حسن عجمي *
تدعو حملة الثورة الإنسانوية إلى الثورات السلمية في العالَم العربي والمشرقي واستمرارية الثورة في لبنان والعراق والجزائر والبلاد العربية والمشرقية بشكلها السلمي ومضمونها الإنسانوي.
فالثورة الحقيقية هي الثورة الإنسانوية التي تهدف إلى تحقيق الإنسان الأرقى من خلال احترام حقوقه والعمل بقِيَمه. الثورة الإنسانوية هي ثورة سلمية ومسالمة غايتها الأساس تحقيق السلام الأهلي الحقيقي بفضل احترام الحقوق الإنسانية الأساسية وانتاج حقوق إنسانية جديدة. مثل على تلك الحقوق الجديدة التي لا بدّ من احترامها حق كل فرد في أن يتطوّر اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
فالذي لا يتطوّر سجين ما هو عليه، وبذلك الذي لا يتطوّر فاقد للحرية. من هنا من الضروري بناء حقوق جديدة كحق كل فرد في التطوّر و إلا نصل إلى نظام ديكتاتوري قامع للحريات و قاتل لها ما يُسبِّب الصراعات و الثورات المسلّحة و الحروب الأهلية و دمار الأوطان. الثورة الإنسانوية هي ثورة السلام لكونها ثورة صياغة حقوق إنسانية تكفل إحلال السلام وسيادته.
الثورة الإنسانوية ثورة بناء حقوق و واجبات جديدة كحق كل إنسان في الامتلاك المجاني لمسكن و حقه في الحصول على عمل و واجب الدولة تقديم عمل له و حق كل إنسان في الحصول على غذاء مجاني و تعليم مدرسي و جامعي مجاني (إن كان من الأقل حظاً اقتصادياً) و حقه في ضمان صحي و ضمان شيخوخة بلا مقابل مادي وحقه في التصرّف بحرية مطلقة ضمن القانون المراعي لهذه الحقوق و حقه في محاسبة السياسيين وسلطات الدولة وحقه في أن يتطوّر ويرتقي اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً (بفضل احترام الحقوق و الواجبات السابقة) بمجرّد أن يكون مواطناً أو مقيماً في دولة ما و إلا خسرت تلك الدولة شرعية وجودها. فمن دون هذه الحقوق يفقد الإنسان إنسانيته، وحين تتحقق هذه الحقوق يوجد السلام الأهلي الحقيقي لأنَّ عدم احترام تلك الحقوق يؤدي لا محالة إلى الصراع والحروب.
لذلك الثورة الإنسانوية ثورة السلام. كما تكمن الثورة الإنسانوية في أن يصبح المواطن سلطة أعلى تحاسب وتقاضي سلطات الدولة المختلفة (كالسلطة التشريعية المتمثلة عادةً بمجلس النواب والسلطة التنفيذية المتمثلة عادةً بالحكومة أو الرئاسة) وإلا تفرّدت سلطات الدولة بالحكم و تحوّلت إلى سلطات قامعة يسودها الفساد وتمارس الإرهاب ضد مواطنيها. من هنا تدعو هذه الحملة الثورات العربية والمشرقية إلى أن تتحوّل جمعاء إلى ثورات إنسانوية هدفها تحقيق السلام الأهلي من خلال صياغة حقوق إنسانية جديدة واحترامها.
الحضارة فن إنتاج السلام الأهلي من خلال الثورات السلمية والمسالمة.. فلا تطوّر بلا ثورة.. ولا حياة بلا تطوّر.. الحضارة فن بناء الإنسان من خلال ثورات فكرية وسلوكية سلمية تُغيِّر المجتمع والنظام... لا حضارة بلا ثورة وسلام... ولا سلام بلا ثورة..
*كاتب لبناني
Comments