتها لم تعزل مصر يوماً الآمال والتحديات المصرية عن الأفريقية حتى قبل ترأسها الإتحاد الأفريقي، وربما تعد المشاركة المصرية الدائمة في هذا المحفل الدولي وغيره من المحافل الدولية ؛ نتيجة بديهية للثقل المصري بالمنطقة وبالساحة الدولية أيضاَ، إلى جانب ريادتها والتي تتمتع بها منذ فجر التاريخ، والأهم جهودها المبذولة فى مواجهة بل ومكافحة المخاطر والمحيطة بالمنطقة، وفى مقدمتها الإرهاب وجرائمه.
ومن المقرر أن يلقى الرئيس السيسي كلمة مصر أمام الجمعية العامة، حيث سيستعرض خلاله مُجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، فضلا عن المواقف المصرية إزاء القضايا الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط.
ويتضمن برنامج السيد الرئيس المشاركة في عدد من الاجتماعات الهامة بالأمم المتحدة، وعلى رأسها قمة مجلس الأمن حول التطورات في الشرق الأوسط، والتي ستركز على الوضع في سوريا، بالإضافة إلى الاجتماع رفيع المستوى حول اللاجئين والمهاجرين، ومن ثم تناول سبل التوصل لحلول فعالة للتعامل مع أزمة تدفق اللاجئين نتيجة الصراعات القائمة.
كما يتضمن البرنامج عقد لقاءات ثنائية مع عدد من قادة وزعماء الدول المشاركين في اجتماعات الجمعية العامة، فضلًا عن عدد من المسئولين الدوليين، وذلك في إطار حرص مصر على تفعيل وتنويع علاقاتها الخارجية والانفتاح على جميع المجموعات الجغرافية وتعزيز التواصل معها، حيث ستركز مباحثات الرئيس خلال تلك اللقاءات على سبل تطوير العلاقات الثنائية مع هذه الدول على مختلف الأصعدة، ولاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وفي هذا الإطار، تعقد الجمعية العامة عدة قمم تتضمن "الاجتماع رفيع المستوى بشأن التغطية الصحية الشاملة"، و "قمة تغير المناخ"، و"قمة التنمية المستدامة"، و "الحوار رفيع المستوى بشأن تمويل التنمية"، بالإضافة إلى «الاجتماع رفيع المستوى بشأن مراجعة التقدم المحرز فى إدارة أولويات دول الجزر الصغيرة النامية (مسار ساموا)، وكذلك الاجتماع الرفيع المستوى لدعم جهود نزع السلاح النووي.
كما سيعقد السيد الرئيس عددًا من اللقاءات مع وسائل الإعلام الأمريكية، فضلًا عن الالتقاء بممثلي غرفة التجارة الأمريكية، ومجلس الأعمال للتفاهم الدولي، لتعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة والتفاعل مع مختلف القوى المؤثرة في المجتمع الأمريكي، إلى جانب التباحث مع عدد من الشخصيات المؤثرة بالمجتمع الأمريكي حول سبل الدفع قدمًا بالعلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة.
وتشارك مصر فى مناقشة العديد من الموضوعات ذات الأولوية سواء السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، حيث توجد عدة قضايا مرتبطة بأولويات القارة الأفريقية مثل تحقيق الأمن والاستقرار في النزاعات والقضايا بعدد من الدول الأفريقية التي مازالت مطروحة على أجندة المنظمة، وتحقيق التنمية طبقاً لأهداف أجندة التنمية 2063، ورفع معدلات النمو، وتوفير التمويل اللازم لمشروعات البنية التحتية فى أفريقيا، بما يسهم فى تحقيق الاندماج الإقليمي والتكامل الاقتصادي خاصة بعد دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ.
كما تتضمن أجندة المشاركة المصرية العمل على معالجة قضايا وأزمات المنطقة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، بجانب الأوضاع فى كل من سوريا واليمن وليبيا، والعمل على اتباع مقاربة شاملة تهدف للحفاظ على الدولة الوطنية ومكافحة الإرهاب والطائفية والميليشيات المسلحة غير المشروعة. وسوف تتضمن أجندة مصر العديد من الموضوعات فى مجالات أخرى مثل نزع السلاح والعمل على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب وتمويل التنمية والمناخ وحوار الحضارات وثقافة السلام.
وتشارك مصر ايضا في العديد من الفعاليات المرتبطة بالمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب على هامش أعمال الجمعية العامة، ومنها الاجتماع التنسيقي السادس عشر للجنة التنسيقية للمنتدى الذى يتضمن جلسة عن أنشطة مجموعة العمل المعنية ببناء القدرات في إقليم شرق أفريقيا التي ترأسها مصر والاتحاد الأوروبي، والاجتماع الوزاري العاشر للمنتدى يوم 25 سبتمبر، كما من المقرر أن تعقد مصر والاتحاد الأوروبي حدثاً رفيع المستوى يوم 26 سبتمبر حول مكافحة تمويل الإرهاب تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 2462 (2019)، وذلك حسبما جاء فى بيان الهيئة العامة للاستعلامات .
*صحفية وكاتبة مصرية وعضو نقابة الصحفيين
Comments