سيمون حبيب صفير
إنّ أوّل مدماك في صرح انتصار ثورتنا هو مدماك إحقاق الحق عبر السّلطة القضائيّة السيّدة الحرّة المستقلّة التي تفرض سلطان عدالتها على الجميع، بمساواة، إذ يبدأ عهد المحاكمات بعد طول المماحكات والضغوط السياسية على بعض ضعاف النفوس من القضاة التابعين لبعض السياسيين الفاسدين الذين يؤثّرون عليهم على مستوى إصدار أحكام غب الطلب، أحياناً، واعتماد اللفلفة والتزوير والطّمس والمماطلة.. أحياناً أخرى، ما من شأنه أن يسيء إلى سمعة القضاء في وطن بيروت "أم الشرائع" ويشوّه الوجه الحضاري لوطن الأرز!
وتكثر المداميك.. ولكن يبقى هدفنا القديم الجديد، كشعب مُستفيق منتفض ثائر، هو استرداد الأموال المنهوبة من سارقيها الذين أثروا إثراء غير مشروع بفعل اسستئثارهم بمناصب الحكم وباقي السّلطات التي أتاحت لهم مجالات السرقة والنهب وهدر المال العام طيلة عقود من الزمن في ظل غياب المساءلة والمحاسبة الشعبيّة والقضائيّة!
نعلن كثوّار أحرار، دعمنا المطلق لجيشنا البطل وأجهزتنا الأمنيّة إنطلاقاً من تمسّكنا بالحفاظ على هيبة دولتنا اللبنانيّة، كيف لا، وهي التي تستميت في الدّفاع عن لبنان وشعبه ومؤسّساته على اختلافها، وينصرها اللّه في مواجهة الإرهاب.. وهنيئاً لنا انتصار جيشنا الذي أبلى بلاءً حسناً، لا سيّما في منطقة عرسال التي تحوّلت جرودها إلى أوكار للسلفيّين الإسلاميّين، حيث ألقى جنودنا البواسل القبض على المئات من هؤلاء المسلّحين الإرهابيّين الذين يقتلون ويخطفون ويعيثون فساداً ويهدّدون أمن لبنان ويقضّون مضجع اللبنانيّين ويؤثرون سلباً على الإقتصاد اللبنانيّ وبالتالي على الحركة السياحيّة..
ونسأل: أوليس الطاقم السياسي الحاكم الذي يفقر شعبه ويجوّعه إذ يسرقه ويمصّ دمه، إرهابياً كهؤلاء الإرهابيّين الغرباء؟!
ومن حقنا وواجبنا ومسؤوليتنا الوطنية أن نساعد الأخوة السّوريين النازحين السّاكنين في مخيّمات موزّعة على الأرض اللبنانيّة، للعودة إلى ديارهم، شاكرين لوطننا الصّامد، احتضانه لهم، وهو الضّيق المساحة في هذه البقعة من الشرق التي حافظ عليها أجدادنا الذين صمدوا وضحّوا وصبروا وما بخلوا بتقديم العطاءات لتبقى أرزتنا شامخة مجيدة في عليائها!
هم اضطرّوا أن يهجروا ديارهم بسبب الحرب المستعرة نارها في سوريا، ليعيشوا في أفياء أرزنا الخالد بأمن وسلام، خصوصاً في المناطق خارج المخيّمات، بين اللبنانيّين الذين يحسنون ضيافتهم على الرّغم من الأزمات الكثيرة التي يتخبّطون بها ولا سيّما الاقتصاديّة منها.
الحريّة هي هوّية لبنان، وممارسة الحريّات العامّة هي من خصائص شعبنا الذي يفاخر بتاريخه التليد وحضارته ويتميّز بانفتاحه على الحضارات وبتفاعله معها.
شتّان ما بين الحرّية والفلتان! حريّة التّظاهر تضمنها شرعة حقوق الإنسان.. ولكن من غير المقبول والمنطقيّ أن يعترض بعض اللبنانيّين التابعين لجماعة السلطة على الثورة الشريفة التي تضمٍ غالبية اللبنانيّين الذين يرفضون كل هذه الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة والتي أنهكت لبنان واستنزفته وأوصلته إلى هذا الحضيض.. فنرى في الساحات بعض المواجهات بين الثائرين السلميين وبعض المنتمين او المؤيدين لأحزاب السلطة الذين يعتمدون العنف وسيلة للانقضاض على شركائهم في الوطن، بحجة ان الثوار ينتقدون ويشتمون زعمائهم الذين يقدّسونهم على رغم أخطائهم وارتكاباتهم.. فيما هم يجوعون ويعان ن معاناة الثوار عينها وعلى المستويات كافة!
هيبة دولتنا وجيشنا، فوق كل اعتبار، ولا بد من محاسبة كل من يسيء إلى هذه الهيبة وخصوصاً من بعض العسكريين الذين يتعاملون مع الثوار بقسوة واستنسابية.
لذلك نرفض التعبير عن الرأي، بالتظاهر اللاحضاري، المنافي للأخلاقيّات العامّة ضمن أيّ تجمّع بشريّ في أيّ ساحة من ساحات لبنان، وفي أي منطقة من مناطقه وضمن حدوده المعترف بها دولياً، تلافياً لإحداث أي فتنة أو تصادم أو إخلال بالأمن، لأنّ حريّة التظاهر يجب أن تكون تحت سقف القوانين المرعيّة الإجراء ووفق الأصول المتّبعة والضوابط الأخلاقيّة. فكيف لنا أن نقبل بأن تتظاهر مجموعة لبنانية حزبيّة فئوية ضدّ الثوار من كل المناطق والطوائف.. أو حتى ضد جيشنا وباقي القوى الأمنيّة التي يعتدون عليها بكلّ وقاحة؟!
ولكي لا نتلهّى بالقشور وننسى الجوهر ولبّ المشكلة المُزمنة، ولكي لا نضيّع البوصلة، فإنّ ما يجب أن نركّز عليه كثوّار، ومن جملة اهتماماتنا وأولويّاتنا، إنّما هو حقّ عودة اخوتنا الفلسطينيّين إلى أرضهم المغتصبة منذ سنين، وبالتالي، إزالة العبء الضاغط الذي تفرضه المخيّمات على لبنان، خصوصاً أنها تأوي مسلّحين وإرهابيّين وخارجين عن القانون ومطلوبين للعدالة..
نعلن كلبنانيّين، وكثوّار تحديداً، مقيمين على الأراضي اللبنانيّة ومنتشرين في أربعة أقطار العالم، أنه آن الأوان لننتقل بلبنان إلى مصاف دول العالم الراقي وإلى الجمهوريّة الثالثة، وذلك عبر تحديث قوانينه واجتراح منظومة حكم سياسيّ عصريّ يحاكي متطلبّات الجيل الجديد الذي يتوق إلى بناء دولة الحق والعدالة والتطوّر المُستدام والمناعة الدائمة والمِنعة التي يؤمّنها طاقم سياسي كفؤ، وجيش قويّ، ومؤسّسات دستوريّة فاعلة، وشعب مُنتِج.
نحن أسيادٌ أحرارٌ على أرضنا نتنشّق الحريّة ونعلّم الآخرين حسن ممارستها!
جيشنا كرامتنا خط أحمر.. ولبناننا منارة الحريّة.. كان وسيبقى!
عاش لبنان وشعبه وجيشه وأرزته المقدّسة.. والنصر لثورتنا المباركة التي ستفتح أبواب السّجون المتلهّفة لنزلاء جدد من هؤلاء الفاسدين الحاقدين اللّدودين الذين نهبوا ثروات لبنان ومقدّرات شعبه.. إذ لا بدّ من العِقاب بالقبض على الرّقاب!
Comments